alexametrics
آخر الأخبار

عن لقاء هشام المشيشي مع الصحفيين

مدّة القراءة : 2 دقيقة
عن لقاء هشام المشيشي مع الصحفيين

 

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي منذ صبيحة اليوم 10 ماي 2021 بأحاديث حول اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة هشام مشيشي بصحفيين ومديري صحف ورؤساء مؤسسات اعلامية، وانطلقت مع هذا الخبر حملاتُ التشويه والتحريض واتهّام الصحفيين الحاضرين بــ"مُبايعة" رئيس الحكومة والتعهّد بخدمة أجندة القصبة.

بالفعل، نُظّمت مأدبة عشاء على شرف الصحفيين، واجتمع رئيس الحكومة مع خمسة عشر صحفيا من بينهم أربعة من رؤساء المؤسسات الاعلامية. كانت بيزنس نيوز حاضرة خلال حفل العشاء الذي أقيم يوم الخميس الماضي وليس أمس الأحد، وقد كان لقاءا غير رسميّ وغير موجب للنشر، منعنا واجبُ التحفظ وأخلاقيات المهنة من الحديث عنه- لولا الجدل والاتهامات المشينة.

 

لماذا لم نُحطكم علما بهذا اللقاء؟ لأن هذا النوع من الاجتماعات بين القادة السياسيين والصحفيين يحدث كل يوم. لقاءات كتلك تسمح لنا بالحصول على معلومات موثوقة المصدر لإثراء عملنا. بفضلها، يمكننا أن نقدم لقرائنا المعلومات الدقيقة والتحليل الصائب. هذا واجبنا، واجب أي صحفي مختصّ في الشأن السياسي.

هذه العادةُ ليست خاصّة بحكومة المشيشي أو جديدة في العرف التونسيّ. في جميع الديمقراطيات حول العالم، هناك اجتماعات غير رسمية بين القادة السياسيين والصحفيين.


ليست كلّ المعلومات صالحة للتعاطي الاعلاميّ ولا يمكننا نشرُ كل ما نستقيه خلال هذه الاجتماعات، لكن المعلومات الهامّة والحصرية والتي تحمل اضافة للشأن العام تُنشر بكل تأكيد. فمثلا، نشرت بيزنس نيوز معلومات حصرية عن زيارة راشد الغنوشي لدولة قطر قبل يومين. كيف حصلنا على هذه المعلومات، إذا لم يكن لدينا مصادر رفيعة المستوى؟ كانت لدينا كل التفاصيل، لكن بعض هذه التفاصيل غير قابلة للنشر لأنها قد تخون أمانات المجالس أو لا تحمل اضافة للقارئ، مثل أسماء مرافقي الغنوشي لقطر.

الحقيقة أن مثل هذا الجدل يكشف المطبخ الداخلي لبعض وسائل الاعلام، البعضُ هاجموا الصحفيين واتهموهم ببيع ذممهم للسياسيين- ولكنهم يتناسون كيف تعمل وسائل الإعلام في جميع الديمقراطيات، كيف يمكن للصحفيّ انارةُ الرأي العام دون أن يملك مصادرا من هذا النوع؟ اخرون توجهوّا بالنقد للصحفيين، لمجرد أنهم ليسوا من بين الحاضرين أو لتسجيل نقاط سياسية.


يجب أن تكون غبيًا لتعتقد أنه يمكنك استمالةُ أو شراء أشخاص مثل زياد كريشان أو ناجي الزعيري أو نور الدين بوطار بمجرّد وجبة عشاء.

ما يمكن أن نقوله لقرائنا هو أن بيزنس نيوز وصحفيوها سيستمرون في التواصل مع الوزراء والقياديين، لتقديم معلومات حصرية وجادة وذات مصداقية.

لن يتغير خطنا التحريري مهما كانت أسماء من هم في السلطة، سنستمر في الدفاع عن تونس الجمهورية العلمانية الليبرالية، التي تحترم العدالة والحقوق والحريات.

رحل منصف المرزوقي، وتوفّي الباجي قائد السبسي، وسيغادر قيس سعيد، وكذلك هشام المشيشي وغيرهم. لقد غادروا وبقيت بيزنس نيوز.. لا يمكننا ربط مصيرنا بأشخاص نعرف مسبقا أنهم لن يظلّوا في السلطة للأبد.

رأسُ مالنا الأساسي هم قرائنا، وهذا أمر، لـــــــــن يـــتـــغـــيّـــــــــــــــر.

فريق التحرير

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter