alexametrics
الأولى

عودة الكورونا - خطر الوباء حقيقيّ والحذر واجب !

مدّة القراءة : 4 دقيقة
عودة الكورونا - خطر الوباء حقيقيّ  والحذر واجب !

تعيش تونس على أبواب موجة ثانية من فيروس كورونا المستجدّ بعد أن سجّلت ثلاثة حلقات عدوى محليّة في كلّ من ولاية سوسة والقيروان وفي مطار تونس قرطاج. بعد انحسار لمدّة شهر ونصف للحالات المحلية،  عاشت خلاله البلاد حالة من الإستقرار واعتبر التونسيين أنّ خطر الوباء قد زال وتغلّبت تونس على فيروس كورونا مما ساهم في التخلّي عن الإجراءات الصحية الوقائيّة. 


 يشهد العالم أجمع موجة ثانية من فيروس كورونا المستجدّ، تونس ليست في معزل عن هذه الموجة بعد فتحها للحدود يوم 27 جوان، وتسجيلها للعديد من الحالات الوافدة والتي ساهمت في عودة الحالات المحليّة على الرّغم من كلّ الإجراءات والبروتوكولات الصحية المنصوص عليها. المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة نصاف بن علية، أكّدت أنّ الوضع الوبائي في تونس يتميّز بتسجيل حالات وافدة وعودة الحالات المحليّة المرتبطة بحلقات معروفة وشدّدت على إجباريّة إرتداء الكمامات الواقية لتفادي العدوى. أوضحت بن عليّة أنّ سلسلة العدوى الأولى كانت بولاية سوسة وتمّ تطويقها ووضع إجراءات وقائيّة صارمة في الإبّان، وأضافت أنّ حلقة العدوى  الثانية هي في مطار تونس قرطاج حيث تمّ القيام بعملية تقصّي ميداني  بالإضافة إلى تعقيم شامل للمطار وقد تمّ إجراء 720 تحليل مخبري للعاملين في المطار الأسبوع الفارط وسيتمّ إجراء قرابة 3000 تحليل هذا الأسبوع، كما تمّ اقتراح التقليص من نشاط المقاهي التي يلتقي فيها الأشخاص بكثافة، مع إجبارية إرتداء الكمامات الواقية داخل مطار تونس قرطاج من مسافرين وعملة. 

سلسلة العدوى الثالثة هي في ولاية القيروان حيث تمّ تسجيل حالتيْن محلّيتيْن، وبتقصّي المخالطين لهما تمّ الكشف عن حالات أخرى ليصل العدد الجملي للمصابين بفيروس كورونا 8 إصابات، وبيّنت بن عليّة أنّ حالات العدوى تمّ تسجيلها عن طريق حالة وافدة، وتمّ وضع برنامج تقصّي نشيط في كامل مدينة القيروان بالإضافة إلى القيام بعملية جرد للأماكن التي تمّ فيها مخالطة الحالات المؤكّدة وسيتمّ تعقيم كلّ تلك الأماكن بطريقة شاملة. كما تمّ إجراء تحاليل للأشخاص المخالطين للمصابين يوم أمس الأحد وكانت كلّ النتائج سلبية وسيتمّ اليوم الإثنين إجراء 78 تحليل مخبري، وتمّ غلق بعض المقاهي التي سجّلت حالات عدوى. درجة خطورة تفشي الوباء مرتفع نسبيا في ولاية سوسة تليها ولاية القيروان ثمّ مطار تونس قرطاج الذي سجّل أكبر عدد من العدوى، وبالنسبة لحالة الوفاة عدد 51، أفادت نصاف بن عليّة أنّها حالة وافدة من جنسيّة أجنبيّة وكان قد جاء لتونس في إطار سياحة طبيّة  وتعكّرت صحّته بعد ثبوت إصابته بفيروس كورونا. 

''بداية موجة ثانية في العديد من الدول'' وهي بسبب عدم الإلتزام بالإجراءات الوقائية وفق تصريح بن عليّة، مؤكّدة أنّ وباء كورونا هو فيروس خطير ودعت إلى ضرورة الإلتزام بالحذر التّام، وأشارت أنّ عدم تطبيق الإجراءات الوقائية الصحية سيُساهم في تفاقم حالات العدوى المحلية. وطالبت رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة بإجباريّة ارتداء الكمامات الواقية وبيّنت أنّ تقسيم البلدان خاصّة الدول بالقائمة الحمراء، مكّن وزارة الصحة من إيواء جميع الوافدين بالحجر الصحي الإجباري، كما أنّ عمليّة التصنيف تتمّ كلّ أسبوع وفقا لدرجة تفشي الوباء بالبلدان الأجنبيّة.

عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا حبيب غديرة، أكّد أنّ تسجيل الحالات المحليّة بفيروس كورونا هو دليل على إمكانية تفشي الوباء في البلاد خاصّة أنّ عددها فاق عدد الحالات الوافدة، وأضاف أنّ العودة إلى الإجراءات الوقائية الأوّلية أصبح اليوم ضروري وهام جدا على غرار غسل اليدين واستعمال الجل المعقّم وارتداء الكمامات الواقية للحدّ من تفشي الجائحة. الكثير من التونسيّين اعتبروا أنّ فتح الحدود يوم 27 جوان الفارط هو السبب الرئيسي في تسجيل الحالات المحليّة الناتجة عن الحالات الوافدة، الدكتور غديرة أشار انّ فتح الحدود في تونس مرتبط ببقيّة دول العالم التي فتحت حدودها على الرّغم من كلّ المخاطر المتوقّعة.  تفشي الفيروس بطريقة متدرّجة سيكون أفضل من تفشيه بصورة مباغتة وفقا لغديرة، لأنّ العلاج التدريجي للمصابين سيكون سهلا على وزارة الصحة في حين إذا تفاقمت الحالات وانتشر الوباء بطريقة كبيرة ستفقد الوزارة السيطرة على الوباء ويرتفع عدد الوفيات. 


الدكتور حبيب غديرة أكّد أنّ الوضع تحت السيطرة في مطار تونس قرطاج بعد أن تمّ تطبيق كلّ الإجراءات الوقائية اللازمة وهو نفس الشيء في كلّ من ولاية القيروان وسوسة. حول إمكانية عودة العمل بالحجر الصحي الشامل لتطويق الوباء في تونس، أفاد أنّ الحجر الذاتي في الموجة الأولى كان له تداعيات سلبية على البلاد في كلّ الميادين مؤكّدا أنّ العودة له ولغلق الحدود قرار مستبعد جدا، وأشار غديرة أنّ الإلتزام التّام بالإجراءات الوقائية هو الحلّ الوحيد ''يُمكننا التحكّم في الأمور دون الرجوع للحجر الصحي الشامل''. 


منظّمة الصحّة العالميّة قدّمت اليوم الإثنين تصريحا صادما، زاد من توتّر وخوف كلّ الدول من العدو اللاّمرئي فيروس كورونا، مفاده أنّه قد لا يكون هناك حلّ للجائحة إطلاقا، وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام للمنظمة في إفادة صحافية عبر الإنترنت من مقر المنظمة في جنيف "لا يوجد حل سحري في الوقت الحالي وقد لا يوجد أبدا" وأضاف قائلا "الرسالة الموجهة للناس والحكومات واضحة... التزموا بالتدابير كلها" مؤكّدا أنّ  الكمامات يجب أن تُصبح رمزا للتضامن حول العالم. 


إنذار منظمّة الصحة العالمية يشمل تونس التي  تفاقم عدد المصابين بهذا الوباء فيها ليصل إلى  1565 حالة مؤكدة منها  1225 حالة شفاء و51 حالة وفاة و289 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس، كما يشمل كلّ دول العالم التي تشهد ارتفاع كبير في نسق العدوى وتسجيل الوفيات على غرار إيران، حيث بلغ عدد الوفيات فيها اليوم الإثنين  17 ألفا و405، إثر تسجيل 215 وفاة خلال الساعات الـ 24 الماضية، وتتركز أكثر من نصف الإصابات في العالم وفق الإحصاءات الرسمية في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وتعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا في العالم بتسجيل 4 ملايين و657 ألفا و693 إصابة، بينها 154 ألفا و793 حالة وفاة، تليها البرازيل بتسجيل مليونين و733 ألفا و677 إصابة و94 ألفا و104 وفيات. أما الدولة الثالثة الأكثر تضررا فهي الهند بتسجيل مليون و750 ألفا و723 إصابة و37 ألفا و364 وفاة. في حين بلغ إجمالي الوفيات في العالم 687 ألفا و941.


أصبح من الضروري اليوم اليوم أن يعِي الشعب التونسي بكلّ أطيافه بأنّ خطر كورونا حقيقي ولا يزال قائما من خلال النتائج اليومية، ويجب عليهم أن يتعاملوا اليوم بكلّ حذر مع الوباء مع الإلتزام بكلّ إجراءات الوقائية الفردية والجماعية من ارتداء الكمامة و تعقيم اليدين والتباعد الجسدي واجتناب التجمعات غير الضرورية، كما يتعيّن على كلّ المؤسسات والهياكل العمومية والخاصّة استعمال كل البروتوكولات الصحيّة.

يسرى رياحي






تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter