alexametrics
الأولى

تونسيون يطلقون صيحة فزع: لا لفتح الحدود..لا لرفع الحجر الإجباري

مدّة القراءة : 7 دقيقة
تونسيون يطلقون صيحة فزع: لا لفتح الحدود..لا لرفع الحجر الإجباري


تمكّنت تونس بكلّ أجهزة الدولة وهياكلها وبتعاون التونسيّين في السيطرة على انتشار جائحة كورونا ومثّلت بداية شهر جوان الجاري مرحلة الإنفراج عاشتها البلاد وعادت الحياة إلى سالف عهدها وباشر الموظّفون مهنهم وعادت وسائل النقل إلى نشاطها الكامل واستأنفت المؤسسات العموميّة والخاصّة نشاطها، وسجّلت البلاد على امتداد ثمانية أيام متتالية صفر إصابات جديدة لفيروس كورونا واستقرّ عدد الإصابات في  1087 إصابة وارتفع في المقابل عدد حالات الشفاء إلى 989 حالة وبقيت فقط 49 حالة إصابة قيد العلاج.  

 

رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية أشادت بهذا الإنتصار يوم 10 جوان وأعلنت أنّ  تونس نجحت في السيطرة على الوباء، نظرا لعدم تسجيلها لأيّ  حالة مستوردة ولا محلية وهو ما يُمثل نجاحا لشعب تونس. وبعد تسجيل إرتياح كبير لدى الدولة بتخطّي جائحة كورونا، تقرّر إستكمال إجلاء التونسيّين بالخارج بداية من 4 جوان مع تشديد إجراءات صارمة عليهم من بينها إلزام الوافدين على تونس بالإستظهار بتحليل مخبري سلبي لفيروس كورونا يتمّ إجراؤه قبل 72 ساعة من دخول التراب التونسي، وفرض تعمير استبيان صحي مُنزّل في تطبيقة تابعة لوزارة الصحة للإدلاء بجملة من المعطيات التي تخصّ وضعهم الصحي، إضافة الى تشديد الرقابة طيلة السفرة وخلال إتمام إجراءات السفر بالمطارات والموانئ للتأكد من التزام الوافدين من الخارج بارتداء الكمامات واحترام التباعد الجسدي. وأعلن وزير السياحة محمد علي التومي أنّ التونسيّين العائدين من الخارج سيتمّ إخضاعهم للحجر الصحي الإجباري في النزل لمدّة أسبوع على نفقتهم، كما أنّهم ملزمون بالخضوع للحجر الذاتي الإجباري في منازلهم خلال الأسبوع الثاني، كما أنّ  رئيس اللجنة الوطنية للحجر الصحي محمد الرابحي أكّد أنّ التونسيّين العائدين من الخارج يجب أن يستظهروا بمعاليم خلاص الإقامة في النزل قبل الصعود في طائرة الإجلاء.

 

هذه الإجراءات الجديدة لإجلاء التونسيّين لم تحظى باستحسان العائدين من الخارج وندّد أغلبهم بارتفاع تكلفة معاليم الإقامة في نزل الحجر الإجباري لمدّة أسبوع واعتبروا أنّ بلادهم تخلّت عنهم وضحّت بهم من أجل عودة النشاط السياحي واستنفاع أصحاب النزل، ولكن على الرّغم من تلك الإجراءات إلاّ أنّ تونس تخطّت مرحلة صفر إصابات  منذ 12 جوان وسجّلت خمس إصابات وافدة وحالة محليّة. وعلى الرّغم من تلك الإصابات، أعلنت رئاسة الحكومة في نفس اليوم  عن إلغاء الحجر الصحي الإجباري للتونسيّين بالخارج، وإلزامهم فقط بالحجر الذاتي لمدة 14 يوما، مع الالتزام بوسائل الوقاية الذاتية وبالمتابعة من قبل الجهات الصحية، وجاء هذا القرار على إثر انعقاد اجتماع اللجنتين العلمية والوطنية لمجابهة فيروس  كورونا  المستجد، بتاريخ 10 جوان. وتقرّر بالتالي  تعليق رحلات العودة أيام 15 و16 و17 جوان 2020، بالنسبة للتونسيين العائدين من الخارج بالصيغة الحالية المتمثلة في تحمّل العائد نفقات إقامته في مراكز الحجر الصحي الإجباري طيلة أسبوع على أن يتمّ استكمال ما تبقى من المدة في الحجر الصحي الذاتي، وأن يتمّ استئناف  الرحلات بداية من يوم الخميس 18 جوان، وقبول الوافدين مع ضرورة الاستظهار بشهادة مخبرية تثبت التحليل السلبي (PCR) كوفيد-19 على أن لا يتجاوز تاريخ إجرائه 72 ساعة عند الوصول إلى الحدود التونسية.

وتزامنا مع قرار فتح الحدود يوم 27 جوان المقبل، تمّ الاستعداد لإستقبال السيّاح بداية من هذا التاريخ وفقا لإجراءات تمّ الاتفاق عليها بين وزارتي الصحة والسياحة والصناعات التقليدية على غرار قيام السائح باختبار PCR ببلده قبل 72 ساعة على أقصى تقدير من موعد سفره، كما سيتلتزم السُّياح بتطبيق البروتوكول الصحي السياحي الذي أعدّته وزارة السياحة بالتنسيق مع وزارة الصحّة. كما أكّدت نصاف بن علية أنّه تمّ وضع تطبيقات ذكية للتثبت من مدى الالتزام بإجراءات الحجر الصحي الذاتي من قبل التونسيين المقيمين بالخارج عند عودتهم إلى تونس، وأشارت يوم  الاثنين 15 جوان أنّ تلك التطبيقات ستمكّن من اكتشاف كلّ مخالف لإجراءات الحجر الصحي الذاتي وستسمح لفرق المراقبة الصحية بالتدخّل في الإبّان لتطبيق القانون بصرامة في إطار التوقي من انتشار فيروس كورونا المستجد، كما أنّها لم تنفي وجود مخاطر مرتبطة أساسا بالحالات الوافدة المصابة بفيروس كورونا في ظل استمرار انتشار الوباء في عدة مناطق في العالم، داعية إلى الالتزام بتدابير الوقاية الصحية على غرار التباعد الجسدي وارتداء الكمامات الواقية وغسل اليدين.

 

استجابة لطلب التونسيّين العائدين من الخارج بإلغاء الحجر الإجباري، تونس تشهد اليوم موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا، وعلى الرّغم من كلّ الإجراءات المتّخذة إلاّ أنّ عدد الإصابات بعد أنّ كان قد استقرّ في 1087 إصابة، إرتفع اليوم الأربعاء 17 جوان إلى 1128 حالة إصابة، أيّ أنّ عودة التونسيّين من الخارج مع رفع الحجر الإجباري ساهمت في تسجيل 41 إصابة جديدة وافدة. نظرا لهذه النتائج، انتشرت مخاوف عودة فيروس كورونا في تونس بين صفوف التونسيّين وندّدوا بقرار رفع الحجر الصحي الإجباري وعبّر الكثيرون منهم على أنّهم ليسوا على استعداد لدخول الحجر الذاتي الشامل إذا تمّ فرضه ثانية في حال تفاقمت أزمة انتشار الوباء، وكتب البعض تعليقات على صفحة وزارة الصحّة لحثّها على فرض الحجر الإجباري على التونسيّين العائدين من الخارج وهذا البعض منها: 

''إلغاء الحجر الصحي الإجباري عن الوافدين جريمة في حق الوطن وجريمة في حقّ شعب تمرمد وصبر وجاع وانتصر على وباء قاتل''  .. ''عريضة لمطالبة الحكومة بالتراجع عن رفع الحجر الإجباري عن القادمين من الخارج:  نحن الممضين أسفله نظرا للخطر الذي يمكن أن ينجرّ عن رفع الحجر الإجباري عن القادمين لتونس وعودة انتشار فيروس كورونا من جديد وذلك بشهادة الأطباء وأهل الاختصاص نطالب الحكومة بالتراجع عن قرارها هذا وفرض الحجر الإجباري على القادمين لتونس وإخضاعهم للتحاليل اللازمة واعتماد تسعيرة منخفضة للتونسيين المقيمين بالخارج للإقامة بالنزل خلال فترة''.

