alexametrics
الأولى

شخصية سنة 2020: نصاف بن علية مثال للمرأة التونسية

مدّة القراءة : 3 دقيقة
شخصية سنة 2020: نصاف بن علية مثال للمرأة التونسية

 

سنة 2020، لن تمحى بسهولة من ذهن كل من عايشها بما عرفته من صعوبات و مشاكل على كل المستويات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، و خاصة الصحية حيث عرفت تونس كباقي دول العالم أزمة صحية غير مسبوقة منذ عقود كادت تكون عواقبها أكثر ثقلا لولا حسن التعامل مع الموقف من كفاءات طبية تونسية ستبقى أسمائها منحوتة في ذاكرة كل التونسيين.

عندما أصبحت حياة التونسيين في المحك  بسبب تفشي وباء كورونا برزت شخصيات ستبقى راسخة في أذهان من شهدوا الأزمة التي كادت تعصف بالبلاد و لعل أبرزها نصاف بن علية الطبيبة مديرة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة والتي كانت حلقة الوصل بين التونسيين و وزارة الصحة و كان صوتها و ملامح وجها بوصلة التونسيين يكتشفون من خلالها حقيقة الوضع بعيدا عن الأرقام الرسمية.

 

رصينة هادئة أحيانا، مرتبكة أحيانا أخرى، لكنها في كل الأحوال استحقت عن جدارة لقب شخصية سنة 2020، و استحقت أن تكون امرأة العام في يوم تحتفل فيه تونس بعيد المرأة، و استحقت أن نسلط عليها الضوء كنموذج نحتذي به بعيدا عن المجاملة و رمي الورود.

بن علية ولدت سنة 1969 بمدينة قليبية من ولاية نابل، تحصلت على الدكتوراه من كلية الطب بتونس وأجرت بحوثا وماجستيرا في جامعات فرنسية معروفة على غرار جامعة بيار وماري كوري، وهي إحدى الجامعات الأعضاء في رابطة الجامعات البحثية الأوروبية.

وبعد عودتها من فرنسا انضمت إلى معهد باستور في تونس، ثم انتقلت إلى المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة في خطة مديرة عامة، أين واصلت بحوثها لتتوّج ذلك بدراسات متميزة في مجال الأوبئة.

 

عرفها التونسيون في البداية من خلال الندوة الصحفية اليومية لوزارة الصحة للإعلان عن المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد في تونس، و رسخت صورتها في الذاكرة الشعبية أكثر تحديدا في خروجها الصحفي بتاريخ 23 مارس 2020، لتطلق صيحة فزع و تحذر التونسيين من منزلق صحي خطير تتجه نحوه البلاد، مقطع الفيديو الذي كانت نصاف بن علية تصرخ فيه و هي تحاول كبح دموعها راج بقوة في صفحات الفايسبوك و كان فعلا بمثابة الرجة النفسية التي أعادت الكثير من المستهزئين بخطورة الوباء إلى جادة الصواب و ساهم في التزام جزء كبير من التونسيين بالحجر الصحي و كان له مفعول أقرب إلى السحر في وقت كانت فيه البلاد على شفى كارثة حقيقية.

دور نصاف بن علية لم يكن فقط الخروج إلى الإعلام لتقديم التقرير اليومي لمدى انتشار فيروس كورونا، بل كان ذلك هو ما يراه الناس، في حين أن مهامها الأخرى كانت أكثر أهمية حيث كانت هي من يشرف على خطة البلاد في مقاومة فيروس كورونا و كانت أيضا تشرف على مجموعة من الدراسات التي يقوم بها المعهد في علاقة بالفيروس و شاركت أيضا في عدد من الملتقيات الدولية منها اجتماع  لوزراء الصحة الأفارقة نظمه المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا لدارسة الوضع الوبائي وتطوره في إفريقيا والعالم، وكانت بن علية  من أبرز الوجوه التي مثّلت تونس في هذا الملتقى إلى جانب وزيرة الصحة السابقة سنية بالشيخ.

 

صعود نجم نصاف بن علية خلال أزمة الكوفيد 19 و دورها البارز في تخطي تونس للأزمة جعلها محل أنظار الجميع، حيث نظّمت بلدية قليبية بالاشتراك مع جمعية صيانة المدينة والمحافظة على التراث يوم السبت  4 جويلية 2020، حفل تكريم على شرفها بالانتصار على جائحة كورونا. وقد حضر الحفل مسؤولون من السلط الجهوية و المحلية كما تلقت نصاف أثناء حفل التكريم مكالمة هاتفية من وزير الصحة وقتها عبد اللطيف المكي بثت على المباشر أثنى من خلالها على مجهود الدكتورة بن علية وأشاد بما قدمته من تضحيات وتفانيها في مهمتها التي كلفت بها. و كتكريم لبن علية اقترحت لجنة كرة القدم المصغرة النسائية إطلاق اسم نصاف بن علية على كاس تونس للسيدات لكرة القدم المصغرة نسخة 2020 تكريما للمرأة التونسية و قطاع الصحة بعد نجاح تونس في السيطرة على فيروس كورونا.

و سيكون تاريخ  الغد 13 أوت تاريخا سنويا لنهائي كأس تونس للسيدات واسم الكأس سيكون كل سنة باسم شخصية نسائية متألقة في مجالها.

 

نصاف بن علية فرضت نفسها نجمة لسنة 2020، حيث تميزت و كانت عنوان المرأة التونسية المثابرة و القادرة على تحقيق أهدافها مهما كانت صعوبتها و قادرة أيضا على كسب تعاطف المجتمع معها حيث نذكر جيدا حملة المساندة الغير مسبوقة التي أطلقت لنصرة بن علية حين حاولت بعض صفحات الفايسبوك السخرية منها و من قصر قامتها حين صعدت على حجرة أثناء تقديمها لحصيلة الإصابات بالفيروس خلال ندوة صحفية.

من خلال نصاف بن علية تتقدم كامل أسرة بزنس نيوز للمرأة التونسية في كل المجالات بأحر التهاني بعيدهن و تتمنى لهن مزيد التألق في كل المجالات، كما نتقدم بتحية خاصة لكل صحافيات بزنس نيوز و كل الصحفيات التونسيات بهذه المناسبة و نتمنى لهن مزيدا من التألق في مهنة المشاق و المتاعب.

حسام بن أحمد

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter