alexametrics
الأولى

ضجة سياسية عامة ترافق الإعلان عن ولادة حركة "تحيا تونس"

مدّة القراءة : 2 دقيقة
ضجة سياسية عامة ترافق الإعلان عن ولادة حركة

 

في أجواء احتفالية باهرة تم يوم الأحد 27 جانفي 2019 الإعلان عن حزب يوسف الشاهد، حركة "تحيا تونس" .. وقد قوبل هذا المشروع في اليوم ذاته بكثير من التحفظ والانتقادات من ابرز التشكيلات السياسية بالبلاد بما يعكس توجسها من المولود الحزبي الجديد.

 

لم يسبق ان اثار الإعلان عن تأسيس حزب سياسي جديد مثل هذا الكم من الانتقادات والتهجم وذلك منذ إعلان الباجي قايد السبسي عن تكوين نداء تونس .. ضجة عامة انطلقت شرارتها الأولى من الاخوة الأعداء في النداء وخاصة منهم رضا بلحاج الذي اعلن ان الإعلان عن هذا الحزب الجديد لن يغير الخارطة الحزبية الحالية بل سيزيد في انقسام القوى الديمقراطية مؤكدا ان نداء تونس سيظل الحزب الوحيد القادر على منافسة حركة النهضة .. قيادات أخرى وانصار للنداء انتقدوا بشدة الاسم الذي تم اختياره للمشروع السياسي الجديد وهو حركة تحيا تونس الذي اعتبروا انه مستلهم بل مسروق من أحد شعارات الباجي قايد السبسي.. بالنسبة الى الندائيين (شق حافظ قايد السبسي) فإن تشكيل الحزب الحديد يمثل خيانة لنداء تونس ومؤسسه سيما وان المكان الذي تم اختياره للإعلان عن اطلاق "تحيا تونس" هو مدينة المنستير أي ان هذه الحركة ستعمل على القضم من الرصيد الانتخابي للدستوريين باعتباره الخزان الانتخابي لنداء تونس.

 

كما ان الإعلان عن المشروع السياسي الجديد اثار استياء جماعة آفاق تونس الذين التحقوا في مرحلة أولى بالكتلة الوطنية صلب البرلمان قبل ان يلتحق البعض الاخر منهم بالحزب الجديد مما دفع آفاق تونس بتوجيه نقد لاذع لما وصفوه بحزب الدولة الجديد حسب الناطق باسم آفاق زينب التركي التي صرحت أيضا ان تونس كانت بحاجة الى أحزاب مهيكلة عقدت مؤتمراتها وليس كيانات سياسية عشوائية حول اشخاص فشلوا في الحكم.

 

من جهته عبر حزب مشروع تونس في شخص محسن مرزوق عن نيته التعاون مع التشكيلة السياسية الجديدة كما دعا ابرز التشكيلات الحزبية الى الالتحاق بحركة تحيا تونس من اجل منافسة حركة النهضة وهي مسالة ليست مضمونة بالنظر الى انتقاد عديد الأحزاب التقدمية لمردود الحكومة الحالية وبالتالي للحزب المنبثق عنها.

 

الحليف الرئيسي ليوسف الشاهد في حكومته وهو حركة النهضة تلتزم الى حد الان الصمت عل الأقل رسميا .. اول من ادلى بدلوه من النهضة كان محمد بن سالم على موجات إذاعة جوهرة أف أم يوم 28 جانفي والذي انتقد تسمية الحزب الجديد "تحيا تونس" باعتباره شعارا مشتركا بين كل التونسيين حسب رايه معربا عن اسفه ان لا يكون استخدامه ممنوعا قانونا.

 

قراءتان يمكن ان نسوقهما في علاقة بردود الفعل إزاء الإعلان عن الحزب السياسي الجديد .. أولهما ان البعض يعتبره تهديدا للأحزاب الموجودة منذ زمن نسبيا والتي ترى ان حركة تحيا تونس ستمتص من خزانا الانتخابي بعد ان استقطبت البعض من قيادييها .. اما القراءة الثانية الممكنة فتتمثل في اعتبار ان الحزب الجديد مستفيد من وجود يوسف الشاهد في الحكم رغم ان الحظوة التي يتمتع بها اليوم قد تضمحل لاحقا وقد كان هذا مصير كل من المهدي جمعة وحمادي الجبالي قبله.. فنداء تونس سيعول على جسم انتخابي مشتت بين نداء تونس والتشكيلات المنبثقة عنه وبالتالي فان الحزب الجديد سيفاقم من اللخبطة الموجودة حاليا وهو ما سيجعله عاجزا عن توحيد صفوف العائلة التقدمية حوله مشروع واحد. كما ان نية منافسة حركة النهضة ولم لا هزمها في الانتخابات المقبلة تبدو صعبة المنال وغير منطقية بالنظر الى التحالف القائم بين الجانبين حاليا. البعض يرى في ذلك نوعا من المغالطة والاكاذيب التي ستجعل مهمة قيادات تحيا تونس صعبة اكثر فأكثر.

 

فاختار التسمية ومكان الإعلان تم بحضور وجوه وشخصيات تؤكد ان الحزب الجديد يراهن على منافسة الأحزاب التقدمية الأخرى .. لكن المعركة مع ذلك لا تبدو خاسرة بعد بالنسبة الى حركة "تحيا تونس" التي عليها اقتراح برامج مستحدثة والتحلي بقدر من روح الابتكار وتقديم برامج جديدة لم يسبقها اليها غيرها وهي مسائل ستحدد لاحقا مستقبل هذا الحزب.

 

 

 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter