في حوار له نُشر في العدد الأخير من جريدة ''الشارع المغاربي'' اليوم الثلاثاء غرّة ديسمبر 2020، أكّد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي أنّ المُبادرة التي تقدّم بها المنظّمة الشغيلة لرئيس الجمهورية لإجراء حوار لا تتضمّن أيّ طرح لتنحية حكومة هشام المشيشي ''لم نطرح أبدا في مبادرتنا تغيير الحكومة او تنحية زيد أو عمر او تنصيب فلان أو علان''.

وشدّد الطبوبي في حواره أنّ ما يهمّ الإتحاد في هذه المبادرة التي سمّاها ''مبادرة الخروج من الازمة في اتجاه خيارات وطنية جديدة'' هو رؤيته للوضع الحالي بالبلاد معتبرا أنّ أكبر متضرر هي الطبقة العاملة والفئة المهمشة في المجتمع والطبقة المتوسطة، موضّحا أنّ الإتّحاد خيّر التوجّه بمبادرته لرئيس الجمهورية قيس سعيد لأنّه ''العنوان الصحيح'' قائلا '' هناك رئيس منتخب اسمه قيس سعيّد او اسمه زيد أو عمر المهم انه رئيس الجمهورية  والرئيس هو اليوم فوق التجاذبات.. فضلنا التوجه الى العنوان الصحيح والى المؤسسات المنتخبة ...قدمنا أفكارا ومبادرة تتضمن حوارا اقتصاديا واجتماعيا عاجلا''. 

وأضاف أمين عام المنظمة الشغيلة أنّ الحوار السياسي يتضمّن العديد من التعقيدات والإشكاليات ويتطلب بعض الوقت مشيرا أنّه إذا أرادت كلّ الأطراف أن تعود إلى السكة الصحيحة وتجد حلولا عملية وعقلانية وتتعظ من التجارب السابقة ''فبها ونعمة'' ويكون بذلك الإتحاد قد بلّغ صوته مع بقية الأطراف وإذا كانت لهذه الأطراف رؤية أخرى فإنّ الإتحاد قد بلّغ موقفه واحترم إرادة الشعب ونتائج الانتخابات.

''باب الإتحاد دائما مفتوح'' أكّد الطبوبي مشيرا أنّ كلّ طرف له الرغبة والإرادة وله حلول  وفكر للتجميع وليس للتفرقة  فهو مرحّب به ''هذه هي المعايير'' وأوضح أنّ هناك مشاورات ستنطلق وسيقوم رئيس الجمهورية بمشاوراته مؤكدا  أنّه إذا كانت هناك إرادة ومساهمة فإنّ الإتحاد سيكون من بين التونسيين المساهمين في الحوار ولن يُزايد على أحد في وطنيته وإذا كان هناك عكس ذلك فكل طرف له خياراته ومؤسساته التي تتخذ القرارات.

وأوضح أنّه وجد تجاوبا من قبل رئيس الجمهورية في ما يتعلق بالإطار العام للمبادرة، مشيرا أنّه  بخصوص بقية المواضيع فإنّ لرئيس الدولة  رؤيته وله مشمولاته قائلا  '' وبطبيعة الحال لن يأخذ ما قدمت له أو ما قُدم له من أطراف أخرى كأشياء مسلمة''. وأضاف الطبوبي مؤكّدا أنّ أيّة مبادرة تخدم مصلحة البلاد سيكون الإتحاد منفتحا عليها وسيُساهم في  تقديم أفكار يمكن أن تخُرج البلاد من الوضع الذي هي عليه.

الجدير بالذكر أنّ أمين عام المنظمة الشغيلة قدّم يوم أمس الإثنين مبادرة اتحاد الشغل وتتضمّن مجموعة من المقترحات لإطلاق حوار وطني سياسي، اقتصادي واجتماعي بين الفاعلين السياسيين والمنظمات الوطنية. وأكّد رئيس الجمهورية على موقفه المبدئي بأنه لا مجال للحوار مع الفاسدين ولا مجال أيضا لحوار بالشكل الذي عرفته تونس في السنوات الماضية بل يجب أن يتم الحوار في إطار تصور جديد يقطع مع التصورات القديمة، ويكون قائما على الاستجابة لمطالب الشعب الحقيقية، بعيدا عن أي حسابات سياسية ضيقة.

ي.ر