ومن المواطنين بالخارج من اعتبر أنّ قرار رفع الحجر الصحي الإجباري هو بمثابة كارثة على تونس وهو قرار يضرب صحّة المواطنين كما أنّه سيدمّر الإقتصاد وكان هذا نصّ التعليق ''قرار المسؤولين بإلغاء الحجر الصحي الإجباري على مواطنينا بالخارج والاعتماد على فحص فقط في بلد الإقامة، إضافة إلى دخول السياح، هذا القرار سيكون بمثابة كارثة على تونس هذا قرار هزلي سينتشر الفيروس ويضرب صحة المواطنين ويُدمّر الإقتصاد، الرّجاء من حضرة سيادتك التدخّل قبل فوات الأوان مع العلم أنا مُغترب وأريد العودة ان شاء الله ولكن مع الحجر الصحي الإجباري''.

 

كما أطلق روّاد موقع التواصل الاجتماعي ''الفيسبوك'' يوم أمس الثلاثاء، حملة تحت عنوان ''لا لفتح الحدود يوم 27 جوان..سكّر الحدود أرواحنا مش لعبة'' مطالبين السلطات بالتحرّك وإلغاء قرار فتح الحدود البحرية والجوية يوم 27 جوان للحدّ من إنتشار فيروس كورونا وطالب الجميع بتطبيق الحجر الصحّي الإجباري، ودعوا الحكومة إلى عدم التهاون بأرواح الشعب التونسي.

 

كما أنّ رفع الحجر الصحّي الإجباري جعل من ولاية نابل في حالة غليان بسبب مغادرة فتاة النُزل المخصّص للحجر الصحي الإجباري بالحمامات لحضور حفل زواج أحد أقاربها بمدينة منزل تميم دون ترخيص وقبل صدور التحاليل التي تُثبت خلوّها من الفيروس. ووفقا للمدير الجهوي للصحة بنابل، عادل الحدادي اليوم 17 جوان، فقد تمّ وضع 80 شخص في الحجر الصحّي الذاتي بمدينة منزل تميم بعد اتصالهم ومخالطتهم للفتاة إلى أن يتمّ أخذ عيّنات للقيام بالتحاليل المخبرية للتثبت من سلامتهم، وذلك بعد خمس أيام من تاريخ تواصلهم مع المرأة المصابة بالفيروس.

 

''خطر الكورونا لا يزال قائما بقوّة خاصّة مع فتح الحدود وعودة الوباء في عديد الدول والخوف يتضاعف مع عدم تقيُد العديد من النّاس بالإجراءات'' بهذه الكلمات أكّد وزير الصحة عبد اللطيف المكّي في ندوة صحفية يوم الثلاثاء 16 جوان، أنّ فيروس كورونا من المحتمل أن يشهد موجة ثانية في بلادنا وذلك نتيجة لفتح الحدود وإجلاء التونسيّين بالخارج.  المكّي ندّد بعدم إلتزام التونسيّين بإجراءات التوقي من الوباء وصرّح قائلا ''ليس هناك تقيّد بالإجراءات وكأنّ الناس مُش جادّ عليهم إلي الخطر مازال قائم..أؤكّد أنّ الخطر مازال قائما بقوّة وخاصّة مع فتح الحدود وإلّي أحنا مانّجموش ما نفتحوش الحدود لأنّو فما توانسة باش إروحوا ومانجموش نتساهلو في الإجراءات الصحيّة.. لا نُهوّن ولا نُهوّل''.

كما حذّر عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الدكتور سمير عبد المؤمن من تداعيات فتح الحدود يوم 27 جوان المقبل قائلا ''هذا هو الموقف العاقل انزيدو نصبروا شنوة المشكل'' مؤكّدا أنّ العديد من الدول قامت بتأخير فتح حدودها على غرار الجزائر والسعوديّة وألمانيا''. وجدّد عبد المؤمن ثقته في الحكومة التي من الممكن أن تستجيب لطلب وزير الصحة واللّجنة العلميّة لمجابهة كورونا في تأخير فتح الحدود لمدّة أسبوع آخر للنظر في نتائج تقيّيم الوضع الوبائي في تونس.

 

فيروس كورونا عاد إلى الإنتشار بقوّة في العديد من دول العالم وخاصّة في الصين بعد أن كانت قد سيطرت على الوباء، وتونس اليوم بعد نجاحها في السيطرة على تلك الجائحة وكانت أوّل دولة عربيّة تسجّل نجاحا قياسيا في التغلّب على الفيروس بأخفّ الأضرار، تواجه اليوم خطر انتشار موجة ثانية لوباء كورونا المستجدّ بعد إلغاء الحجر الصحّي الإجباري للتونسيّين بالخارج وإعلان فتحها للحدود يوم 27 جوان. 


يسرى رياحي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter