alexametrics
آخر الأخبار

تقديم الترشحات للرئاسية: حين لا يحترم السياسيون جند السلطة الرابعة!

مدّة القراءة : 1 دقيقة
تقديم الترشحات للرئاسية: حين لا يحترم السياسيون جند السلطة الرابعة!

 دون حرّاسِ البوابة، لن تنجح العمليةُ الإنتخابية، وهذه جُملة تأكيد نسوقها بكل ثقة، ترافق المشهدية السياسية للقرن 21، وأحد القواعد المفاتيح في علوم الإتصال والتواصل. لكن بعضّ سياسيينا، عن جهل أو تناسٍ، لا يعرفون أبجديات التواصل السياسي الذي يقتضي إحترام الصحافيين وجند السلطة الرابعة. فهُم الفاعل الأساسي في المرحلة القادمة الذي سيوصل صوت- وصورة المرشحين إلى الرأي العام والجمهور الأوسع.

 

"احترم روحك" هكذا توجّه حمادي الجبالي أحد المرشحين للرئاسية السابقة لآوانها لأحد الصحافيات، حين سألته عن التزكيات التي جمعها. تجاهل سؤالها تمامًا، ورفض أن يجيبها، وأضاف "هذا خطاب، اسكت توّا، معادش تعاودو السؤال." أغلب الظن، ومايقتضيه الواقع، أنه تصرف معزول وشاذ. لكنّ إهانة الصحفيين تتواصل، فيما رفض كل من منصف المرزوقي وعبد الكريم الزبيدي الإدلاء بتصاريح.

قدما، مع حراس شخصيين، عاملا الصحفيين بإزدراءٍ وقلة إحترام. وعلى الصحفيين طبعا، تلبيةً لنداء الخِدمة وحقّ العامة في المعلومة، أن يحضروا باكرًا أمام مقر الهيئة، لإنتظار مرشحين لا يحترمون الوقت والإلتزامات المعلن عنها في بياناتهم التي يسرعون بإرسالها قبل أسابيع لضمان التغطية الصحفية. ليُواجه الصحفييون لاحقا -الى جانب الانتظار لساعات أمام مقر الهيئة في درجة حرارة فاقت الـ40 درجة- معاملة لا إحترام فيها، وتجاهلا، ورفض لتمكينهم من المعلومة. هؤلاء نفسهم، من يصر مستشاروهم الاعلاميون على ظهورهم في البرامج الإذاعية والتلفزية كي يعرفهم الناخبون، وليوجهوا خطابات تشكر الإعلام على القيام بدوره.

 

لم يكن الإستحقاق الانتخابي 2014 لينجح دون صحفيين ومساحة اعلامية للمرشحين للتعريف بأنفسهم وبرامجهم. وللعلم فلا يوجد ما يجبر الإعلام الخاص على توفير مساحة للمرشحين، فهو عكس الاعلام العمومي الذي يحرص على المصلحة العامة، لا تربطه بالمرشحين سوى إلتزامه الأخلاقي والمهني بتوفير المعلومة للمواطن. ومع إعاقاتٍ كالذي شهدها الصحفيون طيلة هذا الأسبوع، هذه المهمة النبيلة لجند السلطة الرابعة أضحت صعبة. على المرشحين إدراك دور الإعلام المفصلي والتاريخي، وتسهيل مهامهم، والأهم إحترامهم.

 

ما لاحظه صحفيو بيزنس نيوز وزملائنا من تصرفات مشينة ضدهم، هو أمر وجب ادانه والحرص أن لا يتكرر. مرصد نقابة الصحفيين من جهته يقوم بدوره على أتم وجه، لكن ما سيضمن حسن سير التغطية الاعلامية في الفترة القادمة هو اكتساب بعض السياسيين وحاشيتهم من مكلفين بالاتصال وحراس شخصيين الذكاء الكافي والوعي بأن الصحفي يقدم لهم خدمة، وبأنه من النخبة شأنه شأنهم.

 

عبير قاسمي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter