في تدوينة نشرتها على حسابها الخاصّ بالفيسبوك ليلة البارحة الأحد 21 فيفري 2121، توجّهت الرئيسة المديرة العامة للخطوط التونسية ألفة الحامدي برسالة حادّة النبرة إلى الأمين العام للإتّحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي عنونتها بـ ''الرجل الغير مناسب، في المكان المناسب''. 

وكشفت الحامدي أنّه بعد أيام من تولّيها رئاسة مجلس إدارة الخطوط التونسية، تلقت رسالة من الطبوبي طالب فيها بتسبقة عن معلوم انخراط أعوان المؤسسة مشيرة أنّ معلوم تكلفة هذه التسبقة تُقدّر بمليارات، وأوضحت أنّ الطبوبي استند في ذلك على منشور رئيس الحكومة رقم واحد لسنة 2021.

الحامدي في تدوينتها أشارت أنّها قامت بالبحث عن هذا المنشور ولم تجده في الموقع الرسمي لرئاسة الحكومة، وأكّدت أنّه  نظرا للوضعية الصعبة للخطوط التونسية، فإنّها رفضت إسناد هذه التسبقة وعوّلت في ذلك على تفهم الأمين العام لإتّحاد الشغل  للوضعية الصعبة للشركة.

وتساءلت الحامدي عن مصداقية الطبوبي في إنقاذ الخطوط التونسية من الإفلاس وهو في المقابل يُطابب بتسبقة تُقدّر بالمليارات وكتبت ''كيف يدّعي السيد الطبوبي نيته انقاذ الغزالة وهو أوّل من يطلب الأموال من مؤسسة مريضة و في وضعية حرجة؟''هل تحامل السيد نور الدين الطبوبي تُجاهي مرتبط بهذا القرار الذي اتخذته؟".

واستنكرت ألفة الحامدي كلّ الإتهامات والمعاملات غير اللائقة في حقّها من قبل اتحاد الشغل وتصريحات الطبوبي التي استهزأت بقدراتها حيث اعتبر أنّها غير مناسبة لإدارة الخطوط التونسية وكتبت ''الأمانة هي أولا أمانة على السمعة والسيد نور الدين الطبوبي اليوم، بما قام به تجاه الخطوط التونسية منذ ان توليّت هذه المهمة، باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، لا يليق بسمعة مؤسسة عريقة ترعرعت فيها كتونسية اصيلة الحوض المنجمي  ولا يليق بمؤسسة ناضل آبائهم من أجل تحرير المرأة التونسية والرفع من مكانتها''. 

وأكّدت قائلة أنّ ''خيارات الاتحاد العام التونسي للشغل لها تأثير كبير على مصير الغزالة لذا، الأمانة العامة هي المكان المناسب للحديث عن مصير الناقلة الوطنية لكن، سي نور الدين، باخذ عين الاعتبار قراراتك وتصريحاتك وتصرفات حاشيتك مع فريق الخطوط التونسية (دون ذكر العنف المادي و اللفظي الذي تعرضنا له و هو موثّق)، انت اليوم الرجل الغير المناسب لمهمة الأمانة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل''. 

الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل سامي الطاهري في تدوينة نشرها على حسابه الخاص بالفيسبوك صباح اليوم الإثنين 22 فيفري 2021، توجّه بمجموعة توضيحات حول ما نشرته ألفة الحامدي، وأكّد أنّ طلب التسبقة الذي تقدّم به الطبوبي عن الإنخراطات هو أمر مُعتاد، كما أنّ منشور رئيس الحكومة متوفّر في كلّ مكان والادّعاء بالبحث عنه وعدم العثور عليه ''ادّعاء سخيف في دولة ومؤسّسات ومراسلات رسمية'' وفقا لتنصّ تدوينته. 

وأشار أنّ ألفة الحامدي لم تراسل اتحاد الشغل ولم تردّ لا بالرفض ولا بالقبول واعتبر أن طريقة نشر مراسلة بين مؤسّسات الدولة لا يعكس قدرة التسيير في الإدارة خاصةّ مع ملف مؤسّسة عريقة كالخطوط التونسية. وأضاف أنّ قيمة الإنخراط الشهري تُقدّر بثلاثة دنانير أيّ 36 دينارا في السنة وعدد أعوان الخطوط التونسية يقدّر بثمانية ألف عون أيّ أنّ القيمة الجملية لا تتجاوز 288 مليون دينار نافيا أن تكون التسبقة قد تصل إلى  المليارات وطالب بفتح  تحقيق في صحّة شهادات وتجربة ألفة الحامدي. 

تجدر الإشارة أنّ قيام ألفة الحامدي بنشر تلك الوثائق يعود إلى علمِها مُسبقا بخبر إقالتها من منصبها، وقد انتشر هذا الخبر ليلة البارحة في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك ويذكر أنه تمت "عقلة الحسابات البنكية لمجمع الخطوط التونسية بسبب ديونها لدىTAV"، هذا وقد تمّ رفع "العقلة" إثر جلسة في مقر وزارة النقل والوصول لاتفاق بين كافة الأطراف المعنية.

وتأكيدا لخبر الإقالة، نشرت وزارة  النقل واللوجستيك صباح اليوم الإثنين، بلاغا أعلنت فيه أنه تقرر إعفاء ألفة الحامدي من مهامها كرئيسة مديرة عامة للخطوط التونسية.

ي.ر