بدم بارد

توجيه الرأي العام وبث الفوضى والإشاعة لصرف نظر الناس عن القضايا الحقيقية وصل الأمر إلى إدخال السيد محمد الناصر إلى المستشفى العسكري في حالة حرجة وصولا إلى إعلان وفاته في ساعات قليلة يكشف عن تمكن غرف عمليات إجرامية من التحكم في الرأي العام كما يكشف خطورة هذه الغرف السوداء على الأمن القومي والسلم الإجتماعي.

هذه الغرف المظلمة المدفوعة الأجر والمكونة من جيش من المرتزقة تعمل لأجندات مشبوهة متطابقة مع الممارسة السياسية القذرة تحمل البلاد نحو المجهول.

و إن جاز التعبير عن هذه الكتائب فهي القيادة الحقيقة لكل مشاريع التطاحن لتفكيك البلاد وتغذية الصراعات من أجل ضرب الوحدة الوطنية التي تجتهد بعض الأحزاب في الإجهاز عليها.

نتذكر ما حصل قبل موت الرئيس الباجي قائد السبسي وكيف نجحت هذه الكتائب والعصابات في إحداث الفراغ الدستوري أولا ثم الترويج لسيناريوهات الإنقلاب وأرغمت كل الأطراف على الجري في كل الإتجاهات لدفع التهم والتنصل مما ينسب إليها وأدخلت البلاد في حالة الفوضى والقلق والشك في كل المؤسسات.

تأتي حادثة السيد محمد الناصر في ساعات قليلة من ليلة البارحة بروفة أخرى تؤكد أن هذه الغرف جاهزة لكل شيء وقادرة على فعل كل شيء وتطلق صفارة الإنذار أن هذه البلاد أصبحت في خطر حقيقي وأن الشعب محتاج لنوع جديد من الأمن يحميه من شر وخطر جيش الظلام وجنود الأشباح التي تعمل ليلا نهارا على تهديده وضرب ما بقي من تماسكه ووحدته الوطنية.