alexametrics
الأولى

محاولة إغراق بوسالم .. من المستفيد من الجريمة؟

مدّة القراءة : 2 دقيقة
محاولة إغراق بوسالم .. من المستفيد من الجريمة؟

 

ما انفكت القضايا والفضائح تتوالى وتتعاقب هذه الأيام .. فبعد قضية المدرسة القرانية بالرقاب ها هي حادثة أخرى تستقطب إهتمام الناس وتتمثل في محاولة مجهولين إغراق ولاية جندوبة بمياه الأمطار وهو عمل إجرامي مشبوه لم تتضح بعد دوافعه والمتسترون وراءه .. سنحاول تسليط الضوء على حادثة كانت ستتحول إلى كارثة حقيقية.

 

جرت الحادثة في مدينة بوسالم من ولاية جندوبة حيث عمد مجهولون إلى فتح أحد أبواب قنال مجردة على مستوى وادي بوجعرين .. حسب رئيس بلدية بوسالم، هاشمي البنقاجي، فإن أصحاب هذه الفعلة لم يتمكنوا من فتح الباب الثاني وهو ما منع حدوث السيناريو الكارثي الذي كان سيدخل البلاد في حالة حداد وطني « غير أنه للتمكن من فتح الباب الثاني يجب اكتساب معرفة جيدة بطريقة التعامل مع تلك الفتحة فالعملية ليست سهلة » حسب رئيس البلدية الذي أضاف أن المجهولين غاصوا إلى عمق مترين للقيام بهذه العملية، ملاحظا أن الوحدات المختصة تحولت إلى مكان العمل الإجرامي لرفع البصمات وأنه تقرر فتح تحقيق قضائي في الغرض.

 

في سياق متصل أكد نور الدين الحباشي أن مقترفي هذا العمل الإجرامي مازالوا مجهولين.. بالنسبة إليه فإنه من المحتمل أن يكون بعض متساكني الحي المحاذي للقنال وراء هذه الحادثة، موضحا أنه لا شيء يؤكد هذه الفرضية لكنها غير مستبعدة واعتبر أن بعضهم قد يكون حاول الحصول على تعويضات بعد غرق أهالي المنطقة.

 

بالنسبة إلى البعض فإن هذه الحادثة قد تكون مرتبطة بملف الفساد الذي تم الكشف عنه مؤخرا على إثر اصدار قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بحندوبة بطاقة ايداع بالسجن في حق المدير الجهوي للتجهيز والكاتب العام لولاية جندوبة للتحقيق معهما في

شبهة فساد إداري في علاقة بعدد من مشاريع عمومية في مجال البنية التحتية لانجاز المستشفى الجهوي بجندوبة ومكتبة عمومية بوادي مليز وقد تم بالتوازي اصدار بطاقات ايداع ضد عدد من المسؤولين الجهويين ورجل أعمال في علاقة بهذا الملف، غير أن الناطق باسم المحكمة الابتدائية بجندوبة، نور الدين الحباشي استبعد فرضية التخريب وتصفية الحسابات، معتبرا أنه لا وجود لأي علاقة أو ارتباط بين القضيتين أي حادثة قنال مجردة والفساد الإداري، ملاحظا أن الأبحاث الجارية ستكشف حقيقة هذه الجريمة الغامضة وبقطع النظر عن الدوافع والأسباب الكامنة وراء إقدام مجهولين على إتيان مثل هذا العمل الإجرامي فإن القضية تبقى في غاية الخطورة باعتبار أن المياه كان بإمكانها إغراق المنطقة برمتها لو أن خطة المجرمين نجحت.

 

ومع ذلك فأنه من المشروع تماما طرح بعض التساؤلات بخصوص أنظمة السلامة التي تم تركيزها في هذه الأماكن الحساسة والاستراتيجية، سيما وأن رئيس بلدية بوسالم كان أكد عدم وجود حراسة لحماية تلك الفتحات والبوابات باستثناء نظام الصيانة الدورية.. أي أننا تفادينا كارثة على الصعيد الوطني رغم كل الجهود المبذولة على الصعيدين الوطني والجهوي للحفاظ على سلامة المواطنين خلال موجة البرد الأخيرة والأمطار الطوفانية وتساقط الثلوج في منطقة الشمال الغربي.

 

الأمر المطمئن في هذه الحادثة أن القضاء أخذ بزمام الأمور باعتبار أن القضية تمس من الأمن القومي بالنظر إلى عدد الأرواح البشرية التي كان سيتم إزهاقها .. كما أن منظومتنا القضائية أثبتت كفاءتها وقدرتها على التحرك بسرعة حتى في قضايا أقل خطورة، على غرار الأشخاص الذين تم إيقافهم في سوسة وعددهم ستة وخمسون فردا كانوا بصدد لعب القمار أو إيقاف برهان بسيس في وقت قياسي..لذاك فإن محاولة إغراق ولاية بأكملها تستحق تدخلا عاجلا لفك رموز هذه الحادثة التي كان يمكن أن تتحول إلى كارثة وطنية.

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter