لا يكاد يمر لقاء من لقاءات رئيس الجمهورية قيس سعيد دون تمرير رسائل مباشرة و تصريحات نارية في علاقة بالشأن العام التونسي ففي لقاءه بوزير خارجية مصر سامح حسن شكري مساء اليوم الخميس 22 افريل 2021 ، أشار رئيس الجمهورية بطريقة غير مباشرة  الى الاتهامات التي وجهت له من قبل النائب راشد الخياري و الذي اتهمه بالخيانة قائلا :" الخطر الذي يتهدد الدول ليس الذي يأتي من الخارج فقط بل الأخطر من العدوان الخارجي هو العدوان على مؤسسات الدولة في الداخل فعوض توجيه صواريخ من الطائرات او من المنصات توجه صواريخ لتفجير كيان الدولة من الداخل و هذا ما نرفضه " .

و بنبرة حادة اكد رئيس الجمهورية قيس سعيد رفضه "لضرب المؤسسات من الداخل " و رفضه للهزيمة و لثقافة الهزيمة و :"التحدي يقابل بالتحدي " حسب تعبيره ، و لم يغفل رئيس الجمهورية المولع بالتاريخ عن التذكير بتاريخ اليوم الخميس العاشر من شهر رمضان و هو الذي يوافق تاريخ حرب أكتوبر من سنة 1973 :" اذكر كيف رفع الجندي المصري الراية المصرية فوق أجانب الشرقي من قناة السويس  و كيف شارك جمود تونسيون في المعارك و كيف حقق الجيش المصري عديد الانتصارات على الجبهة الشرقية و الغربية " .

و حول العلاقات التونسية المصرية عبر رئيس الجمهورية عن رغبته في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين :" نعمل على ان تكون علاقتنا قائمة على مصالح مشتركة و روح نشترك فيها سنعمل على تطويرها حتى تكون محققة على ارض الواقع " .

وزير خارجية مصر في اطار جولته و زيارته للدول أعضاء مكتب الاتحاد الافريقي و الدول الممثلة للقارة الافريقية في الأمم المتحدة ، و قدم وزير الخارجية سامح حسن شكري لرئيس الجمهورية قيس سعيد رسالة خطية من رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي حول تطورات ملف سد النهضة و :" الجهود التي تبذلها مصر للتوصل لاتفاق عادل و قانوني حول ملء و تشغيل السد يلبي طموحات مصر و اثيوبيا  و السودان " وفق تعبير وزير الخارجية المصري .

و كان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أدى زيارة الى مصر هي الأولى منذ توليه منصبه في قصر قرطاج يوم 9 افريل الجاري في زيارة استمرت لثلاثة أيام و وصفتها الصحافة المصرية بالتاريخية ، و رحبت مصر بموقف رئيس الجمهورية قيس سعيد الداعم  للأمن  المائي المصري حيث صرح قيس سعيد خلال المؤتمر الذي جمعه بنظيره المصري  :"لن نقبل أن يتعرض الأمن المائي لمصر للخطر وكل مواقف مصر تلزمنا " أيضا صرح قيس سعيد في حديثه عن العلاقات الثنائية ان ما يجمع بين تونس مصر "ليس المصلحة المشتركة" بل "المصلحة الواحدة" و هو ما يعبر عن موقف تونسي داعم لمصر في ملف سد النهضة، فبوادر الازمة بين مصر و اثيوبيا بدأت بالظهور ثانية بعد فشل المفاوضات لذلك تبحث مصر عن حلفاء لها للضغط على اديس ابابا و اجبارها على إيقاف ملء و تشغيل سد النهضة، و في الوقت الذي لا تعترف فيه اثيوبيا بحق مصر و السودان في مياه النيل، تبحث مصر عن قرار اممي و افريقي لحل خلاف سد النهضة.

ر.ع