alexametrics
الأولى

ليبيا تحتاج الى تونس، و تونس تحتاج الى ليبيا

مدّة القراءة : 4 دقيقة
ليبيا تحتاج الى تونس، و تونس تحتاج الى ليبيا
 يؤدي رئيس حكومة الوحدة الوطنية بليبيا عبد الحميد الدبيبة زيارة رسمية الى تونس في وقت يمكن وصفه بالحساس فهو يأتي بعد امتناع تونس عن اعادة فتح حدودها البرية مع ليبيا و في الوقت الذي تعددت في التصريحات حول مستقبل العلاقات بين البلدين و تعددت فيه الادعاءات المغلوطة كما وصفها الدبيبة. فمنذ أسابيع تداولت صحف ليبية تصريحات صادرة عن مسؤولين ليبيين  اتهموا فيها تونس بتصدير الارهاب و من بينهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية، الامر الذي نفاه الدبيبة قطعيا، و الذي قال في رده عن سؤال لجنة الدفاع والامن القومى بجلس النواب الليبي حول العلاقات  مع تونس انه لا يتهم تونس بالارهاب و بان العلاقة التي تجمع البلدين علاقة متكاملة رسميا و شعبيا و اقتصاديا.  وقال الدبيبة في تدوينة له أن العلاقات مع تونس متينة و بأن ما تعانيه تونس من ارهاب ليس استثناء :" أوطاننا تعاني من مشكلة الإرهاب وتونس ليست استثناء، مشددا على أنّ الادعاءات المغلوطة بشأن الأوضاع الأمنية بين البلدين لن تؤثر في عمق العلاقة الأخوية و"سنظل شعبا واحدا في بلدين ".
 
 
و زيارة الدبيبة الى تونس هي زيارة مفاوضات بامتياز اذ سيحاول رئيس حكومة الوحدة الوطنية اقناع السلطات التونسية باعادة فتح حدودها مع ليبيا، و ذلك بسبب الخسائر التي تتكبدها بسبب هذا الغلق وهي خاصة خسائر اقتصادية و ذلك بالنظر الى حجم المبادلات التجارية الذي يجمع البلدين. و تجدر الاشارة الى ان ليبيا لا تعد الخاسر الوحيد من غلق الحدود فتونس هي الاخرى ستتأثر جراء هذا القرار فليبيا هي الشريك الاقتصادي الثاني لبلادنا  بعد الاتحاد الاوربي اذ يصل رقم المبادلات التجارية بين البلدين الى حدود 3.5 مليون دولار و 70 بالمائة  من مجموع الصادرات التونسية  تتجه الى ليبيا.
 
و الخسائر و التأثيرات التي سيتسبب بها غلق الحدود سبق و ان حذر منها الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير الذي أكد في تصريح اذاعي ان تونس ستخسر جراء قرارها مواصلة غلق حدودها مع ليبيا بالنظر الى اهمية الشراكة الاقتصادية التي تجمعهما 42 بالمائة من الصادرات التونسية موجهة الى ليبيا. هذا بالاضافة الى ازمة السيولة التي يمكن ان تتفاقم :" وضعنا انفسنا في وضعية صعبة ". و تحذيرات مصطفى عبد الكبير ليس الوحيدة اذ اطلق رئيس الغرفة النقابية لأصحاب المصحات الخاصة بوبكر زخامة صيحة فزع أمام تواصل غلق الحدود موضحا الآثار السلبية لهذا الغلق على المصحات الخاصة اذ يعد 50 بالمائة من المرضى الذي يعالجون في المصحات الخاصة من الاجانب  ويشكل الليبيون نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى و هم الان ينتظرون فتح الحدود للدوم الى تونس للعلاج وفق تعبيره :"تلقينا عدة مطالب للعلاج في تونس من الليبيين " و لكن بعض الليبيين و امام تواصل غلق الحدود اختاروا الذهاب الى تركيا للعلاج، وهي خسائر تنضاف الى الصعوبات التي يعيشها التجار التونسيون  الذين يقتاتون من السوق الليبية و العائلات التي وجدت نفسها مشتتة و ظلت عالقت جراء هذا الاجراء. 
 
 
و في اللقاء الثنائي الذي جمع رئيس الجمهورية قيس سعيد بعبد الحميد الدبيبة مساء اليوم الخميس تباحث الطرفان سبل استحثاث الهياكل المعنية في البلدين من أجل بلوغ حلول مشتركة لبعض المسائل والصعوبات المتعلّقة بالصحّة وحركة تنقل الأشخاص والبضائع في المعابر والديون المتخلدة ومساهمة المؤسسات التونسية في جهود إعادة الإعمار في ليبيا، وهذا بالاضافة الى تكثيف التنسيق وتبادل المعلومات لتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتصدي لكل محاولات استهداف وحدة واستقرار البلدين والمنطقة.
 
و تم خلال هذا اللقاء الثنائي استعراض وشائج الأخوة المتينة وعلاقات التعاون المثمر بين تونس وليبيا في شتى المجالات، وتجدد التأكيد على وحدة المصير وتلازم التنمية والاستقرار والأمن في البلدين، وضرورة النأي بالعلاقات الثنائية عن كل محاولات التشويش من أجل مستقبل أفضل للشعبين الشقيقين وفق تصور جديد، و فق ما اكده بلاغ رئاسة الجمهورية.
 
 
للتذكير اعلنت ليبيا في جويلية الماضي اغلاق حدودها مع تونس بسبب الوضع الصحي،  لتقرر يوم 17 أوت 2021 اعادة فتح حدودها لكن القرار الليبي كان احادي الجانب اذ رفضت تونس اعادة فتح حدودها مع الشقيقة ليبيا، لكن زيارة الدبيبة اليوم ستكون مصيرية للاقتصاد التونسي و الليبي فكلا البلدين يعانيان من ازمة اقتصادية خانقة عمقتها الازمة الصحية و قد يكون لفتح الحدود و لعودة النشاط الاقتصادي من المعابر الحدودية حلا لانهاء الازمة ففي الاخير ليبيا بحاجة الى تونس و تونس بحاجة الى ليبيا.
 
 
رباب علوي 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter