alexametrics
الأولى

السباق نحو البرلمان: منافسة حامية بدائرة تونس 1 وسوسة وبنزرت

مدّة القراءة : 5 دقيقة
السباق نحو البرلمان: منافسة حامية بدائرة تونس 1 وسوسة وبنزرت

 

تستعد 1592 قائمة للترشح للانتخابات التشريعية المقبلة منها 695 قائمة حزبية و190 قائمة إئتلافية و 707 قائمة مستقلة يتنافسون على 33 دائرة انتخابية في منافسة تبدو ساخنة جدّا هذه السنة.


لعلّ ما يميّز هذه السنة الانتخابية هو أن عديد الشخصيات من الحجم الثقيل سياسيا أعلنت ترشحها في أكبر الدوائر إضافة للمنافسة بين رؤساء القائمات من الوجوه المعروفة والأكثر بروزا لدى الرأي العام الذين سيتنافسون في مختلف الدوائر الانتخابية خاصة تلك التي تتميز بكثافة سكنية عالية على غرار تونس الكبرى سوسة وصفاقس.

 

منافسة ساخنة بدائرة تونس 1:

المنافسة ستكون محتدمة بدائرة تونس 1 إحدى أكبر الدوائر من حيث الكثافة السكنية بين مختلف الفرقاء السياسيين والأشد خلافا حيث يترأس رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قائمة تونس 1  وتضم قائماته أبرز قيادات النهضة على غرار يمينة الزغلامي وعبد اللطيف المكي، مقابل مصطفى بن أحمد على رأس قائمة حركة تحيا تونس وفي مواجهة أحد أبرز معارضيه أرملة الشهيد شكري بلعيد بسمة الخلفاوي التي تترأس قائمة الاتحاد الاجتماعي الديمقراطي.

وقد أكد الغنوشي في تصريح إعلامي عقب تقديم مطلب ترشحه لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن '' ترشحه يعطي رسالة لأهمية البرلمان وضرورة تقدم زعماء الأحزاب للاستحقاق التشريعي بعيدا عن عقلية الرئاسة مشيرا إلى أن تقدم كبار الحياة السياسية للمعترك الانتخابي من شأنه الحد من العزوف على الحياة السياسية بما أنه يضفي نوعا من الجو الساخن على المنافسة وفق تعبيره''.

 

 

 

يتأهب الغنوشي لمنافسة شديدة فهي المرة الأولى التي يترشح فيها زعيم الحركة الإسلامية لمعرفة وزنه الحقيقي شعبيا وما ستجود به عقيرته السياسية من أصوات خاصة في مواجهة سليم بن حسن عن قائمة عيش تونسي التي تشهد صعودا ومرشحة التيار الديمقراطي سامية عبو والتي تحظى بنسبة هامة من نوايا التصويت حسب نتائج سبر الآراء.

الجميع يطمح علاوة على كسب أكبر عدد من الأصوات إلى كسر أسطورة الحزب الإسلامي الأكثر تنظيما وشعبية، فأبرز القادة السياسيين المترشحين على قائمة تونس 1  لديهم رهان إضافي وهو الإطاحة بزعيم الحزب الإسلامي وهزمه ديمقراطيا في إحدى أهم الدوائر.

 

ونجد أيضا مصطفى بن أحمد أحد قادة الصف الأول لحركة تحيا تونس وله تاريخ نقابي اجتماعي، وهو يعوّل على ما لديه من شعبية في كسب معركة أكبر عدد من المقاعد وهزم منافسيه، أما بسمة الخلفاوي بلعيد أرملة الشهيد شكري بلعيد فقد اعتبرت في تصريح إعلامي لإذاعة اكسبريس أن ترشح راشد الغنوشي على دائرة تونس 1 هو مظلمة وتحد معلن.

كذلك أكدت مرشحة الاتحاد الديمقراطي أن الغنوشي ساهم في فترة ما في إرباك البلاد، مشددة أن "رفع المظلمة يتم عبر إزاحته من الانتخابات." وبيّنت الخلفاوي في تصريحها لإذاعة اكسبريس أن ترشحها يعتبر ترجمة لاهتمام الاتحاد الديمقراطي بمشاغل المواطنين ومساهمة في بلورة تصورات جديدة. وأكدت بلعيد أن  اكبر رد على اغتيال شكري بلعيد يتمثل في الممارسة الجماهرية المدنية قائلة ” أنا لا أملك سلاحا ولا أريد أن يكون لدّي سلاح وأنا أريد أن أرد بطريقة سياسية مدنية ''

 

 

  

يبدو أن السباق نحو البرلمان سيكون ساخنا إذ تستعد كل الأحزاب لخوض غماره بقوة الشخصيات المرشحة على الصعيدين السياسي المتمثل في قوة الحزب وشعبيته لدى الرأي العام والحضور الإعلامي له، عكس الرئاسية التي تراهن أكثر على الفرد فيما يتعلق بالكاريزما الشخصية ومؤهلات أخرى تقدرها الظرفية والخيارات الموجودة.

 

دائرة سوسة: منافسة ثلاثية محتدمة

تمثل دائرة سوسة أحد أهم الدوائر الانتخابية التي تتميز بكثافة سكنية كبيرة وهي تمثل مسقط رأس أبرز الشخصيات السياسية البارزة والشخصيات الرياضية المهمة وهو ما يجعل من المنافسة على أوجها بين رئيس جمعية النجم الساحلي والمرشح عن قائمة حزب قلب تونس رضا شرف الدين في مواجهة أحد رموز الجمعية المسؤول السابق بالنجم الرياضي الساحلي حسين جنيح المرشح عن قائمة تحيا تونس، وقائمة النهضة التي يترأسها الوزير الحالي للاستثمار والتعاون الدولي زياد العذاري إضافة لقائمة البديل التونسي التي يترأسها رجل الأعمال حافظ الزواري.

فقائمة دائرة سوسة تضم شخصيات من الوزن الثقيل سياسيا مما سيجعل من المنافسة كبيرة في إحدى أهم المدن الساحلية التي تعج بالسكان، وقد سبق لرضا شرف الدين أن فاز بمقعد بالبرلمان سنة 2014 عن حركة نداء تونس كما فاز رئيس قائمة البديل حافظ الزواري بمقعد سنة 2014 عن قائمة أفاق تونس،  إلى جانب مرشح جديد نحو البرلمان وهو حسين جنيح المسؤول السابق بالنجم الساحلي وأحد أثرياء الجهة.

 

دائرة بنزرت: وجوه جديدة ووزراء سابقون ونواب حاليين

كما ستكون ولاية بنزرت أحد الدوائر الانتخابية اللافتة للانتباه حيث سنشهد سباقا نحو البرلمان محفوفا بالمفاجآت على اعتبار ترشح الوجه الجديد ألفة تراس التي اشتغلت كثيرا على العمل الميداني طيلة سنة والتي تحظى بنسبة مهمة من نوايا التصويت حسب مؤسسات سبر الآراء، وتنافس تراس رئيس قائمة النهضة ببنزرت سمير ديلو ورئيس قائمة تحيا تونس مهدي بن غربية وغازي القروي شقيق نبيل القروي عن حزب قلب تونس الى جانب وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي الذي يترأس قائمة التيار الديمقراطي.

 

 

باقي الدوائر الانتخابية:

ستشهد ولايات تونس الكبرى منافسة مهمة بما أن رؤساء قائماتها من مختلف الأحزاب هم أصيلي المناطق وساكنيها ولهم فيها زاد شعبي يعوّل عليه كل مرشح منهم، وسيكون الناخب سيد القرار حيث سيقيّم أداء النواب طيلة الفترة النيابية الحالية ومنهم من أعاد ترشحه. فهل سيصطفون وراء المستقلين أم سيتوجهون لأحزاب أخرى؟ كل ذلك ستكشفه نتائج الانتخابات ونجاعة الحملات الانتخابية وكيف سيعمل كل مترشح على التعبئة الشعبية لقائمته في مواجهة منافسين مهمين على غرار رئيس قائمة النهضة بأريانة الصحبي عتيق ورئيس قائمة قلب تونس عياض اللومي ومرشح تحيا تونس ورئيس قائماتها كريم الهلالي بولاية أريانة.

 

 

يبدو أن هذا السباق نحو البرلمان الذي يسعى الجميع إلى اكتساح أكبر عدد ممكن من مقاعده سيكون حافلا بالمفاجآت، إذ تتميز عديد القائمات بحظوظ وافرة، كما تتقدم شخصيات بارزة، مما سيجعل عملية الاختيار بالنسبة للناخب غامضة، باعتبار تنوع العرض وتنوع البرامج الانتخابية والخطابات. وهو ما سيكون العلامة الفارقة لهذه الانتخابات وسمّتها المميزة، إذ سيتنافس مرشحين من مختلف المشارب والجهات بإختلاف برامجهم وخطاباتهم، حيث ستفرز 1592 قائمة بعد الاقتراع 217 نائبا فقط، بعد المرور بمنافسة حامية خصوصا على مستوى بعض الدوائر المميزة كتونس 1 وسوسة وبنزرت.

سناء عدوني

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter