alexametrics
الأولى

السباق إلى قصر قرطاج .. من غير المستبعد أن يكون راشد الغنوشي رئيسا

مدّة القراءة : 3 دقيقة
السباق إلى قصر قرطاج .. من غير المستبعد أن يكون راشد الغنوشي رئيسا

 

  2019 ستكون سنة انتخابية بامتياز .. فالانتخابات التشريعية والرئاسية على الأبواب وهو ما ينذر بسنة زاخرة بالأحداث والتقلبات  .. أحزاب وشخصيات سياسية شرعت بعد في الاستعداد لخوض معركة صناديق الاقتراع وقد بدأت المضاربات والمراهنات حثيثة بخصوص المرشحين الجديين لاعتلاء منصب رئاسة الجمهورية واحتلال قصر قرطاج.

 

لا شك اننا سنشهد تخمة وعددا ضخما من الأشخاص سيتقدمون لخلافة الباجي قايد السبسي على غرار الانتخابات الماضية التي شهدت ترشح عديد الأسماء بعضهم لم تكن له اية حظوظ في الفوز حتى بنزر قليل من الأصوات في حين نافس البعض الاخر الكبار الى اخر رمق من المنافسة على قصر قرطاج.

 

الرهان كبير لذلك نرى البعض يستعد لخوض غمار الانتخابات وآخرون يلقون ببيادقهم أو وضع اللمسات الأخيرة لاستراجياتهم وشحذ السكاكين على امل كيب الرهان الكبير.

 

وفي هذا السياق صرحت يمنية الزغلامي امس ان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي هو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية .. وفقا للنظام الداخلي للحركة طبعا. وقالت في هذا الصدد "نحن نعتبر ان راشد الغنوشي الذي تم انتخابه وليس تعيينه في منصب رئيس النهضة يمتلك كل المؤهلات للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية فلطالما حرص على خدمة التونسيين وعمل على الارتقاء بصورة البلاد كما سعى جاهدا الى جلب المستثمرين الأجانب وإرساء الاستقرار السياسي".

 

هذا يذكرنا بالمؤتمر العاشر لحركة النهضة الذي عرف تحوير العديد من فصول النظام الداخلي للحركة بهدف منح المزيد من الحرية والصلاحيات لزعيم هذا الحزب الإسلامي.. تنقيحات لم ترق للكثير من المؤتمرين الذين رأوا فيها شكلا من أشكال الهيمنة.

 

بالتالي وحسب النظام الداخلي لحركة النهضة الذي تم تنقيحه على مقاس الغنوشي فان رئيس الحزب اصبح المرشح الوحيد والاوحد للنهضة لكل المناصب العليا في الدولة أي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة أو حتى رئاسة البرلمان .. فهو المرشح الطبيعي للحزب الا في صورة تخليه وفسح المجال لغيره وهذا لا يتم الا بدعم وتفويض من الغنوشي.

 

خلاصة القول ان تصريحات يمنية الزغلامي ليست اعتباطية أو بريئة فقد تكون بالون اختبار لجس نبض الساحة السياسية والإعلامية بخصوص ترشح محتمل للشيخ راشد. لكن يجب عدم تجاهل كل الإشارات والرسائل الموجهة منذ شهور من قبل المحيط القريب من الغنوشي وحتى تصرفاته هو شخصيا والتي تنم عن طموح ورغبة حقيقية في الفوز بمنصب الرئاسة.

 

فلا ننسى ان راشد الغنوشي قد تخلى عن القميص المعتاد لتعويضه بربطة العنق ليحيلنا بذلك الى صورة الرجل المنفتح والعصري عند ظهوره في المناسبات الرسمية وحتى الدينية منها وهو ما استثمره فريقه العامل على الجانب الاتصالي والذي تخلى عن استخدام عبارة "الشيخ" بصفة "الأستاذ" عند الحديث عن راشد الغنوشي.

 

وعلى هذا الأساس فان كل الاحتمالات والسيناريوات صارت ممكنة في ظل ترقب الكثيرين معرفة ما اذا كان رئيس الحكومة يعتزم الترشح لتلك الانتخابات.

 

ولئن اكد يوسف الشاهد في الحوار الصحفي الأخير بانه غير معني البتة بالانتخابات فان كل الأجواء والتحركات التي تحوم حوله لم تكن كفيلة بتبديد الشكوك إزاء نواياه في هذا الصدد. فنواب كتلة الائتلاف الوطني يعملون بلا هوادة من اجل تركيز مشروع سياسي جديد .. حزب اخر ينضاف للكم الهائل من الأحزاب السياسية الناشطة على امل افتكاك ما امكن من أصوات انتخابية حداثية وسطية ووطنية .. مشروع سياسي سيحاول قضم ما امكن من حركة نداء تونس التي انشق عنها رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي كان في يوم ما الابن المدلل لمؤسس النداء الباجي قايد السبسي.

 

فهل سيتحقق هذا المشروع السياسي المتمثل في حزب الشاهد ومن سيكون المرشح الأكثر اقتدارا وقدر على تمثيله ؟ رئيس الحكومة قالها صراحة ان النداء الذي ناضل في صفوفه سابقا لم يعد له أي وجود فهو لم يعد يرى نفسه منتميا لهذا الحزب الذي هاجم في عديد المناسبات قيادته الحالية.

 

الى الحين مازال الشاهد يؤكد انه لن يترشح لانتخابات 2019 وان له اوليات ومشاغل أخرى بصفته رئيسا للحكومة كما انه يعتقد بان زمن الزعيم الأوحد الذي تدور حول فلكه حزب ما قد ولى وانقضى .. هذا ما يصرح به الشاهد في الوقت الراهن لكن قد تتغير الكثير من الأمور حتى نهاية العام ويجد نفسه مضطرا للإصلاح عن نواياه وطموحاته الحقيقية.

 

أهداف قد تنغص صفوفها ترشح محتمل لقائد السبسي الاب .. فهل سيتقدم رئيس الجمهورية مجددا للعودة الى قصر قرطاج لمدة رئاسية ثانية أو انه سيتخلى عن فكرة خلافة نفسه في هذا المنصب ؟ هل سيرضخ الباجي قايد السبسي للدعوات الملحة تجاهه للترشح وإعادة الكرة وبالتالي رفض عدم وضع حد لمسيرته السياسية الزاخرة بالمحطات والتحديات؟ في كل الأحوال هذا ما يطمح اليه ما تبقى من الندائيين الذين يراهنون على ترشح اخر للاب المؤسس حتى يضمنوا تموقعهم من جديد في المشهد السياسي القادم.

 

وسط هذا الخلاف أو لنقل الصراع الذي يخوضه رأسا الجهاز التنفيذي رغم انتمائهم لنفس العائلة السياسية تواصل حركة النهضة بنسف حثيث استعداداتها وتحضيراتها للمحطات الانتخابية المقبلة من خلال تجويد استراتيجيتها وخططها على الأقل من اجل كسب الانتخابات التشريعية مع مغازلة كرسي الرئاسة في قصر قرطاج.

 

 (مترجم عن النص الأصل بالفرنسية)

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter