alexametrics
أفكار

السعودية في عهد الأمير محمد بن سلمان: إلى أيـــن؟

مدّة القراءة : 9 دقيقة
السعودية في عهد الأمير محمد بن سلمان: إلى أيـــن؟

 

محمود بوناب


لا ينكر أحد أن الظروف العصيبة والمشاكل المزمنة التي تعيشها بلادنا ومجتمعنا منذ 2011، وحتى ما قبل ذلك وإن اختلفت طبيعة تلك المشاكل ومسبباتها، قد حجبت عنا الرؤية لما يجري حولنا من أحداث وتطورات في محيطنا الإقليمي والدولي رغم ما لتلك الأحداث من تأثير مباشر على مجريات الأمور في بلادنا. فضلا عن ذلك، فإن اهتمامات الوضع الداخلي جعلت معظم وسائل الإعلام بمختلف مشاربها تُدمِنُ الغوص في الشأن الوطني وتُحْجِمُ عن التعمق في الشأن الإقليمي والدولي (مع استثناء الملف الليبي)، وفي علاقة بلادنا مع "الدول الشقيقة" وعلى رأسها الشريك العربي الأول لتونس منذ الستينات، المملكة العربية السعودية، ليس من باب التدخل في الشؤون الداخلية لدولة شقيقة، بل لمحاولة فهم ما يحدث فيها من تطورات غير مسبوقة في تاريخها منذ قيام الدولة السعودية.

فالمملكة هي وريثة ما يُعرف بالدولة السعودية الثالثة التي تأسست في جانفي 1902 على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود الذي تمكن من الاستيلاء على منطقة الرياض. وعُرفت هذه الدولة في بداية عهدها باسم "إمارة الرياض"، ثم توسعت حتى استطاعت عام 1921 السيطرة على كامل أراضي نجد بعد إسقاط إمارة حائل المنافسة، واصبحت الإمارة تُعرف باسم سلطنة نجد، وظل الاسم قائما حتى إعلان قيام المملكة العربية السعودية عام 1932. وقد قامت المملكة على أساس تحالف عقائدي وسياسي بدأ في منتصف القرن الثامن عشر بين الفكر الوهابي (نسبة للشيخ محمد بن عبد الوهاب) وأسرة آل سعود (نسبة لمحمد بن سعود).

ورغم حداثة عهدها بمفهوم “الدولة الوطنية” وتأرجحها المزمن بين "الدولة الدينية" و"الدولة القومية"، فإن المملكة كسِبتْ عبر تاريخها الحديث، سيما منذ فترة حكم الملك فيصل التي امتدت من عام 1964 إلى عام 1975، جٌلَّ مقومات "الدولة الوطنية"، واكتسبت أسرة آل سعود شرعية تاريخية من حيث أنها أصبحت رمزا للكيان الموحد ومجسدة للشرعية الدينية والعقائدية من جهة والشرعية السياسية الوطنية من جهة أخرى.


ومنذ وفاة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود عام 1953، تعاقب على حكم المملكة العربية السعودية ستة من أنجاله سيكون الملك سلمان آخرهم بعد أن انتقلت ولاية العهد من أبناء الملك المؤسس إلى أحفاده وفق ما ينص عليه القانون الأساسي للمملكة الصادر عام 1992 وما ورد في التعديل الذي أدخله الملك سلمان على النظام الأساسي للحكم وأصبحت بموجبه المادة الخامسة من النظام الذي هو بمثابة دستور المملكة تنص على أن "يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكا ووليا للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس".

ولئن تولى الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد الحكم في السعودية وهم في الخمسينات من العمر، أي في أوج عطائهم وقوتهم الذهنية والبدنية، فإن الملك الراحل عبد الله والملك سلمان توليا مقاليد الحكم وهما في الثمانين من العمر وفي وضع صحي هش، وقد تعاقب على ولاية العهد خلال فترة حكم الملك عبد الله التي امتدت 10 سنوات من 2005 إلى 2015 ثلاثة ولاة للعهد توفي اثنان منهم هما الأمير سلطان والأمير نايف نتيجة المرض، قبل أن يؤول المُلك إلى الأمير سلمان، الابن الخامس والعشرين للملك المؤسس من بين أبناءه الذكور الخمسة وأربعين، وهومن زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، والتي تمثل سلالتها اقوى فروع الأسرة السعودية المالكة وأكثرها نفوذا في منظومة الحكم.

وبعد توليه مقاليد الملك إثر وفاة الملك عبد الله في 23 جانفي 2015، فاجأ الملك سلمان المعروف بقوة شخصيته وسعة تجربته التي اكتسبها على مدى أكثر من 50 عاما خلال توليه إمارة منطقة الرياض، وهي إحدى أكبر مناطق المملكة مساحة وسكانا وعاصمة الدولة في مرحلة تأسيسها، فاجأ الملك سلمان العالم بتخليه عن الالتزام بالتسلسل العائلي لإخوانه في الأحقية بالملك، فعزل أخاه الأمير مقرن بن عبد العزيز في أفريل 2105 ونقل ولاية العهد إلى أحفاد الملك المؤسس بتعيينه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي دخل التاريخ كأول ولي عهد من الجيل الثاني في الأسرة الحاكمة. 


لكن لم يفت أحدا من متابعي الشأن السعودي أن الرجل القوي في منظومة الحكم الجديدة ليس ولي العهد رغم ما له من نفوذ عائلي وثقل أمني وعلاقات وثيقة بالولايات المتحدة الحليف والحامي التقليدي للمملكة منذ تأسيسها، إنما الرجل الأقوى في المعادلة السعودية الجديدة هو ذلك الشاب الذي لم يتجاوز عمره 30 عاما وخرج من حيث لا ينتظره أحد عندما عينه والده وزيرا للدفاع ووليا لولي العهد إثر وفاة الملك عبد الله..إنه محمد بن سلمان الذي لم يمهل ابن عمه بن نايف أكثر من سنتين لازاحته وافتكاك ولاية العهد يوم 21 جوان 2017 والدخول بالمملكة حقبة غير مسبوقة في تاريخها، بما تتسم به من جرأة غير محسوبة ومخاطرة وكسر للأعراف والتقاليد وإعادة صياغة التحالف التقليدي بين رجال الدين ورجال الحكم على أسس جديدة وغير مألوفة لا لهؤلاء ولا لأولئك، حقبة مثيرة للدهشة والكثير من التساؤل لمن يعرف كيف كانت تقاد الإبل في صحاري المملكة.

لم ينتظر الأمير الشاب فور توليه وزارة الدفاع أكثر من بضعة أسابيع لإشعال فتيل حرب طاحنة حيث أدخل بلاده وجيشها، تحت غطاء تحالف دولي للتصدي للنفوذ الإيراني الذي يجسده الحوثيون (الموالون لإيران) في اليمن، وبذريعة إعادة الشرعية التي يجسدها الرئيس عبد ربه منصور هادي، في مغامرة عسكرية مدمرة وغير محسوبة العواقب، تسببت في سقوط آلاف الضحايا الأبرياء ونتجت عنها كوارث إنسانية بشهادة منظمات الأمم المتحدة المختصة التي تقر بأن ملايين اليمنيين يعانون بسبب هذه الحرب نقصا شديدا في الغذاء، فيما تهدد الأمراض والأوبئة ملايين آخرين، وأن من بين سكان هذا البلد، هناك 7 ملايين على حافة المجاعة، في أكبر حالة طوارئ غذائية في العالم.

ولم تمر أكثر من أربعة أشهر على توليه ولاية العهد وتكليفه لاحقا من قبل والده برئاسة لجنة لمكافحة الفساد مكلفة ب "حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام"، حتى ذهبت الجرأة، ويعتبر عديد الخبراء ذلك تهورا، بالأمير الشاب مساء 4 نوفمبر 2017إلى حد  إصدار أوامره باعتقال ومحاسبة شخصيات وأمراء ما كان أحد يتجرأ حتى على انتقادهم في العلن، بتهم الفساد والمحسوبية وسوء استعمال السلطة...، ومن بينهم الأمير متعب بن عبد الله الرئيس السابق للحرس الوطني وأحد أقوى الشخصيات السياسية وأكثرها نفوذا وتأثيرا خلال فترة حكم والده الملك عبد الله، إلى جانب الأمير "النجم" الوليد بن طلال وعشرات رجال الأعمال والوزراء والمسؤولين السابقين في إدارات وأجهزة الدولة.

كما لم يتردد الأمير في إطار تلك الحملة في احتجاز رئيس الوزراء اللبناني الزائر آنذاك سعد الحريري (الذي يحمل الجنسية السعودية أيضا) ووضعه رهن الإقامة الجبرية ودفعه في حادثة صدمت العالم إلى الإستقالة من منصبه عبر التلفزيون والتنصل من شراكته مع "حزب الله" في الحكومة اللبنانية، ولولا تدخل الرئيس الفرنسي ماكرون بكل ثقل بلاده وعلاقته الشخصية مع الأمير بن سلمان لتغير مسار حياة سعد الحريري بكل ما كان سيترتب عن ذلك من تبعات على الساحة اللبنانية. 


وقبل أسبوعين على عزل محمد بن نايف وتولي محمد بن سلمان ولاية العهد، أعلنت السعودية، إلى جانب كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر يوم 5 جوان 2017  قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، ورافق قطع العلاقات إجراءات اقتصادية اعتبرتها قطر حصارا، من بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقلات القطريين. 

كما أغلقت السعودية مكاتب قناة "الجزيرة" القطرية في الرياض، ثم عرضت الدول الأربع على قطر قائمة تضم 13 طلبا وحددت لها مهلة عشرة أيام لتنفيذها من بينها إغلاق قناة الجزيرة والحد من علاقات قطر مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على أراضها، إلا أن قطر قالت إن "اللائحة غير واقعية" وغير قابلة للتطبيق. 

إثر ذلك، نشرت السعودية وحلفاؤها لائحة سوداء تضم من وصفتهم بشخصيات وكيانات "إرهابية" ضمت مجموعة من شخصيات ورموز وكيانات قطرية طلبت من الدوحة محاسبتها و تحييدها من بينها الشيخ يوسف القرضاوي الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التابع لقطر. 


ورغم مرور عامين ونصف ومحاولة العديد من الأطراف الإقليمية والدولية وعلى رأسها الكويت والولايات المتحدة التوسط لإنهاء النزاع، ما تزال الأزمة الخليجية على ما هي عليه من حدة وتعفن..ويشهد الخبراء أن قطر قد احتوت الكثير من تبعاتها واستفادت منها أكثر من خصومها. 

وقد تساءل الكاتب السعودي الراحل جمال خاشقجي الذي غادر المملكة قسرا بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" بتاريخ 5 نوفمبر 2017 "هل أن ولي العهد أشبه بالرئيس السوفياتي السابق وصاحب البريسترويكا ميخائيل غورباتشوف أم بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مسيرة التغيير والإصلاح التي يقودها؟ وهل هو على طريق الإصلاح الحقيقي للنظام السعودي بأكمله، أم أنه مجرد إقصاء شخصيات معروفة لتعزيز مركزية السلطة بين يديه”؟ وأجاب خاشقجي: "حتى الآن، أود أن أقول إن محمد بن سلمان يتصرف مثل بوتين، ويفرض عدالة انتقائية".


لم يمض أقل من عام على نشر هذا المقال الذي أعقبته مقالات عديدة أخرى في الصحيفة الأمريكية المرموقة وظهور خاشقجي في الإعلام الدولي وبالخصوص في قناة الجزيرة القطرية منتقدا سياسات المملكة وتصرفات ولي العهد، حتى تم استدراجه ظهر يوم 2 أكتوبر 2018 إلى مقر القنصلية السعودية في اسطنبول لاستخراج وثائق حالة مدنية استعدادا للزواج من خطيبته التركية. 

كانت خطيبة خاشقجي خديجة تنتظره خارج السياج الأمني للقنصلية، لكن جمال تأخر كثير وانقطع اتصالها به، فأبلغت السلطات التركية والرئيس أردوغان شخصيا بالأمر..ما أصبح معلوما ومؤكدا للعالم هو أنه خلال الساعات الثلاث التي انتظرت فيها خديجة جمال، ارتكبت كتيبة الموت السعودية التي جاءت خصيصا من الرياض محملة بمعدات غريبة، ودخلت تركيا بجوازات رسمية سعودية، إحدى أكثر جرائم القتل بشاعة ورعبا وغباء في التاريخ الحديث. قتلوا الرجل وقطعوا جثته وغيّبوا أشلاءه وأحرقوها.. وخرج شبيهٌ له من الباب الخلفي للقنصلية مرتديا ثياب جمال للتمويه، ثم غادر أعضاء الكتيبة اسطنبول مساء نفس اليوم.. وكأن شيئا لم يكن!

احتاجت السعودية إلى أسبوعين من الصمت والإنكار والتهديد والتصريحات المرتبكة والمتناقضة…لتقر في آخر المطاف بأن مقتل خاشقجي بقنصلية إسطنبول حصل إثر “شجار” مع مسؤولين سعوديين وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون لمحاكمتهم، وأصدرت  وزارة خارجيتها بيانا يؤكد رفض المملكة "الاتهامات الزائفة" في قضية خاشقجي.. 

والاتهامات الزائفة هنا هي تركيز وسائل الإعلام التركية والعالمية آنذاك على توجيه أصابع الإتهام إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتحميله المسؤولية عما جرى داخل القنصلية بحكم أن الكتيبة التي نفذت الجريمة يعمل معظم أفرادها في المحيط المباشر للأمير وأنه من المستحيل إداريا تنفيذ مهمة بهذه الأهمية وهذه الخطورة داخل مبنى القنصلية دون الحصول على موافقة مسبقة من سلطة عليا، سيما وأن الأخبار والاستنتاجات التي تفنّنَ نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تسريبها بنظام “القطرة قطرة” حول أطوار جريمة القنصلية وملابساتها لوسائل الإعلام التركية والعالمية طوال فترة الصمت السعودي، كانت تشير في أغلبها إلى أن مقتل خاشقجي تم بأوامر عليا من الرياض.

تحوَّل اغتيال خاشقجي إلى قضية رأي عام عالمية وإلى فضيحة استخباراتية مدوية زعزعت الثقة في الدولة السعودية ونالت من هيبتها ومصداقيتها، ووضعت على كاهل العاهل السعودي المثقل بالمرض وتعب السنين حملا شديدا موجعا، لأن قضية كهذه شوهت إسم المملكة إلى أمد بعيد..وسيحتاج ترميم الأضرار الجسيمة الناجمة عنها إلى سنوات من الجهد والثبات وإلى كثير من التواضع والعقلانية مهما بلغت قوة الإغراءات المالية والمصالح المتبادلة من ترغيب وترهيب في إسكات الأصدقاء قبل الأعداء. ويكفي الإطلاع على ما جاء في استنتاجات المقررة الأممية المكلفة بالتحقيق في ملف الإغتيال للتأكد من هشاشة الموقف السعودي في هذه القضية. 


إن الخطر الأكبر في تصرفات الأمير بن سلمان هو أنه، ورغم ما يتحلى به من جرأة و طموح وروح المخاطرة وقدرة على الإقناع وإصرار على التقدم، ما يزال  في بداية الطريق في وقت يتعامل فيه مع عدة ملفات شائكة و ملغومة ما زال غير متحكم في أدوات علاجها وفك رموزها، لعل أبرزها إصلاح منظومة الحكم السعودية التقليدية والبالية وضرورة العمل على تعزيز المشاركة الشعبية وتكافؤ الفرص والتوازن بين مختلف جهات ومناطق المملكة المنهكة بالفقر والإهمال وتلبية تطلعات الشباب السعودي نحو العدالة والتطور والرفاه وتحقيق التنمية وإصلاح التعليم،  إلى جانب إرساء المحاسبة وعُلُو سلطة القانون وقبول الاختلاف…وفوق كل هذا حسم علاقة الدين بالدولة بلا لبس ولا نفاق.

كما أن بن سلمان يواجه تحديات داخلية وإقليمية لا تُحصى تتراوح بين هوس النظام في المملكة بقيادة العالم السني، والحرب العبثية التي لا مبرر لها ولا طائل من ورائها على اليمن، والنزاع العقيم مع قطر،  واللعب بالنار مع إيران وكأن تجربة حرب الثمان سنوات التي أشعلها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1980 وما رافقها من دمار وخراب و"احتواء مزدوج" واحتلالٍ للكويت وعاصفة صحراء… قد امحت من الذاكرة السعودية.


لكن الأخطر من هذا هو أن الأمير بن سلمان وضع جل أوراقه بسلة واحدة هي البيت الأبيض الذي يوجد به اليوم، وربما لسنوات مقبلة، رئيس لا يمكن الوثوق به، ويكاد صهر الرئيس دونالد ترامب المدلل وأقرب مستشاريه جاريد كوشنر، وهو من نفس جيل محمد بن سلمان، أن يتحول إلى مستشار خاص للأمير أو لسفير غير مقيم للبيت الأبيض لدى قصر اليمامة بالرياض. 

وقد عاين العالم نتائج هذا التقارب والتنسيق الوثيق بين بن سلمان و كوشنر في تلك الوثيقة الهزلية والمثيرة للاشمئزاز التي أسماها دونالد ترامب "صفقة القرن"، وهي في واقع الأمر ليست سوى صفاقة أمريكية إسرائيلية بتواطؤ عربي لتصفية القضية الفلسطينية وتكريس الهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط. 


ما زال الأمير محمد بن سلمان لم يستوعب أن والده منحه فرصة عظيمة لم ينلها أحد قبله في الأسرة المالكة السعودية لصناعة التاريخ، لكنه انساق وراء جموح شبابه وإملاءات غرائزه والإفراط في الاعتداد بنفسه وعدم إقراره بضعف تجربته، ولم  يتحلى بالصبر والتواضع والرَوِيَة في بلورة رؤاه وطموحاته وتلبية تطلعات جيله واستيعاب الدروس والعبر من تاريخ بلاده وتقاليدها الراسخة ونقاط ضعفها وقوتها..وتاريخ جزيرة العرب، لأن المطلوب منه ليس أن يكون غورباتشوف أو بوتين أو ماكرون أو كوشنر  أو حتى لورانس العرب والمسلمين… بل مجرد أمير سعودي شاب اختارته الأقدار لأداء مهمة تاريخية قد تغير وجه بلاده وحال منطقة بأكملها...ولا يعلم مآلها اليوم إلا القادر على ما يشاء

ونحن في تونس، رغم صعوبة ظروفنا وكثرة مشاكلنا، ورغم الضبابية والارتباك الذين يسودان  سياستنا الخارجية هذه الأيام، لا نتمنى لأشقائنا إلا كل الخير والتوفيق وللعلاقة بين بلدينا مزيد التطور والازدهار. 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter