في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بالفيسبوك اليوم الإثنين 13 سبتمبر 2021، اعتبر القيادي في حزب الأمل رضا بلحاج أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد ارتكب مغامرة ليلة 25 جويلية الفارط ووضع نفسه والبلاد في مأزق خطير. 

وأفاد بلحاج أنّ هذا المأزق زاد تعمّقا بعد تصريحات مستشار رئيس الدولة، وليد الحجام،حول '' إيقاف العمل بالدستور''. وأوضح في تدوينته خصيلة ما بعد أسابيع على 25 جويلية الفارط على المستوى الداخلي والمستوى الإقليمي والدولي. 

واعتبر رضا بلحاج أنّه  وعلى المستوى الدّاخلي، فإنّ ''كل ما قام به الرئيس من إجراءات لمجابهة الفساد ومقاومة الإحتكار كانت جلّها رمزية ولم تغيّر شيئا من واقع المواطن بل بدأ هذا الأخير يلاحظ أنّ الوضع زاد سوءا والأسعار إرتفعت والآفاق زادت إنسدادا وصبره بدأ ينفذ''. وأشار أنّ النخب الإقتصادية أصبحت ''في حالة ذعر شديدة أمام الشعارات القصووية المضادة للمبادرة الحرة التي صاحبت مسار 25 جويلية''. 

وكشف بلحاج أنّه وعلى الصعيد السياسي، فإنّ قيس سعيّد أصبح اليوم ''في عزلة شبه تامّة بإستثناء دعم حزب وحيد ( لكنّه إختار منذ فترة الصمت ) وقلّة من رجال القانون''. واعتبر أنّ العمل بإجراء الإقامات الجبرية يُمثّل ''اعتداء على الحريات وهو إجراء غير قانوني وتضييق على حرية التنقّل والسفر''. كما استنكر  تعهيد القضاء العسكري بملفّات مدنيين  مما أثار حفيظة كل الديمقراطيين وشكّك في النوايا الحقيقية للرئيس.

أما على المستوى الإقليمي، أفاد رضا بلحاج أنّ قيس سعيد لم يحصل على أيّ دعم مالي أو إقتصادي من دول " شقيقة وصديقة" كما بشّر به بعد " مغامرة 25 جويلية". أما على المستوى الدولي، اعتبر أنّ ''الضغط  اشتدّ على الرئيس وأوضح أنّه بعد الولايات المتّحدة الأمريكية ( التي أرسلت وفدين رفيعي المستوى في ظرف شهر) ومجموعة السبع والبرلمانات الدولية، ها هي مجموعة الإتحاد الأوروبي تصرّح بموقفها الذّي أزال كل اللبس ويتلخص هذا الموقف في أنّ دعمها لتونس مرتبط بالعودة للشرعية الدستورية وأساسا عودة الحياة السياسية النشطة من خلال التعددية والتمثيلية البرلمانية''.

واعتبر رضا بلحاج أنّ الحلّ يتمثّل في إسراع رئيس الجمهورية قيس سعيد بتقديم مبادرة واضحة ومعلومة وتتمثّل في فتح حوار وطني بأسرع وقت مع القوى الحيّة بالبلاد للخروج من المأزق السياسي يضمن الرجوع للشرعية والحياة البرلمانية الديمقراطية. وأكّد أنّ ذلك  ''هو السبيل الوحيد لإعادة الإنتقال الديمقراطي لمساره الطبيعي وطمئنة المانحين الدوليين والمستثمرين الأجانب ورجال الأعمال التونسيين'' الذين هم الآن في أمسّ الحاجة للمعاضدة أمام هذا السيل الجارف من الشعارات المشيطنة للرأسمال الوطني، فلا نموّ ولا تنمية دون حياة ديمقراطية سليمة وتطوّر إقتصادي متوازن''. 

للتذكير، كان المستشار لدى رئيس الجمهورية وليد الحجام في مداخلة له في قناة سكاي نيوز عربية يوم الخميس 9 سبتمبر 2021، قد صرّح أنّ  رئيس الجمهورية اختار مساره منذ يوم 25 جويلية وهو مسار سيدفع الى تعيين رئيس حكومة وتشكيل حكومة مقتدرة في أقرب وقت، مع إعادة النظر في النظام السياسي الذي يعد سبب الازمة حسب تعبيره "من أصاب العملية الديمقراطية بالشلل هو النظام السياسي و دستور 2014 الذي أثبت عديد الهنات و النقائص على مستوى السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية ".

ي.ر