alexametrics
الأولى

سفيان طوبال يعصف بالنداء التاريخي رشقا بالأموال

مدّة القراءة : 3 دقيقة
سفيان طوبال يعصف بالنداء التاريخي رشقا بالأموال

 

 يشهد الوضع السياسي في تونس اليوم العديد من التجاذبات والصراعات على الأسبقيّة للفوز بالانتخابات التشريعية والرئاسيّة واعتلاء كرسي السيادة والسلطة. في هذا السياق أصبح كل حزب سياسي يزيّن حملته الانتخابية بمشاريع هادفة لأجل البلاد معتمدا الحذر من الوقوع في الأخطاء التي من دورها أن تُبعد الإصبع الانتخابي عن لوائحهم خاصّة الفساد السياسي وإهدار أموال الشعب.

 

والمتأمّل في المشهد السياسي يجد أن كل شخصيّة سياسية أصبحت اليوم مركز تتبّع من كل مواطن ناشط في الحياة الاجتماعية والسياسية، إذ أن الشخصيّة التي نتحدّث عنها هنا لا يحقّ لها أن تعيش الحياة كما يحلو لها دون خوف وكل تصرّف يصدر منها أصبح موضوعا للنّقاش ولما لا حتى للمحاسبة في بعض الأحيان على مستوى وطني.

ومن بين أبطال هذه الشخصيات السياسية، وقع أحدهم في هذه المتاهة النقديّة وأصبح منذ ليلة البارحة موضوع اهتمام، تنوّع بين الشتم والهتك في العرض وبين الدفاع عنه في ممارسة حرّيته الشخصية، سفيان طوبال رئيس اللّجنة المركزية لحركة نداء تونس شق الحمامات، هذا العنصر السياسي الذّي فاجئ الشعب التّونسي ليلة أمس في فيديو مسرّب له وهو في أحد الملاهي اللّيلية بمصر ينعم بالرفاهية والثراء الفاحش الذي يصل إلى درجة رشق أموال طائلة على الحضور و على المغنّي بالسهرة.

 

نال هذا الفيديو المسرّب نسبة مشاهدة عالية جدا على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وردود الأفعال كانت متنوّعة، إذ أن البعض اعتبر قيام طوبال  برشق الأموال في الملاهى هو ضرب من الفساد المالي السياسي  وضرب في اللاّمبالاة  بأوجاع الشعب التونسي الذّي يعيش حالة من الخصاصة والفقر والتّهميش.

أما البعض الآخر من ناقدي الساحة الفولكلورية السياسية، عبّروا عن مساندتهم له، ليس كشخصيّة سياسية ذات منصب قيادي في حزب وإنّما ساندوا الحريّة الشخصيّة التي من حقّه أن يتمتّع بها بعيدا عن الرقابة والأعين المتجسّسة واعتبروا أن تسريب مثل هذا الفيديو هو انتهاك صارخ للحرّيات الشخصيّة.

 

وبعد ما أخذت هذه الفضيحة مجراها وانتشرت على المدى الشاسع، أسرع سفيان طوبال إلى صفحته الرسميّة  ليوضّح لمنتقديه حقيقة تلك الأموال ومأتاها، قائلا إن صاحب الملهى يقوم بتقديم تلك الأموال الطائلة لحرفائه  ذوي  الطراز الرفيع والخاص ليقومون برشقها على المغنّي تعبيرا منه على حفاوة الاستقبال، مضيفا إن هذه العادة "الرشق" هي من تقاليد الشعب التونسي في الأفراح، كما اعتبر إن من قام بتسريب هذا الفيديو يريد المس وإرباك المسار التّوحيدي لحركة نداء تونس، وأضاف مدافعا عن نفسه أنّه بهذا التصرّف لم يقم بخيانة البلاد ولا بالتحريض على الإرهاب ولا حتى من الّذين عملوا على تسفير شباب تونس للقتال وليس ممّن دعوا إلى ختان البنات على حدّ قوله.

 

هل سيزيد هذا الفيديو من تصدّع حزب النداء التّاريخي؟

جاءت هذه الفضيحة في فترة يمرّ فيها حزب نداء تونس بفترة حادّة من التشقّق والتصدّع، فلقد شهد هذا النداء على امتداد 5 سنوات نزيفا متواصلا من التشقّقات والاستقالات إلى أن  التحق بالمعارضة في نهاية المطاف بعد ما اشتعلت نار الصراع بين المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي  ورئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي تم تجميد عضويته في الحركة.

وازداد الحزب تفكّكا بعد المؤتمر الانتخابي المنعقد في 6 أفريل 2019 بالمنستير ليفرز شقّين يتنازعان حول الشرعيّة الحزبيّة، وكانت من مخرجات هذا المؤتمر لجنة مركزية يترأسها حافظ قايد السبسي وسفيان طوبال، ولضرورة استكمال انتخاب أعضاء المكتب السياسي للحزب، تمّ توجيه دعوة من رئيسة المؤتمر لكلا الطرفين ليكتمل المؤتمر الانتخابي لكن الندائيين انقسموا بين الحمامات والمنستير وأفرزت هذه الأخيرة فوز سفيان طوبال وانتخابه رئيسا للّجنة بـ 115 صوتا في الحمامات و80 صوتا لحافظ قايد السبسي في المنستير.

 

هنا وأصبح كل شق يدّعي الشرعية بأعضائه المكوّنة له، وسارع شق سفيان طوبال إلى محاولات ترميم الحزب مع بقية الأحزاب الّتي انبثقت عنه وفي مقدّمتها حركة مشروع تونس التي يترأسها محسن مرزوق وبالتالي العمل على تأسيس النّداء التّاريخي كما لقّبوه بهذا التحالف.

 

المنهج السياسي داخل الأحزاب أخذ مسارا غلبت عليه العديد من الخلافات في تحديد الأهداف والإصلاحات في ظل فترة انتقاليّة حسّاسة تمر بها البلاد، وتصاعد الخطاب اللاّذع والقاسي بين الأحزاب وطغت عليه المصالح الشخصية على مصالح التنظيم والوطن، مما ساهم في تفاقم الأزمة داخل المجتمع التونسي الذّي أضحى يوميا يشاهد عمل سياسي درامي وأحيانا فكاهي لجل السياسيين، الذّين تنقصهم حلول جذرية وهيكليّة لحل الأزمة الفكرية، والسياسية والتنظيمية داخل الأحزاب.


يسرى رياحي


 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter