alexametrics
الأولى

الفخفاخ، الغنوشي، القروي – ترويكا 2020 ؟

مدّة القراءة : 5 دقيقة
الفخفاخ، الغنوشي، القروي – ترويكا  2020   ؟

 

 

تغيرت الفلسفة العامة لحركة النهضة من نوفمبر 2019 الى فيفري 2020 من أجل أحكام الضرورة التي ألصقت بسياستها الاتصالية وسم "اللاّتناسق" من أجل ثلاث محطات حاسمة للحركة الاسلاميّة هي باردو، القصبة ومؤتمرها القادم. في المجمل، هي عوامل دفعت النهضة الى تحالف "هجين" مع أطراف ليسوا من بني جلدها.

 

الضرورة الشعرية للخطاب الانتخابي المغلوط للنهضة كانت الزّحف الى جلباب الاسلام الثوري الذي سيحارب الفساد والمفسدين ثم ضم ائتلاف الكرامة كـ'سيستام مناولة" لها في البرلمان. أما  حرب  التموقعات في الحكومة  القادمة فقد أدت الى لقاء "باريس 2" ذات 6 فيفري، في مساحة "مُحايدة" كضفة سلام يُمنع فيها اطلاق النار. ليست مقرا رسميا أو حزبيا، هو منزل راشد الغنوشي وفي غرفة جلوسه حيث التقى رئيس قلب تونس نبيل القروي ورئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ في "حياد" تام من طرف الشيخ صاحب السُلطتين- البرلمانية والحزبية.

 

 قد لا يكون الحديث عن "ترويكا" جديدا استلهاما من ماض قريب لكن ثلاثتهم (القروي، الفخفاخ، الغنوشي) في حاجة الى بعضهم  "خلسة" بمنطق براغماتي لاغير :   النهضة تحتاج قلب تونس لأنه البديل العددي للكتلة الديمقراطية  كشبكة نجاة وضمان برلماني، قلب تونس يحتاج النهضة  لأنها الوسيط الضامن لمشاركته في السلطة عوض الانزياح الى هامشية المعارضة، والفخفاخ يحتاج الى كليهما  على حد سواء لضمان وصول مريح الى القصبة. ليس الاكراه ما يحكم مشهدية التعاون بين الأطراف الثلاث، بل المصالح المشتركة.

 

 تغيّرت الرسائل والأهداف وموازين القوى في ظرف 4 أشهر. من تصريح الغنوشي "لن تشارك النهضة في حكومة فيها قلب تونس" الى تصريحه "لن تمر الحكومة دون قلب تونس"، من رسالة القروي في سجنه الى الغنوشي التي ضمّن فيها وعدا بعدم التحالف مع الاسلاميين واتهامات بالمشاركة في الاغتيالات السياسية الى زيارة الغنوشي في منزله والاعلان في بيان المكتب السياسي عن تبني نفس خيار النهضة والتمسك بحكومة وحدة وطنية، ومن اعلان الفخفاخ اقصاء قلب تونس من حكومة الرئيس الى دخول قلب تونس قصر الضيافة  بمباركة ووساطة من الحزب الاسلامي.

 

 

 انحصار دائرة القرار بين هذا الثلاثي لم يحول التيار والشعب وتحيا تونس الى مشاركين ثانويين لكنه أعطى انطباعا عن "ترويكا جديدة" تقود دفة المشاورات عسى أن لا يعيد التاريخ نفسه في شكل مهزلة أو مأساة. قد تكون  المعاداة السرية لتوجهات قيس سعيد رئيس الجمهورية، سببا اضافيا للنهضة للضغط على الفخفاح حتى تبرهن أنها مازالت لاعبا اساسيّا رغم فشلها في الوصول الى قرطاج من جهة، وحتى تكون الحركة حاضنة لتحالف استراتيجي مع حزب القروي لتجنب تحالف القروي مع أطراف أخرى (المستقبل، الاصلاح الوطني، تحيا تونس) وأيضا لقطع الطريق أمام الكتلة الديمقراطية والدستوري الحر  وأي محاولة لعزل الغنوشي برلمانيا عبر عريضة سحب ثقة  أو تغيير النظام الداخلي وانتخاب رئيس جديد للبرلمان كل سنة.

 

 

من مونبليزير يخبرنا مصدر بالنهضة ( قيادي شاب) أن مشاورات المشاركة في الحكومة ترافقها مشاورات داخلية لضمان دعم المؤتمرين، وفيما أكد لبيزنس نيوز أن قواعد الحزب الاسلامي غاضبون من تغير مواقف الحركة من قلب تونس الا أنه استردك  معلقا "ما يضرنا ان خسرنا بعض القواعد وربحنا معاركنا وخاصة الداخلية منها. التوجه الشبابي في حركة النهضة يريد القطع مع التعصب الايديولجي الذي أدى الى القطيعة مع قلب تونس  وعلى مستقبل الحركة أن يكون مدنيا مثلما نصت لائحة المؤتمر الفارط. أعتقد أن التصويت في مؤتمر حركة النهضة سيفضي الى قيادات منسجمة مع التوجه الجديد للنهضة والقطع مع التوجه الراديكالي." يوضح مصدرنا، أن تعويض بعض الخسائر عبر  ضمان أغلبية حكومية هو نجاح سياسي يعوض تبعات بعض الخيارات الخاطئة للقياديين في الفترة الأخيرة.

 

 

التركيبة الأولية للحكومة القادمة والتي من المنظر الاعلان عنها قي الـ24 ساعة القادمة  تتضمن مشاركة قيادات الصف الأول من الأحزاب وهو خيار الياس الفخفاخ لضمان أن تكون الحكومة السياسية قوية أولا، ثم لتتحمل الأحزاب مسؤولياتها كاملة. من المحتمل أن تتضمن لائحة الحقائب الوزراية  كلا من عبد الكريم الهاروني ،عبد اللطيف المكي وعماد الحمامي وهم  قيادات مؤثرة في الحزب الاسلامي. سليم العزابي وفيصل الحفيان وهما من قيادات في تحيا تونس. محمد علي التومي  القيادي في بديل تونس، علي الحفصي أمين عام نداء تونس، محمد عبو، غازي الشواشي ومحمد الحامدي قيادات التيار وأخيرا محمد المسليني وفتحي بالحاج قيادات حركة الشعب.

عبير قاسمي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter