alexametrics
آراء

الي يحب يشفى من حب تونس لازم يعيش فيها …

مدّة القراءة : 4 دقيقة
 الي يحب يشفى من حب تونس لازم يعيش فيها …

 

ناس بكري كانو دمادم ... قدّ مالوقت يتعدّى قدّ ما بعض الأمثلة الشعبية تاخذ معناها ... و من جملة ناس بكري ما  قالوا " كلّ واحد يعطيه على قدّ قلبو !!!" . و كيف نرى شنوة عطانا و فاش نعيشوا ما نجّم كان نستنتج ما أصغر قلوبنا !!! قلوبنا صغارو, لين المحبّة فنات و توفّات و لا ريحة و لا خبر . حتى حدّ ما سمع و لا ثمة ميت و لا مشينا في جنازة. كيف تغيب المحبّة ما يقعد شيء و لاّ تقعد الخيوبية و الكلام  المرزي .

 

موش موضة و ماكش "إين'" كان تحكي عالحبّ و المحبة في هالزمان : يضحكوا عليك، يعملوك تكركيرة و تولّي نكتة عند النبّارة 2.0. العرب نحنا تفننّا في خلق مرادفات لكلمة "حبّ": الهوى ، الصبوة ، الشغف، الوجد ، الكلف ، العشق، النجوى ، الشوق، الوصب، الاستكانة، الود، العشرة، الوله ، الهيام ... كيفما خلقنا الصفر و قعدنا فيه . من غياب محبّتنا  كلّ شيء ماشي و يبرك .

غابت المحبة الي لمّتنا أعوام لتالي و قتلي وقفنا مع بعضنا و غنّينا -  و نحنا ماناش عارفين غدوة شنوه مخبّيلنا- في النشيد الوطني " نموت ، نموت و يحيا الوطن" . بهاك المحبة  عملنا حاجات ، يمكن نحنا نظرا للوضع التعيس ماناش واعين بقيمتهم أمّا العالم حكى و مازال يحكي عليهم . المحبة تخلّيك تحلم و تعطيك  مالضعف قوة بش تقرب لحلمك و تخلّيلك الدنيا زينة و ألوان و هذاكة بيدو يخلّيك رغم العثرات و المصايب تاقف ما تطيحش و حتى كان طحت تجي واقف على ساقيك .

نفس المحبة هجرتنا و خلاّت قلوبنا كيف شوارع المدن خالية ، حزينة ، بلاد تموت مع طياح الليل : لا مهرجانات في الشوارع ، و لا ناس تشطح و لا ناس تبوس و لا ناس تعنّق و لا ناس تعمل في كأس و تفرّك العالم و تعاود تركّبو مع أحبابها و لا صغار تتجارى في جناين عمومية و لا ناس تلعب في موزيكة و لا ناس ناصبة تصوّر و لا تخنتب : من هذا الكلّ مارينا شيء خاطر المحبّة كيف رات برشة وجوه و كيف سال الدم و كيف إغتالوا الكلمة الحرّة يظهرلي  و نحنا راقدين لمّت صرّتها و خلاّت أهل البلاء في البلاء.

مشات المحبة و قعدت لغة " أخطى راسي و أضرب" و "بوس الكلب من فمّو لين يقطع بيك الواد" و ''كلّ فول لاهي في نوّارو" ماعاد يلمّ التوانسة شيء ، ماعاد يحرّكهم  شيء ، ماعاد يخوّفهم شيء . قعدنا  على رأي العلاّمة بوشلاكة "جثث في حالة وفاة" : ناس بردت على كلّ شيء حتى الارهاب الي كانلنا خطّ أحمر اليوم تأقلمنا معاه و ستانسنا بيه و وصلنا حتى نلقاولو في مبرّرات و زدنا قبلنا و خبّيناه بيناتنا.

 

ينجّم شعب يبني بلاد بلاش محبة ؟  ما نتصورّش . و هاو قدّام عينيكم :  الكلّها تنهب عيناني و موش بالسرقة ، الي يلقى فرصة بش يضرب ضربتو يضربها. الي يلقى فرصة بش يتكّى ويرتاح و يفصع و قتلي لازمو يخدم ما يبخلش. الي يلقى فرصة بش يهجّ و يخرج من تونس كيف كيف تلقاه ساقيه أعلى من راسو. الجرائم ماشية و تزيد و كلّ مرة تسمع بجريمة أشنع مليّ سبقتها تقول عايشين في سلسلة أمريكية . اللغة المستعملة في الإعلام و في التلافز و في الإذاعات تسمع فيها كلّ النبرات ، كلّ الكلام كان كلام محبّة : يضحكوا عليه الي يحكي عالمحبة ماهوش ناجح: الّي يحب ينجح لازم ضمارو يبدى مبني على تمييع العنف ضد المرا و على تقزيم و إقصاء المثليين و على تمرميد المثقفين و المفكرين.

 

قال الشاعر الفرنسي فرلان :" حبّ الوطن هو أوّل حبّ " و نحنا فشلنا في حبّ تونس .  فشلنا كيف نمشيو لأزين بحورات في العالم و أحلى غابات و بلايص كيف توصللهم تتولد من جديد و نروّحوا مخلّين ورانا زبلتنا و خمجنا و فشلنا كيف نشوفوا مداخل المدن لا روح و لا نوّرا و لا معمار :مدينة على مدينة تقول ڨربي . فشلنا كيف ولّينا نتاجروا بمصايب الناس المهمشة و الفقيرة و من غير ما نرجعلكم على فضيحة أحد  المقاهي في البحيرة الي بعد ما طرّد زوز صغار مشردين مشى شرالهم زوز شوالق و صورّهم . فشلنا كيف نراو ناس نكرة لا ذات لا صفات لا كلمة لا صوت لا فكرة من تلفزة لتلفزة و من إذاعة لإذاعة وقتلى فنانين توانسة يرعبوا بالابداع ما يخلطوش يلمّوا 1000 مشاهدة على يوتيوب و فشلنا كيف نسب المشاهدة على يوتيوب ولاّو هوما المقياس الوحيد للنجاح في بلاد ماشية و تغرق في التفاهة و الرداءة فشلنا كيف رينا و سمعنا مصدومين هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد و البراهمي تقدملّنا في  الوثائق و الجرائم المرتكبة في حق الدولة التونسية  شعبها و إقتنعنا للمرّة مليون إنو ثمة أجهزة في تونس ولاّت مضمونة للأسف و خاصة كيف سمعنا تعاليق من قبيل " مسلسل الإغتيالات" ولاّ "خاطر فاشلين (الجبهة) في الانتخابات" ! فشلنا كيف سناء بن عاشور الاستاذة و الحقوقية و المناضلة الي سخرّت حياتها للدفاع على  النساء المعنفات و الي وفرّتلهم  ملجأ وقت ما تسكرت في جوهم كل البيبان ما تمّش التصويت عليها بش تكون في المحكمة الدستورية. فشلنا كيف فهمنا الي بعد كل الانتخابات الي صارت و الفشل الذريع فيها على مستوى النتائج حمة الهمامي و حزبو ينجّموا يعارضوا ترشح منجي الرحوي للرئاسية  و موش عاجبهم الحال:  يظهرلي الجماعة ما يعرفوش شنوة معنتها تداول سلمي على السلطة . 

 

 حبّينا قبل هالبلاد و عطينا و ما حسبناش حتى كيف وجعتنا و ذلّتنا و سرقت نور من شمعتنا و خلاّتنا في الدحسة و الظلام ما سهيناش و ما بدلّناش لا تاريخها و لا قيمها و لا عَلَمْها: شفنا فيها الباهي قبل الخايب و ركزّنا رغم سواد الليل مع النجمات . أمّا اليوم تركنا المحبة و وولّينا  عايشين في تكيّة و سوق و دلاّل : كل شيء يتباع و يتشرى و بأرخص الأسوام.

قال محمود درويش في قصيدتو " كيف نشفى من حبّ تونس ؟ " :

كيف نشفى من حب تونس

الذي يجري فينا مجرى النفس

لقد رأينا في تونس من الالفة

و الحنان والسند السمح

ما لم نرى في اي مكان آخر

لذلك نخرج منها

كما لم نخرج من أي مكان اخر …"

 

اليوم الي يحب يشفى من حب تونس لازم يعيش فيها مع الّي يحكموا فيها توة.  بعد ما نجحت أحداث 14 جانفي و لا 17 ديسمبر في ترجيع الثقة بين التونسي و ترابو و العلم و النشيد الوطني، اليوم  المشهد السياسي و المشهد العام بكلّ الوجوه الي فيه ( ماعدا قلة تتحسب على صوابع اليدين)  نجحوا بش يعاودوا يعيّفوا التونسي في حياتو ، في روحو و في بلادو و موش كلام نسبة العزوف و المقاطعة للانتخابات تكفي بش تفسرّ هذا الكل. و في هالإطار ، إطار الانتخابات ، الي بدات حملتها و معركتها قبل الآوان ثمة حاجة غايبة و إحساسي يقلّي إلي بش تقعد غايبة : المحبة  ، محبة تونس.  غياب المحبة من واقعنا و من كلامنا و من أفعالنا و من برامجنا نتايجو كارثية اليوم على واقع البلاد و خلّى الناس عايشة في حالة يأس و إحباط ما ينجموا يهزوا تونس كان للحيط . و لعلّ أوّل حيط هو الانتخابات التشريعية 2019 : الي مازال ما فاقش موش لازم يفيق و الي مازال قلبو حيّ على هالبلاد  لازمو يثني الركبة  على خاطر يظهرلي وصلت الزنقة بالهارب.

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter

تقرؤون أيضا

03 جانفي 2022 16:04
0
30 ديسمبر 2021 16:29
0
27 ديسمبر 2021 17:00
0