2020- سنة كلّ المخاوف ! (الجزء الأول)
{titre_article_meme_sujet}
ثقيلة وقاسيّة مرت هذه السنة الكارثيّة التي انطلقت بنُذر من الشؤم والحرائق وبوادر حرب عالميّة، وانتهت بـمليون و700 ألف وفاة بسبب وباء عالميّ قاتل. في جوّ ديستوبيّ يشابه هول نهاية العالم المتخيلة في الروايات والأفلام- عاش العالم، سنة كلّ المخاوف.
في تونس، لم نكن بمعزل عن هذه التجربة الجماعيّة الصادمة اذ تسلل الفيروس من أسوار الحارس الصيني، وصل على متن طائرة للجارة الرومانيّة ومنها الي ميناء قرطاجنّة وبدأ انتشاره باثا الرهبة في قلوب التونسيين مُحبي الحياة غير المتعودين على الانعزاليّة والوحدة. ورغم أن الضيف الثقيل، كوفيد 19 كان عنوان السنة ويبدو أنه بسلالته الجديدة سيقضي معنا سنة أخرى الا أنه لم يكن الحدث الوحيد البارز :
جانفي-فيفري، التونسيون بلا حكومة والعالم يحترق
انطلق عام 2020 بغضب الطبيعة الأمّ حرائق غابات مدمرة في جميع أنحاء أستراليا وحرائق هائلة في غابات كاليفورنيا وعواصف مرعبة فوق المحيط الأطلسي، وجفاف هائل في أفريقيا وفيضانات شديدة في آسيا، كما شهد القطب الجنوبي تسجيل أعلى درجات حرارة في تاريخه.
في تونس، بدأنا السنة بمجلس تشريعيّ ورئيس جمهورية جديدين فشلوا ومفاوضات حول تشكيل الحكومة التي أعلن الحبيب الجملي عن تركيبتها في اخر مساء من سنة 2019. بعد 10 أيام كانت الحكومة بوزرائها الأربعين أمام نواب باردو، وبعد ساعات من الجلد والانتقادات الشديدة فشلت حكومة النهضة (الحبيب الجملي) في نيل الثقة في 11 جانفي 2020. عادت الكرة وفق الدستور لرئيس الدولة قيس سعيد الذي راسله الاحزاب والفاعلون السياسيون لاختيار رئيس حكومة جديدة من لائحاتهم فاختار في 20 جانفي الوزير الأسبق والتكنوقراط الياس الفخفاخ الذي استقال من حزبه التكتل وقرر تكوين حكومة حزبية أقصى منها قلب تونس، في 27 فيفري، أدى الياس الفخفاخ وحكومته اليمين الدستوريّة وانتقل للقصبة.
في 27 جانفي، نزل خبر رحيل الحقوقية وايقونة الثورة لينا بن مهني بقساوة على قلوب من عرفوها وأحبوها، لتُشيعيها النساء من رفيقاتها على الأكتاف الى مثواها الأخير. في 30 جانفي، صدرت بطاقة ايداع في السجن في حق سامي الفهري.
لنذكر، أن لاعبة التنس التونسية أنس جابر حققت انتصارا تاريخياً في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس بتأهّلها للمرة الأولى إلى الدور ربع النهائي لبطولة كبرى بعد فوزها فجر اليوم الأحد 26 جانفي 2020، على الصينية كيانغ وانغ.
مارس- كورونا يحلّ في مينائنا
في 2 مارس اجتمع كلّ وزير الصحة انذاك عبد اللطيف المكي ومدير عام الصحة ومديرة مرصد الأمراض المستجدة في ندوة صحفية لاعلان أول حالة كورونا في تونس. حينها لم يكن للخبر صدى كبير لكن موجة الذعر بدأت مع بداية العدوى. في 6 مارس، أفاق التونسيون على عملية ارهلبية امام سفارة أمريكا راح ضحيتها أمني من أبطالنا. في 19 مارس سجلت تونس أول وفاة بالفيروس لتعلن تونس في الحجر الصحي الشامل ومنع التجول ليلا في 22 مارس.
أفريل -ماي شهران من الصّمت
الحكومة الجديدة وجدت نفسها في ايامها الاولى في مواجهة وباء العالمي ووجد التونسيون أنفسهم وحيدين ومعزولين في بيوتهم في مواجهة الضغط النفسي والخوف من المجهول. في 2 أفريل أطل رئيس الحكومة الياس الفخفاخ ليعلن مجموعة من القرارات الجرئية التي للأسف لم يتم تنفيذ أغلبها، وأعلن كذلك تمديد الحجر الشامل. مر هذا الشهر صعبا على الانسانية جمعاء التي بدأت تدرك خطورة الفيروس الذي أصاب جارتنا الايطالية في مقتل. تونس، كانت قد أرسلت بعثة طبية عسكرية لروما. في 13 ماي توفيّ الوزير السابق ورجل الدولة الشادلي القليبي.
في 25 ماي، اشتعلت ولاية مينابوليس الأمريكية وانطلقت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة في كامل الولايات المتحدة لأسابيع بعد مقتل الأمريكي من أصل افريقي المواطن جورج فلويد على يد شرطي أمريكي خنقا.
جوان - حكومة الفخفاخ تصل لنهاية النفق
في 25 جوان انطلقت قضية تضارب المصالح المتعلقة برئاسة الحكومة الياس الفخفاخ متى قدم به ياسين العياري قضية عدلية لتتولى اثرها هيئة مكافحة الفساد التحقيق في الأمر، وليعلن شوقي الطبيب في 30 جوان نتائج التحقيق وثبوت تضارب المصالح.
في 27 جوان وبعد أشهر من الاغلاق، قررت تونس فتح حدودها.
جويلية - تونس بلا رئيس حكومة، مجددا
لم تهدأ الساحة السياسية منذ الاعلان عن قضية الفخفاخ رغم أن البلاد كانت تعيشُ أزمتها الصحية مقابل تهديد انهيار منظومتها الصحيّة. في 15 جويلية، شهدت البلاد استقالة الياس الفخفاخ وبقاءه رئيس حكومة تصريف أعمال الى غاية تكليف اخر من قبل رئيس الدولة. خلال تلك الفترة، قام الفخفاخ باقالة 9 وزراء نهضويين من حكومته في 16 جويلية، ليقيل لاحقا العميد شوقي الطبيب رئيس هيئة مكافحة الفساد.
في 25 جويلية أعلن رئيس الجمهوريّة تكليف وزير الداخلية في حكومة الفخفاخ، هشام المشيشي، بتشكيل الحكومة الجديد شريطة أن تكون حكومة غير سياسية. ويصادف التاريخ ذاته، الذكرى الأول لرحيل رئيس الجمهورية السابق الباجي قائد السبسي، وفي اخر شهر جويلية شهد مجلس النواب جلسة تاريخية لسحب الثقة من راشد الغنوشي.
عبير قاسمي
تعليقك
Commentaires