alexametrics
الأولى

هل يمرّ التحوير الوزاري؟

مدّة القراءة : 2 دقيقة
 هل يمرّ التحوير الوزاري؟

بتعديل وزاري برائحة سياسية، تتجه الأنظار نحو البرلمان في جلسة الغد الثلاثاء 26 جانفي للمدواولة في التحوير دون أي اجراءات استثنائية صحيّة. داخل البرلمان سيكون هناك المشيشي ووزراؤه الاحدى عشر وخارجه ستكون هناك وقفة احتجاجية مطالبة بحلّ البرلمان.


يشترط لنيل ثقة المجلس الحصول على موافقة الاغلبية المطلقة من الاعضاء اي 109 اصوات.كما يضبط الفصل 144 من النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب الاجراءات المتعلقة بالجلسة العامة التي ستعقد حضوريا حيث يوزع على أعضاء المجلس قبل افتتاح الجلسة المتعلقة بالتصويت على منح الثقة لعضو من الحكومة ملف يتضمن بيانا مختصرا حول سبب التحويروتعريفا موجزا بعضو الحكومة المقترح.

ثم يتولى رئيس الجلسة التقديم الموجز لموضوع الجلسة ثم تحال الكلمة إلى رئيس الحكومة ليتولى التقديم الموجز لسبب التحوير والتعريف المختصر بالعضو أو الاعضاء المقترح ضمهم للحكومة. التصويت يكون بشكل منفرد لكل عضو وفي المهمة المسندة له. اذا فشل بعض الأعضاء في تحصيل الثقة فيما نجح زملاؤهم، يتوجه المشيشي لهم بالاعتذار عن التكليف ويعيد نفس الاجراءات لتعويضهم، عبر مراسلة ثانية للمجلس تحمل الأسماء الجديدة وطلب تعيين جلسة ثانية لسد الشغور، وهذه الفرضية واردة لأن كتلتي الاصلاح الوطني وتحيا تونس أعلنتا أنهما لن يمنحا الثقة للوزراء الذين تحوم حولهم شبهات فساد أو تضارب مصالح او انتماء حزبي... فماذا سيكون موقف النهضة والائتلاف وقلب تونس الذين طالوا باستقالة الياس الفخفاخ بسبب تضارب المصالح؟

اذا تمت المصادقة على اللائحة برمتها سيضرب ذلك مصداقية هذه الأطراف السياسية التي رفضت سابقا تضارب المصالح وتقبله الان من أجل التموقع السياسي، واذا مر التحوير منقوصا سيجعل ذلك المشيشي في موقف حرج يفقده الدعم السياسي ويضيع مزيدا من الوقت على الموجوعة الوطنية التي تواجه أزمة صحية، احتجاجات اجتماعية وتراجع حاد للمؤشرات الاقتصادية.
تعديل وزاري أرضى به رئيس الحكومة حزامه السياسي وعمّق به خلافه مع رئاسة الجمهورية مقصيا الوزراء القريبين من قيس سعيد. نجحت النهضة في تضمين ثلاثة وزراء قريبين منها في التعديل هم أسامة الخريجي وزير الفلاحة، يوسف الزواغي وزير العدل، ووليد الذهبي وزير الداخلية كما تحصل قلب تونس على نصيبه بوزيرين هما سفيان بن تونس في الطاقة والمناجم وزكرياء بلخوجة وزير للشباب والرياضة. أعلن سالفا كلّ من النهضة وائتلاف الكرامة التصويت لصالح الحكومة بينما لا يزال قلب تونس يؤجل مواقفته الأكيدة.

عكس ما يدعيه رئيس الحكومة فان هذا التحوير هو تنفيذ لصفقة جمعته بائتلافه البرلماني ولا علاقة له بأي تقييم أو أداء، فقد تحدث عنه نبيل القروي رئيس قلب تونس وراشد الغنوشي زعيم النهضة من سبتمبر 2020 تاريخ منح الثقة للحكومة التي تحولت من حكومة رئيس الجمهورية الى حكومة الحزام السياسي للمشيشي. ستنجح الحكومة المعدلة في نيل الثقة لكنها لن تقدم أي اضافة سياسية في ظلّ الجو العام من الاحتقان الاجتماعي وفقدان الثقة في جميع مكونات المشهد السياسي.

في هذه الساعات الأخيرة يواصل رئيس الحومة مشاوراته واستقبال ممثلي الكتل لوضع اللمسات الأخيرة على التحوير وفرض التسويات السياسية اللازمة ليتجه غدا لباردو للمرة الثانية في أقل من نصف سنة، بحكومة عرجاء ينوي تقويمها بمجموعة من الأسماء الذكورية المغمورة الي تلاحقها شبهات تضارب مصالح كوزير الصحة المقترح الهادي خيري الذي تم القبض على شقيقه المحامي سنة 2019 بتهمة القتل حين اقتحم سارق منزله ويشاع أنه تدخل لصالح شقيقه في مجريات القضية، ووزير التكوين المهني يوسف فنيرة الذي أقيل من وكالة التشغيل بسبب تهمة تضارب مصالح مردها تعامله مع شركة على ملك والدته. ولئن تبقى هذه شبهات تحتاج اثباتا قضائيا الا أن "شبهة" تضارب المصالح هي ما أسقطت حكومة الفخفاخ دون أن يتم اثباتها قضائيا فتكفي الشبهة لضرب المصداقية وخلق الجدل حول صاحبها ممثل الدولة في منصب حساس، وهذه الحجة ذاتها التي ظل يرددها قياديو النهضة وقلب تونس نفسهم الذين يباركون هذا التحوير الوزاري.

اما بالنسبة وزير الطاقة والمناجم سفيان بن تونس فهو أحد مؤسسي قلب تونس وورد اسمه في أعلى قائمة المنضمين للحزب أيام بعد تأسيسه في بيان رسمي ممضى من نبيل القروي. فكيف يتم تعيين عضو حزبي في حين يدعي المشيشي أنها حكومة كفاءات مستقلة؟ ازدواجية معايير وتملص من خطاب مكافحة الفساد؟ لا غريب عن فاعلين سياسيين خالفوا وعودعم وتصريحاتهم في أكثر من مرة وخدعوا ناخبيهم والرأي العام ليتحالفوا لاحقا من أجل مصالحهم السياسية، لكن جلسة الغد كفيلة بالاجابة عن كل هذه الاسئلة.

عبير قاسمي

 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter