alexametrics
أفكار

صندوق الزكاة أو صندوق للمتسولين

مدّة القراءة : 1 دقيقة
صندوق الزكاة أو صندوق للمتسولين
 
بعد إحداث صندوق الزكاة في إمارة الكرم توا عاد باش تبدى عملية إحصاء الفقراء الذين يستحقون اموال زكاة رئيس البلدية.
 
وبطبيعة الحال إحصاء الفقراء والمساكين والعاملين عليها وفي الرقاب والغارمين واصحاب السبيل وفي سبيل الله يستلزم تكوين ملفات وتدوين ما يفيد الحاجة للمستفيدين من زكاة سي العيوني.
 
وبطبيعة الحال كل هذه المعلومات ستكون تحت يد موظفي هذا الصندوق وتحت يد رئيس بلدية الصندوق.
 
وبطبيعة الحال سيتمكن رئيس البلدية وادارة الصندوق إللي عينها من الحصول على معلومات دقيقة ومفصلة على شعب الفقراء من بلدية الكرم، تتسع هذه المعلومات إلى العائلة الصغيرة والكبيرة والاصهار واقرباء الدم حتى تتمكن شفافية رئيس البلدية من توزيع الاعانات على المستحقين فعلا.
وبعد هذا الكل تصبح للسيد رئيس البلدية وعمال الصندوق قاعدة بيانات مفصلة على فقراء البلدية ومحتاجيها.
 
لكن الوحلة في الكحلة !
 
هل هناك إطار قانوني واضح يجعل من التعامل مع بنك معلومات فقراء ومعدمي بلدية الزكاة في مأمن من كل توظيف سياسي أو غير سياسي ؟
ما هي الصفة القانونية لموظفي الصندوق حتى يتمكنوا من تكون بنك معلومات حول مواطنين تونسيين فقراء ومن الفئات الهشة ؟
 
ما هو تكوين هؤلاء الموظفين حتى يعرفوا بالتفصيل معطيات شخصية دقيقة لمجموعة من المواطنين التونسيين ؟
من يحمي المعطيات الشخصية لهؤلاء الفقراء الذين ربما تدفعهم الحاجة لتقديم ملف من أجل الحصول على نصيب من زكاة صندوق فتحي العيوني ؟
 
هذه بعض الأسئلة التي تدفع الدولة وجوبا لمنع تحصيل اطراف دون صفة للحصول على معطيات شخصية ربما لآلاف المواطنين، هذا طبعاً دون ذكر جريمة جمع المال من المواطنين دون وجه قانوني وبلا صفة.
 
أما الوجه الثاني القبيح لهذا الصندوق البدعة الذي انشىء خارج الدولة وقوانينها فيتعلق بمفهوم الزكاة البائس الذي يعتمده أصحاب هذا الفكر الرجعي والذي يقوم فقط على الرياء والعجب والمغالبة. هذا المفهوم الذي يقوم على توزيع الصدقات على الفقراء والمساكين الذين وقع تحديدهم بتمكينهم من نصيب من الزكاة التي وصلت إلى صندوق العيوني.
هل هناك ذرة كرامة في تحويل الناس إلى متسولين ينتظرون آخر الشهر نصيب مما سيخصصه لهم موظفوا صندوق العيوني ؟
هل هذا الإدعاء في محاربة الفقراء عبر توزيع الزكاة على مستحقيها هو الاسلوب العيوني-الديني لحفظ كرامة الناس وتعففهم ؟
أم هو لإذلالهم وتحويلهم إلى جيش من المتسولين ينتظرون شفقة صندوق زكاة العيوني؟
 
الفهم الأسود والظلامي للزكاة هو الذي مكن العيوني وغيره من تقسيم الناس إلى فقراء متسولين واغنياء يتصدقون واغبياء يحسبون أنهم يحسنون صنعا
 
ما كان لله دام واتصل
وما كان لغير الله انقطع وانفصل

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter