alexametrics
الأولى

حرب الزعامات تُفكك الكتلة الوطنية وتهدد بحلّها نهائيا

مدّة القراءة : 3 دقيقة
حرب الزعامات تُفكك الكتلة الوطنية وتهدد بحلّها نهائيا

لم يتّفق ممثلو العائلة الديمقراطية في انتخابات 2019 على جبهة قويّة وموحدة تجمعهم، مما أدى الى تشتيت الأصوات والتأسيس لمشهد تُهيمن فيه الأحزاب ذات المرجعية الدينية والمتطرفون والثورجيون، وهي الكتلة الديمقراطية تعيد الخطأ ذاته. لم يتعلـم الديمقراطيون الدرس، وأصروا بعد تفكيك النداء بسبب الزعامتية الى تجزئة الجسم الديمقراطي الى تجمعات برلمانية وكتل صغيرة غير وزانة، وقتل كل محاولات التوحيد والتماسك.

 

في بداية الدورة النيابية الفارطة كان قدماء نداء تونس والأحزاب المنبعثة منه والأطراف المحسوبة على ذات الفلسفة مُتشتتين، عدا كتلة قلب تونس التي كانت الكتلة الثانية عدديا. وما ان نخرت الخلافات هذه الكتلة حتى انقسمت بدورها وانشق عنها 12 نائبا قاموا بتأسيس ما سموه الكتلة الوطنية وتم اختيار النائب حاتم المليكي رئيسا لها. أسابيع بعد تكوينها وتحديد ملامح خطّها السياسي بدأت الكتلة في استقطاب منتمين جدد مثل مبروك كرشيد، زهير مخلوف، منجي الرحوي وفاكر الشويخي الى أن وصلت لجملة 17 نائبا وفاقت بذلك كتلة الدستوري الحر التي تتزعم المعارضة، وقررت الكتلة الانضمام لسدة مساندة الحكومة ودائرة السلطة، فانضم نوابها الى الائتلاف البرلماني المساند لهشام المشيشي بعد أن صوتوا له مسبقا لتتحصل حكومته على الثقة وهنا بدأت بوادر الانقسام في الكتلة الوطنية تظهر - بعد العطلة البرلمانية، وتحديدا عند اختيار رئيس الكتلة. كل سنة برلمانية جديدة، يتم تحيين الهياكل واللجان والكتل، خاصة بعد انضمام نواب للمعارضة واستقالة اخرين من كتلهم وتغير موازين القوى والولاءات.

 

لم تنشر الكتلة الوطنية على صفحتها – كبقية الكتل، موعد أو طريقة لانتخاب رئيسها الجديد، وبدأت بقية الكتل في الاعلان عن اختياراتها ومراسلة مكتب المجلس، الا أن الكتلة الوطنية كانت تشهد خلافات داخلية بين حاتم المليكي ورضا شرف الدين، وكلاهما من المستقلين من قلب تونس ومن مؤسسي الكتلة. وانقسم النواب الى شق يساند المليكي واخر يساند شرف الدين، وكلّ له روايته الخاصة لما حدث فعلا.

 

وفق مانشرته بيزنس نيوز فان الاشكال انطلق حين دعا رضا شرف الدين اعضاء الكتلة الى اجتماع لتحديد رئيس الكتلة الجديد، اجتماع اعتبره المليكي ومساندوه غير قانوني لأن المليكي مازال تقنيا رئيس الكتلة ووفق النظام الداخلي هو المخول له الدعوة لاجتماع انتخابي.

في اليوم ذاته، السبت 10 أكتوبر أعلنت النائبة عن الكتلة امال الورتاني في تدوينة أنه تم اختيار رضا شرف الدين رئيسا للكتلة، الأمر الذي أغضب المليكي ومسانديه الذي نشروا بيانا يحذّر من التظيمات الموازية والاجتماعية السرية مهددين رضا شرف الدين بطرده من الكتلة.

 

الاثنين 12 أكتوبر، تصل لرئاسة البرلمان مراسلتان، أولى موقعة من حاتم المليكي تعلن طرد رضا شرف الدين من الكتلة، وأخرى تعلن أن نواب الكتلة المجتمعين، قرروا انتخاب شرف الدين رئيسا للكتلة. الثلاثاء 13 أكتوبر، مكتب المجلس يحسم الأمر ويقرر أنه قرر اعتماد المراسلة التي تعين شرف الدين رئيسا للكتلة رسميا، في اللية ذاتها، تبدأ موجة الاستقالات.

 

رئيس الكتلة الوطنية السابق حاتم المليكي أكد أن مؤسسة البرلمان أصبحت مصدرا لديكتاتورية جديدة مؤكدا أن إجتماع رضا شرف الدين بعدد من الأعضاء الجدد المنتمين مؤخرا للكتلة دون إتمامهم لإجراءات الإنضمام من إمضاء على ميثاق الشرف والمصادقة على النظام الداخلي للكتلة مهزلة. وتابع أنه لا تعنيه المناصب وأنه قدم استقالته، وما يهمه هو أن تتم الإجراءات بشكل قانوني وشرعي.

"اتصلت بنواب الكتلة للاجتماع يوم الإثنين 12 أكتوبر، فإذا برضا شرف الدين يصرّ على عقد اجتماع السبت، فأعلمته بأن هناك نوابًا يتعذر عليهم الحضور السبت وبأن القانون الداخلي للكتل ينص على أن الدعوة لاجتماع يجب أن تتم قبل أسبوع، أو 48 ساعة إذا كان هناك أمر مستعجل، وبالتالي عقد اجتماع السبت يعتبر غير قانوني و أرسلت له عدل تنفيذ لإعلامه بأن اجتماعه غير قانوني".

 

 

وبينما أكد المليكي أن استقالته جاءت احتجاجا على المهزلة التي حدثت في انتخاب  رئيس جديد،  اعلنت  النائبة سهير العسكري استقالتها من الكتلة الوطنية على اثر ما اعتبرته ممارسة انقلابية واستعمالا للمال الفاسد لشراء الذمم مؤكدة أنها لن تقبل الانتماء لكتلة تم الانقلاب على رئاستها بتواطؤ من لوبيات تحوم حولها شبهات فساد.

 

 وأعلنت اليوم، مريم اللغماني استقالتها بدورها مصرحة أنها جاءت رفضا  للاجراء غير القانوني الذي قام به نائب رئيس الكتلة رضا شرف الدين لأن النظام الداخلي للكتلة الوطنيّة ينصّ في فصله 11 على أنّ الدعوة للاجتماع تتمّ من قبل رئيس الكتلة أو ثلثي الأعضاء مكتملي العضويّة فيما ينصّ الفصل 12 من النظام نفسه على أنّ الدعوة تتمّ 48 ساعة على الأقل قبل عقد الاجتماع وهو ما يتعارض مع اجراءات الإجتماع الذي دعا إليه نائب رئيس الكتلة رضا شرف الدين والذي كان في أقل من 24 ساعة من عقد الإجتماع بأحد النزل.

 وتابعت  اللغماني ان بعض نواب حركة النهضة يقفون وراء الدعوة للإجتماع الذي ترأسه شرف الدين قائلة " نورالدين البحيري والسيد الفرجاني (نواب عن حركة النهضة) قاموا بحثّ بعض النواب من الكتلة الوطنية لحضور الإجتماع".

 

ان الخطير في المسألة أن نفس الأشخاص يكررون نفس الأخطاء مرارا وينهي الامر بذات السيناريو والاستقالات والتهديدات. الى حد الساعة تتالى الاستقالات من الكتلة الوطنية و التي افتتحها مساء أمس حاتم المليكي. واذا وصل عدد النواب المتبقين الى أقل من تسعة، سيتم حلّ الكتلة اليا من قبل مكتب المجلس.

 

عبير قاسمي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter