تحدث الامين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي في تصريح للشارع المغاربي عن اللقاء الذي جمعه يوم السبت الماضي برئيس الجمهورية قيس سعيد . و هو لقاء جاء بعد أسابيع من الجفاء أو كما وصفه البعض بالقطيعة ، لكنه جاء ليؤكد تواصل العلاقات بين رئاسة الجمهورية و المنظمة الشغيلة ، الأمر الذي أكد الطبوبي في حواره مع الصحيفة اليوم الثلاثاء 18 جانفي 2022 . 

حيث لم ينفي  الطبوبي امكانية وجود مبادرة جديدة لحل الأزمة الراهنة و بطريقة غير مباشرة لمح الامين العام الى امكانية الاعلان عن هذه المبادرة في الأيام القليلة المقبلة مشددا على وجود انفتاح من رئيس الدولة في هذا الخصوص . هذا و أكد الطبوبي وجود تجاوب من الرئيس قيس سعيد بخصوص تحفظات الاتحاد من وثيقة الإصلاحات التي وجهتها الحكومة لصندوق النقد الدولي ، و هي وثيقة أثارت استنكار الاتحاد نظرا لتنصيصها على جملة من الإجراءات الصارمة خاصة فيما يتعلق بالأجور و المؤسسات العمومية . 

و قال  نور الدين الطبوبي في حواره الصحفي ان حلحلة الأزمة الراهنة يرتبط بعديد الاطراف و ليس بطرف واحد " لابد ان يكون لرئيس الجمهورية قوة إنصات و يجب ان يؤمن بان العالم مفتوح وأنه لابد من صياغة تشاركية لان مصير البلاد يهم الجميع .

و دعا الطبوبي جميع الأطراف المتدخلة في الشأن العام ومن بينهم معارضي الرئيس و لاجراءات 25 جويلية  الى التقدم الى الامام قائلا " يجب التفكير في بناء البلاد مع بعضنا البعض بعيدا عن الفعل وردة الفعل و بعيدا عن التشنجات " . 

من جانبه نفى رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال لقاءه الطبوبي يوم السبت 15 جانفي 2022 وجود جفاء في علاقته باتحاد الشغل و أكد أن اللقاءات مع أمين عام الاتحاد مستمرة " بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة " . 

وتحدث رئيس الجمهورية عن اللقاءات التي جمعته بنور الدين الطبوبي لتبادل الاراء حول جملة من الخيارات و ذكر في حديثه بتاريخ الاتحاد و تاريخ مناضليه و الحركة النقابية .

و أكد الرئيس قيس سعيد استمراره و ثباته على على نفس المبادئ قائلا " نحن مستمرون و ثابتون ولا تهمنا الأكاذيب والأراجيف التي دأب عليها الكثيرون نحن نعمل بنفس المبادئ و القناعات التي بدأنا بها … نحن نعرف دور الاتحاد النقابي و الوطني " مشيرا الى الإصلاحات التي تقدم بها اتحاد الشغل قبل الاستقلال إصلاحات قطاع التعليم سنة 1954 و البرنامج الاقتصادي الذي تقدم به . 

و وصف قيس سعيد المرحلة التي تعيشها تونس بالمرحلة التاريخية و الفترة المختلفة ، و توجه بالحديث الى أمين عام الاتحاد " سنعمل معا انطلاقا من ثوابتنا و قناعاتنا و إصرارنا … نحن نقبل النقاش لصنع تاريخ جديد لتونس لكن لن نقبل النقاش مع اللصوص " . في هذا الاطار اشار الرئيس الى مشروع قانون الصلح الجزائي الذي اقترحه سنة 2012 مؤكدا انه سيتم بلورة هذا المشروع الأسبوع المقبل .   

من جانبه و اثر اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية قال نور الدين الطبوبي ان طبيعة المرحلة واستحقاقاتها  لا تبنى الا في اطار تضامن وطني حقيقي  و  " لا يمكن بناء المرحلة بالفعل و  ردة الفعل المرحلة تستوجب الكثير  من الهدوء والتعقل لا يمكن البناء الا في اطار تشاركي " . 

ر.ع