وصول أكثر من 11.212 مھاجرا غیر نظامي إلى السواحل الإیطالیة

أصدر المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية نشرية شهر أكتوبر 2020، عدد 85 بتاريخ يوم أمس الأربعاء 11 نوفمبر 2020،  حول الإحتجاجات الجماعية والإنتحار والعنف والهجرة وتمّ رصد 871 تحرك احتجاجي و 18 حالة انتحار ومحاولة انتحار و 1328 مهاجر(ة).  

ووفقا لنشرية المنتدى، فإنّ المناخ العام في البلاد طيلة شھر أكتوبر  تميّز بتواصل حالة التأزم الشاملة في مختلف المجالات صحیا وسیاسیا واقتصادیا وإجتماعیا وأمنیا وأيضا اتصالیّا من حیث تعثر الحكومة في اعتماد خطاب تواصلي مطمئن یفسر لعامة الناس  الوضع ویشرح مقترحات الحلول. ھذا الوضع تمّ توصیفه بـ "غیرالمسبوق" من قبل متابعون للشأن العام إذ لم یحصل أن عاشت البلاد ھذه الحدة في الانكماش الاقتصادي وھذا العجز الداخلي والخارجي عن تعبئة الموارد المالیة لقانون المالية التكميلي 2020.

الھجرة غیر النظامیة خلال شھر أكتوبر

رغم التراجع التدريجي لعدد المھاجرین التونسيين الواصلين إلى السواحل الایطالیة خلال شھر أكتوبر لكنه يعتبر استثنائيا مقارنة بنفس الفترة خلال السنوات الأخيرة، حيث وصل إلى إیطالیا 1328 مھاجرا بطریقة غیر نظامیة خلال شھر أكتوبر أي بزیادة 180 بالمائة  مقارنة بسنة 2019 . كما سجلت عملیات الاجتیاز المحبطة تضاعفا بأكثر من عشر مرات مقارنة بنفس الفترة من سنة 2018.

تحافظ أرقام سنة 2020 على استثنائیتھا سواء من حيث عدد الواصلين وعدد عملیات الإجتیاز المحبطة نتیجة عوامل دافعة متعددة عمقتھا الأزمة الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة، حيث وصل الى السواحل الإیطالیة خلال عشرة اشھر أكثر من 11212 مھاجرا غیر نظامي إضافة منع وصول 11900 مھاجرا في 999 عملیة اجتیاز محبطة.

توزيع عمليات الإجتياز المُحبطة حسب الجهات

واصل إقلیم تونس بروزه من حيث عدد عمليات الاجتياز المحبطة والتي تتم أساسا عبر مینائي رادس وحلق الوادي. إن إصرار المھاجرین على استعمال ھذه النقاط للانطلاق والرقم المرتفع لعملیات الإحباط قد یستنتج من خلاله وجود قصص نجاح للبعض في المرور عبر ھذه النقاط رغم التكذيب الرسمي والتأكيد على استحالة المرور لشدة الرقابة. الجدير بالتنویه أن ھذا التوزيع الجغرافي يعتمد على العملیات المحبطة وربما یتغیر التوزیع لو  تم اعتماد العملیات الناجحة وھو غیر متاح حالیا. 

حالات الانتحار ومحاولات الانتحار

بخصوص الانتحار ومحاولته تم رصد 18 حالة ومحاولة انتحار حوالي 72 بالمائة ومن ضحاياها الفئة العمرية الممتدة من 35 - 16 سنة (13 ضحية). 

ومثل الذكور نسبة 55 فاصل 6 بالمائة من مجموع ضحایا حالات ومحاولات الانتحار المرصودة ( 10 حالات )، كما تم تسجیل حالتيْ انتحار في صفوف الأطفال وكذلك حالة انتحار في الفئة العمرية أكثر من 60 سنة. ومثل الانتحار شنقا أبرز أشكال الانتحار المرصودة وذلك بنسبة تُناهز 39 بالمائة یلیھا الانتحار حرقا بنسبة 33 بالمائة  ثم الالقاء بالنفس وذلك بنسبة تناھز  16 فاصل 7 بالمائة  16.7 وطعن النفس بنسبة 11 بالمائة. 

تقرير العنف

تواصل تزايد منسوب العنف خلال شھر أكتوبر 2020 ، این كان الشھر مسرحا لأحداث عنف ذات شكل جماعي خطير ومتطرف، شھدت خلالھ عدد من مناطق العاصمة والأحياء الشعبية فیھا، مواجھات عنیفة وصل عدد المشاركین فیھا الى 800 شخص من مختلف الأعمار.. و خلفت في احداھا بمنطقة الضاحیة الجنوبیة وفاة طفلة سنھا دون العاشرة على خلفیة ما شعرت بھ من خوف وھلع.

وتحتل ولایة سوسة صدارة المناطق التي عرفت أحداث عنف خلال شھر أكتوبر بنسبة 25 فاصل 8 بالمائة  یلیھا في ذلك ولایة تونس التي عرفت بنسبة 14 فاصل 5 بالمائة من المجموع العام، لیكون منسوب العنف نسبیا متقاربا في بقیة المناطق على غرار ولایة بن عروس وولایة القیروان وولایة مدنین والمھدیة.

كانت أحداث العنف خلال شھر أكتوبر بنسبة 42 فاصل 2 بالمائة جماعية  في الوقت الذي جاء 54 فاصل 8 بالمائة منھا في شكل عنف فردي. وكان جنس الذكور المسؤولون على نسبة 87 فاصل 3 بالمائة من أحداث العنف التي شھدھا الشھر في المقابل مثلت النساء نسبة 39 بالمائة من ضحایا العنف المرصود ومثل الرجال نسبة 47 فاصل 2 بالمائة من المعنفین، وفي مجملھا جاء العنف جسدیا لا معنویا.

 ي.ر