alexametrics
آخر الأخبار

قمة المناخ : رغم التعثر إعلان تاريخي لفائدة "الخسائر و الاضرار "

مدّة القراءة : 3 دقيقة
قمة المناخ  : رغم التعثر إعلان تاريخي لفائدة

 

أسبوعين من المفاوضات و سبع و ثلاثين ساعة إضافية لموعد الاختتام الرسمي ، انتهى  باعتراف تاريخي ، اعتراف  بضرورة تقديم المساعدة المالية للدول الأكثر تأثرا من الأضرار المناخية . تم في النهاية الاتفاق على التعويض لل "الخسائر و الأضرار" ، و سيمول الصندوق مالحكومات الغنية من أجل إنقاذ وإعادة بناء المناطق الفقيرة التي عانت من تأثيرات التغيرات المناخية ،  في المقابل فشلت الدول الـ 196 المشاركة في إيجاد توافق حول الوقود الأحفوري.

 

من شرم الشيخ المدينة الساحلية المصرية انطلقت مفاوضات المناخ يوم 6 نوفمبر 2022 ، مفاوضات اتسمت بطابع ملح و نبرة " مأساوية " نظرا للانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية على العالم وبصفة خاصة على الدول الفقيرة التي لا تساهم بشكل كبير في تلوث الكرة الأرضية لكنها الاكثر تأثرا بهذه التغيرات  . على سبيل المثال تساهم أفريقيا بحوالي 4 في المائة فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم لكنها تعد القارة الأكثر تضررا . لهذا السبب يعد الاتفاق على تمويل " الخسائر و الاضرار " لفائدة الدول الأكثر تضررا نجاحا طالما انتظره العالم ، في انتظار الاتفاق بخصوص الوقود الأحفوري ، الذي لا يزال انتشاره  يمثل خطرا على الكرة الارضية  .  فالوقود الأحفوري و هو طاقة غير متجددة يساهم بشكل كبير في زيادة درجات حرارة الغلاف الجوي  . و يتسبب  حرق البِترول والفحم ، وهما أبرز أنواع الوقود الأحفوري ، إلى إطلاق غازات ضارة مثل أول ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت ، و تؤدي  هذه الغازات الى تلوث الهواء وتتفاعل مع الرطوبة في الغلاف الجوي فتتحول الأمطار إلى أمطار حمضية .

 

 وأمام غياب التوافق بخصوص الوقود الأحفوري و بخصوص الانبعاثات العالمية ،  يمكن القول أن الاتفاق بخصوص " الخسائر والأضرار " يعد استجابة لأعراض الأزمة البيئية و ليس لاسبابها نظرا لتعثر المفاوضات بخصوص أهم أسباب التلوث البيئي " الوقود الأحفوري " . و يبدو من الواضح اليوم أن  الوصول الى هدف  1.5 درجة مئوية لارتفاع درجة الحرارة العالمية يبدو بعيد المنال . و يظهر ذلك من خلال تعثر المفاوضات ليلة السبت 19 نوفمبر 2022 ، و لو لم يتم الإعلان في وقت لاحق على إحداث صندوق الخسائر والأضرار لكان هذا المؤتمر خسارة فادحة ، لكن يبقى السؤال الان من سيقوم بتمويل صندوق الخسائر و الأضرار  ؟  و كيف سيتم احتساب الخسائر  ؟ ،  يبدو من الصعب الاجابة على هذا السؤال خاصة بالنظر إلى تململ الدول المتقدمة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية  ، والتي وافقت على إحداث هذا الصندوق على مضض . و وجب التذكير في هذا السياق أنه و خلافا لتململ بعض الدول الملوثة ، التزمت دول أخرى على غرار اسكتلندا و الدنمارك بتمويل الخسائر النائحة عن التغيرات المناخية حتى قبل الاعلان عن احداث الصندوق ، حيث أعلنت اسكتلندا العام الماضي  تخصيصها أكثر  من مليون دولار لتمويل الخسائر والأضرار ، ثم أعلنت الدنمارك قبل انطلاق قمة المناخ بشرم الشيخ بشهر  ، عن التزامها بمبلغ 13 مليون دولار لفائدة الدول النامية . و خلال انعقاد المؤتمر أعلنت ألمانيا عن تخصيص 170 مليون دولار للخسائر و الاضرار ، ثم أعلنت بلجيكا عن تخصيصها ل 2.5 مليون أورو  لفائدة الموزنبيق التي عانت من اثار وخيمة العام الماضي نتيجة الامطار الغزيرة . أيضا أعلنت النمسا عن تخصيص 50 مليون دولار لتمويل الدول النامية المتضررة . 

 

ولم يستجب البيان الختامي ل " كوب 27 "  لطموح قمة غلاكسو لكبح انبعاثات الكربون الضارة وغازات الاحتباس الحراري . و تحدث  ألوك شارما، وهو رئيس قمة المناخ العام الماضي ، عن معركة عاشها هذه السنة  للحفاظ على الالتزامات التي تم التعهد بها في غلاسكو  و لم يخفي قلقه من غياب الالتزامات و الإجراءات  لخفض الانبعاثات العالمية بحلول سنة  2025 في البيان الختامي و الذي لم يختلف كثيرا عن بيان غلاسكو و اكتفى بالدعوة دون تقديم خطوات حقيقية  " متابعة التخفيض التدريجي للفحم لم يرد  في هذا النص الختامي و التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري لم  يقع التنصيص عليه  " وأضاف في تصريح اعلامي عقب انتهاء قمة المناخ بشرم الشيخ " صندوق الخسائر والأضرار ضروري ، لكنه يرقى إلى التخفيف بدلاً من الوقاية  ، وهو ما يعادل شراء ملابس جديدة للجيران بعد مشاهدة منزلهم محترقًا - لأنك أسقطت عود ثقاب مضاء " .

 

 

أمين عام الأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش ،  أشار من جانبه الى خطوة هامة نحو العدالة المناخية و عن استعادة الثقة قائلا  " اتخذ مؤتمر المناخ 27 خطوة هامة نحو العدالة. أرحب بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار وتفعيله في الفترة المقبلة. من الواضح أن هذا لن يكون كافياً ، لكنه إشارة سياسية نحن بحاجة إليها لإعادة بناء الثقة المكسورة " .

و اعتبر وزير الخارجية المصري و رئيس قمة المناخ بشرم الشيخ ، سامح شكري ، أن الاتفاق بخصوص " الخسائر و الاضرار " يعد اتفاقا تاريخيا من أجل تفعيل اتفاق باريس ، مؤكدا عزمه على تحويل التهديدات المناخية الى فرص . 

  

 

و يبقى الوفاء بالالتزامات الامتحان الاصعب ، الدول النامية والفقيرة في حاجة ملحة الى التمويل من أجل التعامل مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية التي لم تساهم فيها بشكل كبير فيها ، ويجب الاشارة هنا أن التمويل لا يعد " امتيازا " بل " حقا " لهذه الدول . و قد يسمح هذا التمويل لهذه الدول بالاستثمار أكثر في الطاقة النظيفة ، و لعلها تكون حلا لفتح آفاق اقتصادية جديدة و حتى القضاء على معضلة البطالة التي تعاني منها هذه البلدان . 

 

رباب علوي 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter