alexametrics
الأولى

بعد انتشاره رسميا.. هل تونس مستعدة للدرجة الثانية من الحالة الوبائية بفيروس كورونا ؟

مدّة القراءة : 6 دقيقة
بعد انتشاره رسميا.. هل تونس مستعدة للدرجة الثانية من الحالة الوبائية بفيروس كورونا ؟

تونس تواجه اليوم أزمة كبيرة فاقت الأزمة الإقتصاديّة والإجتماعيّة وأصبح إيجاد حلّ جذري لمجابهتها ضرورة قصوى، وهي تفشي فيروس كورونا ''كوفيد-19''، خمس حالات مصابة بالفيروس مؤكّدة بصفة رسمية. الصين في فترة وجيزة سجّلت 80 ألف و739 إصابة بهذا الوباء وتوفي 3120 فرد، إيطاليا أصبحت ثاني دولة تعاني من كورونا وقد سجّلت 7375 مصاب وقد توفي 366 شخصا، هذه  الأرقام المفزعة خاصّة من دولة قريبة لتونس في المبادلات التجارية وحتى على مستوى المسافرين نجد السلطات التونسيّة في حالة تأهّب وفي درجة عالية من الحذر من حيث الإجراءات والتدابير المتّخذة. 


تسجيل خمس إصابات بفيروس كورونا في تونس

 

تمّ تسجيل أوّل إصابة بفيروس كورونا يوم 2 مارس 2020، وهو  يبلغ من العمر 41 سنة، وقدم الى تونس على متن باخرة يوم 27 فيفري لتظهر عليه الأعراض يوم 29 فيفري ثم اتصل بالرقم 190  يوم 1 مارس متى تنقل فريق طبي إلى منزله، وتمّ إخضاعه لـ100 تحليل ليتمّ يوم 2 مارس تأكيد إصابته بالفيروس. قامت الإطارات الطبيّة بإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لعائلة المصاب، وأكّد وزير الصحّة عبد اللطيف المكي أنّ  كلّ تحاليل العيّنات المأخوذة لأفراد عائلة المُصاب الأوّل بفيروس كورونا سلبيّة مؤكّدا مشيرا إلى سلامتهم. بعد تسجيل أوّل حالة في تونس، دعا المكّي إلى تقليص ومنع البعثات التلمذيّة والطلابيّة إلى الخارج  إلاّ في الحالات القصوى والضروريّة، ودعا إلى تقليص أو تأجيل التظاهرات الجماعيّة على غرار المهرجانات الثقافيّة وشدّد على تكثيف الحملات التوعويّة والتثقيفيّة للتّوقي من فيروس كورونا والتي تتضمّن مفهوم الحجر الصحّي الذاتي وشدّد على ضرورة أن يلتزم كل مواطن مطالب بالحجر الصحّي أن يتفادى الخروج للمقاهي أو الأماكن العموميّة كي لا يؤذي غيره وإلاّ فإنّه سيعرّض نفسه للتتبّعات قانونيّة وفقا للفصل 312 من المجلّة الجزائيّة والذي ينصّ على أن يعاقب بالسجن مدّة ستة أشهر وبخطية قدرها مائة وعشرون دينارا كل من يخالف التحجيرات وتدابير الوقاية والمراقبة المأمور بها حال وجود مرض وبائي. كما تمّ  تحويل نزول الطائرات لتفادي الإختلاط بين المسافرين القادمين من الدول التي بها فيروس كورونا وباقي المسافرين من الدول الأخرى وكانت وزارة النقل قد قرّرت تحويل الرحلات القادمة من إيطاليا وتحديدا روما وميلانو والبندقية إلى المحطة الجوية Terminal 2 التابعة لمطار تونس قرطاج الدولي لمزيد مراقبة القادمين والسيطرة على الحالات المصابة إن وجدت، وقرّر المكّي  إيقاف الرحلات البحرية بين تونس وشمال إيطاليا وتحديدا ميناء جنوة، والمحافظة على بقية الرحلات لمختلف الوجهات مع تشديد الإجراءات الوقائية.


في هذه الأثناء لم يتناول الشعب التونسي فيروس كورونا على محمل الجدّ وكان محلّ مجاملة في نقاشاتهم ولكن إلى حدود يوم أمس الأحد 8 مارس 2020، حين أعلنت وزارة الصحّة تأكيد تسجيل إصابة ثانية بفيروس كورونا زاد توتّر التونسيين وارتفع قلقهم وذعرهم من مدى تفشي هذا الوباء في تونس. الحالة الثانية هي لمواطن دخل من إيطاليا يوم 21 فيفري 2020،  و لم يتمّ إخضاعه للحجر الصحي الذاتي، عمره 65 سنة وقد تمّ إيوائه بوحدة العزل بقسم إستشفائي جامعي. بعد تسجيل حالتيْن بصفة رسمية في تونس، أصبح فيروس كورونا محلّ حديث الرأي العام على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ودعا الكثيرون إلى غلق الحدود التونسيّة مع الدول المصابة بهذا الفيروس وإيقاف الرحلات الجويّة والبحريّة معهم وخاصّة إيطاليا ودعا البعض الآخر إلى إيقاف الدروس وتقديم العطلة المدرسيّة خوفا على الأطفال وانتشار الوباء بالعدوى. النائب عن حركة الشعب زهير المغزاوي، دعا الحكومة التونسيّة إلى أن تتخذ كلّ الإجراءات اللاّزمة والعاجلة لمجابهة فيروس كورونا ونادى بإقفال المدارس إن لزم الأمر لأنّ المسألة أصبحت متعلّقة بحياة الأفراد ''حياة الأفراد ليست بلعبة''، وهذا المطلب يوافقه فيه كاتب عام جامعة التعليم الثانوي، لسعد اليعقوبي، الذي أكّد أنّه إن كان الوضع الصحّي بسبب فيروس كورونا (كوفيد-19) يتطلّب إيقاف الدروس بالمعاهد فإنّ النقابة لن تعترض على ذلك. من جهته أكّد المكّي أنّ الدروس ستستمر في انتظار نتائج التحاليل التي على ضوئها سيتمّ أخذ القرارات اللازمة، ودعا وزير الصحّة الأولياء إلى أن يرسلوا أبناءهم لمقاعد الدراسة وإن كان هناك خطر ''فلن نغامر بصحّة أبنائنا وأطفالنا''. 


من جهتها في إطار التوقي من فيروس كورونا ''كوفيد-19''، قرّرت وزارة التعليم والبحث العلمي اليوم الإثنين  تأجيل المهمات والتربصات للطلبة والأساتذة والباحثين وموظفي التعليم العالي إلى إشعار لاحق، وبيّنت أنّه عند الضرورة القصوى يُشترط الحصول على ترخيص مسبق من الوزارة وأوضحت أنّ جميع العائدين من الدول الموبوءة سيخضعون إلى الحجر الصحي وجوبا. كما أنّ ديوان الإفتاء أعلن  في بلاغ له اليوم الإثنين 9 مارس 2020، أنّه في نطاق الإحتياطات المتّبعة لتجنّب العدوى بفيروس كورونا فإنّه تقرّر التعليق الوقتي لإجراءات إعتناق الإسلام أو التثبيت عليه إلى موعد لاحق يقع الإعلام به. 


لحظات بعد هذه الإجراءات السريعة، أعلن وزير الصحّة عبد اللطيف المكّي اليوم الإثنين عن تسجيل  ثلاثة حالات إصابة بفيروس كورونا المستجّد، وبيّن أنّ حالتين مستوردتين وحالة عدوى محلية من حالة وافدة ( زوجة). ودعت وزارة الصحّة في هذا الإطار إلى تأجيل الملتقيات العلمية إلى وقت لاحق توقيا من إمكانية العدوى بسبب فيروس كورونا، كما وقع  تأجيل معرض الكتاب الدولي إلى شهر نوفمبر 2020 بعد أن كان مقررا تنظيمه من 9 إلى 19 أفريل المقبل، كما أبلغت وزارة الصحة الجمعيات العلمية بأنها ستمكّنها من قائمات محيّنة حول المناطق الموبوءة وقائمة الدول حسب خطورة الأوضاع بها حتى يتم أخذ الاحتياطات اللازمة.


وعقدت وزارة الصحّة ندوة صحفيّة لإعطاء معطيات دقيقة حول المصابين بفيروس كورونا بعد انعقاد المجلس الوزاري العاجل، حيث أكّد  المدير العام للصحة الأساسية شكري بن حمودة وجود 5 حالات مؤكدة بفيروس كورونا وبيّن أنّ مصابين إثنين فقط تمّ نقلهما للمستشفى بولاية سوسة بينما 3 منهم يخضعون للحجر الذاتي وحالاتهم مستقرة في منازلهم ويخضعون لمراقبة طبية. وأشار بن حمودة أنّ وزارة الصحّة خصّصت ثلاث مناطق للعزل الاستشفائي بالشمال والوسط والجنوب، مؤكدا أنّ المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة يقوم بالتقصي الوبائي الميداني المتمثل في تحقيقات حول العدد الدقيق للأشخاص الذين تعرضوا للإتصال المباشر مع الخمس الحالات المريضة، كما أنّ العمل متواصل يوميا لتدعيم مناطق العبور من قبل وزارة الصحة والديوانة. وأضاف أنّ 1400 حالة مشتبه بها في المتابعة موضحا أنّ تونس مرّت إلى الدرجة الثانية من الحالة الوبائية في علاقة بفيروس كورونا بعد تسجيل أوّل حالة محلية من بين الأشخاص الذين تأكّدت إصابتهم بالفيروس وهي زوجة المصاب بالفيروس أصيل المهدية، وتتوزّع الإصابات في قفصة والتي سجّلت حالة واحدة في حين تم تسجيل الحالة الثانية بولاية المهدية لشخص يبلغ من العمر 65 سنة عائد من إيطاليا، لافتا إلى أن الحالة الثالثة تتعلق بزوجة المصاب الثاني، وسجّلت تونس إصابة الحالة الرابعة بفيروس كورونا لسيدة إيطالية الجنسية، والحالة الخامسة بولاية بنزرت تتعلق بمواطن كان قد عاد مؤخّرا من مدينة ستراسبورغ الفرنسية. ونظرا إلى تسجيل الإصابات بسبب توافد المسافرين إلى تونس من إيطاليا، تقرّر اليوم الإثنين  إلغاء جميع رحلات الخطوط التونسية باتجاه المدن الإيطالية والإكتفاء برحلة أسبوعية إلى روما، كما تقرر إلغاء الرحلات البحرية التابعة للشركة التونسية للملاحة من وإلى الموانئ الإيطالية، وذلك توقيا توقيا من فيروس كورونا.


نصائح مفيدة لمحاربة فيروس كورونا


السُعال الجاف هو من أولى علامات فيروس كورونا، كما أنّ هذا الفيروس لا يقاوم الحرارة فهو يموت في الهواء الطلق  عند درجة حرارة 26 من إلى 28 درجة، لذلك من المهم تناول المشروبات الساخنة أو الشاي أو شاي الأعشاب أو الماء الساخن، وتجنّب شرب الماء المثلّج أو تناول االمثلّجات ومحاولة التعرض لأشعة الشمس إن أمكن. كورونا  ذو قطر يتراوح من 400 إلى 500 نانومتر لذا يمكن لأي نوع من الأقنعة إيقافه وليس من الضروري إرتداء أو إقتناء أقنعة خاصة، وبالنسبة للممرّضين فإنهم معرّضون للعدوى لذلك يجب عليهم إرتداء أقنعة خاصة وأخذ مسافة تقدر بـ 3 أمتار من المريض المصاب بالعطس لمنع الفيروس من الوصول ويجب احترام مسافة الآمان. كورونا  يمكن أن يعيش لمدة 12 ساعة تقريبًا من المهم غسل اليدين بعد لمس الأسطح المعدنية مثل أقفال الأبواب أو أعمدة الدعم في المترو أو الحافلة، كما يمكن للفيروس أن يعيش في الملابس والأقمشة لمدة 6 إلى 12 ساعة، لذلك فإنّ غسل الملابس وعرضها في الشمس يقتله. فيروس كورونا يستقر أولاً في الحلق ويُسبب التهابًا وجفافًا وتستمر هذه العلامة من 3 إلى 4 أيام، وفي الرطوبة، ينتقل الفيروس نحو الحلق والرئتين  ويستغرق في ذلك من 5 إلى 6 أيام. كما أنّ إصابة الرئة تظهر بارتفاع الحرارة وصعوبة في التنفس وفي هذه الحالة يجب الاتصال بقسم الطوارئ، وينتشر كورونا عن طريق الاتصال المباشر ويجب غسل اليدين بشكل متكرر لأنّه يبقى على اليد لمدة 10 دقائق ، إذا تمّ لمس العينين أو الأنف خلال هذا الوقت يمكن أن يصل الفيروس إلى الحلق ويتسبب في الإصابة لذلك من المستحسن المضمضة بمحلول مطهر يمكن أن تقتل الفيروس.



فيروس كورونا هو كما شخّصه  مدير عام منظّمة الصّحة العالميّة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بانّه وباء عالمي ودعا كافّة دول العالم إلى "القيام بكلّ ما هو مُمكن للاستعداد لوباء عالمي محتمل"، لا يجب الإستهانة به بل يجب تدعيم الاحتياطات داخل مراكز العمل وتوفير وسائل النظافة والتعقيم و تعزيز إجراءات الرقابة على مستوى المطارات ومناطق العبور البحرية والبرية ووضع كل الوافدين من البلدان التي انتشر فيها الفيروس في الحجر الصحي الذاتي وإلزامهم بإحترامه.



الوضع يتطور كلّ لحظة وكل ساعة واحتمال ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في تونس وارد جدا، لذلك يجب على الحكومة بالتعاون مع كلّ السلطات من وزارة الصحة والنقل وكلّ المتدخلين من السيطرة على هذه الأزمة التي أصابت بلادنا وإيجاد حلول للتوقّي من الفيروس والحدّ من العدوى وأن تعمل على المحافظة على سلامة الشعب التونسي الذي دخل في حالة من الذعر والهلع وأغلبهم لم يتمكّنوا من فهم هذا الفيروس وكيفيّة الوقاية منه. 



يسرى رياحي 





تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter