مباشر - ملخص جلسة منح الثقة لحكومة هشام المشيشي
عبير موسي: هشام المشيشي أضاع على نفسه فرصة الدخول الى التاريخ
مبروك كرشيد: يجب لنجاح المشيشي توفر هدنة اجتماعية و تطبيق القانون على الجميع
هشام المشيشي يقدم أولويات الحكومة الخمس و برنامجها في العمل
مع اقتراب الموجة الثانية من فيروس كورونا وعدم الاستقرار في المشهد السياسي وتأزّم الوضع المالي والاقتصادي، تشهد تونس اليوم غرة سبتمبر 2020 جلسة استثنائية للمصادقة على تاسع حكومة بعد الثورة وثالث حكومة تمر بالبرلمان الحالي في أقل من 8 أشهر. تتابع بيزنس نيوز كافة مستجدات الجلسة مباشرة.
انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء 01 سبتمبر 2020، بمجلس نواب الشعب أشغال الجلسة العامة المخصصة للتصويت على منح الثقة من عدمها لحكومة هشام المشيشي، بتلاوة القران الكريم.
وصل رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي إلى مقر البرلمان قبيل انطلاق الجلسة العامة حيث التقى برئيس المجلس دقائق قبل انطلاق الجلسة.
وتُعرض الحكومة على أنظار الجلسة العامة لنيل الثقة في الوقت الذي أكدت فيها كتلة حركة النهضة و قلب تونس و تحيا تونس و الإصلاح الوطني دعمها للمشيشي و تصويتها على حكومته.
افتتح راشد الخريجي الغنوشي الجلسة مرحبا بالحضور و برئيس الحكومة المكلف قبل أن يدعو النواب لتسجيل الحضور. و حضر الجلسة 156 نائبا.
أكد النائب حافظ الزواري، أن تمشي كتلة الإصلاح كان منسجما مع ما ذهب فيه المشيشي في تشكيل حكومة كفاءات وطنية، و هو ما حصل فعلا باستثناء الاحتراز على اسم أو اسمين يمكن استدراك تعويضهما فيما بعد، معتبرا أن الحكومة المقترحة ليست حكومة جهة ما و ليست حكومة البلدية أو الصفاقسية أو الساحلية بل حكومة كل التونسيين و ستكون هي الأخيرة التي ستصل الى انتخابات 2024.
تابع الزواري أنه دعا في أكثر من مناسبة لعقد مجلس وزاري خاص بولاية سوسة التي فاتها الركب و تخلفت على كل المستويات لأن قانون التمييز الايجابي أضر بالمناطق الساحلية و أخر المناطق المتقدمة و لم يتقدم بالمناطق الداخلية.
ونصح المشيشي بالتركيز على الملفات الاقتصادية و بدعم المؤسسات الخاصة و العامة لأنها هي التي تنتج الثروة و تشغل اليد العاملة مضيفا ان السياسة الجبائية ستؤدي الى اضمحلال العديد من المؤسسات الخاصة، و حتى جل المؤسسات العامة خاسرة و تكلف خزينة الدولة أموالا إضافية لدعمها دون أن تكون منتجة للثروة.
>
قالت النائبة عبير موسي أن هذه الحكومة ستمر لكن لن تكون أفضل من سابقاتها لأن المشيشي ربح أريحية في التصويت و دفع الثمن غاليا بأن دخل ضعيفا، و قد برز الضعف في عدم سيطرته على تشكيلة الحكومة و قبوله حماية ظهر الاخوان بوزير العدل و وزير خارجية نور الدين البحيري.
وأضافت عبير موسي أنها تبلغ هشام المشيشي استياءهم الكبير لانحرافه عن المسار الذي أعلن عنه وتشويه حكومته باختيار صفقات ورضوخه في الفترة الأخيرة لضمان المرور.
وتابعت بأن المشيشي كان بإمكانه الدخول الى التاريخ وبيده مفاتيح الإصلاح وفوت على نفسه الفرصة لأن مناورات الإخوان كانت متوقعة وحذروه منها ولكنه سقط في الفخ، وفوّت على نفسه فرصة أن يكون رئيس حكومة مستقل ويدخل التاريخ بأنه منقذ تونس، وأضافت موسي أن نقاط الضعف اتضحت منذ إعادة تثبيت وليد الزيدي من قبل رئيس الجمهورية كوزير للثقافة بعد أن تخلى عنه المشيشي، ونقطة الضعف الثانية حين تسامح معه رئيس البرلمان في مسألة الخلط في اسم وزير التجهيز.
انتقد النائب عن ائتلاف الكرامة الاسلامي زياد الهاشمي تدخل قيس سعيد ومديرة ديوانه نادية عكاشة في تسميات وزراء السيادة في فريق المشيشي، مستنكرا عدم دستورية هذا التمشي.
"السؤال الذي يطرح نفسه، اين السيدة نادية عكاشة رغم دورها في تشكيلها الحكومة، الناس تسأل عن غيابها هذا الاسم عن الجلسة، الاسم نادية عكاشة والمهنة سعيدة ساسي. هل ستتحمل نادية عكاشة المسؤولية السياسية مع هشام المشيشي بما أن ساهمت في تشكيل الحكومة. أريد ان تجيبني يا سيدي رئيس الحكومة عن سؤالي واجابة مباشرة عن صاحب القرار الحقيقي."
واستدرك الهاشمي، أنه يخشى أن تكون هذه المعركة بين رئيس الحكومة المكلف وبين قصر قرطاج مسرحية المراد منها التعاطف مع المشيشي وتمرير الحكومة نكاية في رئيس الدولة قيس سعيد مستغلين صراعاته مع الأحزاب.
النائب عن تحيا تونس وليد جلاد، شكر في مداخلته رئيس الحكومة وفريقه على قبولهم تحمل السمؤولي في زمن عدم الاستقرار السياسي في احالة الى امكانية الاقالة أو الاستقالة وتغير موازيين القوى والتحالفات. وتابع أن حركة تحيا تونس ساندت الحكومة منذ البداية تاركة لهشام المشيشي حرية اختيار مقاربته سواء كانت سياسية أم لا مؤكدين أن الشرط هو التضامن بين الوزراء والعمل المشترك والحفاظ على علاقات جيدة مع مؤسسات الدولة ومنها مجلس النواب ورئاسة الجمهورية.
"لا أحد يحسدك على موقعك والمعاناة التي تعانيها في هذه الجلسة. أنا اؤكد لكم أنه يتجزون للانقضاض على هذه الحكومة وتغيير الوزراء الذين لا يعجبونهم مثل وزير العدل ووزير الداخلية. لي تحفظات على وزير الداخلية لأنه لا خبرة ادارية له ولكنني ساصوت لصالح الحكومة."
النائب عامر العريض عن حركة النهضة اكد لهشام المشيشي أنه سيجد كل الدعم من الحزب الاسلامي مشددا على أن المسؤولية هي تكليف وتحملها في هذا الوقت الصعب هو مغامرة. وتابع متساءلا، أننا كورونا وحدت الطبقة السياسية والمواطنين لمواجهة عدو غير مرئي وانتصرنا عليه فلم لا يتوحد الجميع لمواجهة التحديات القادمة كالأزمة المالية والبطالة والاحتقان الاجتماعي.
العريض دعا الى مرحلة هدوء عامة في علاقة المؤسسات الثلاث بقرطاج والقصبة وباردو وعلاقة هدنة بين الأحزاب السياسية داعيا الحكومة الى ضمان ذلك والعمل المشترك مع الجميع.
النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس انتقد مسار تشكيل الحكومة واصفا اياها بحكومة الرئيس 2 وحكومة الفاتح من سبتمر في اشارة الى حادثة اغتيال معمر القذافي وتشبيه ذلك بما يحدث من تونس الذي تعتبره الكرامة "انقلابا".
"حكومتكم أتت بفضل فساد الياس الفخفاخ. مسار تشكيل الحكومة ميزه العبث وعنجهية الأخ العقيد القائد قيس سعيد المتعالي على الأحزاب. قيس سعيد دعا الأحزاب التصويت ضد هذه الحكومة رغم أنه من عين هشام المشيشي. كأن مصيرنا في تونس أن يحكمنا ايتام فرنسا مثل الشاهد والفخفاخ أو من يقبل أكتاف فرنسا كقيس سعيد. أنت رئيس وزراء ولست رئيس حكومة.."
النائب مهدي بن غربية انتقد عدم الاستقرار السياسي مستغربا من تمرير 3 حكومات مختلفة على مجلس النواب لنيل الثقة في أقل من 8 اشهر. استعرض بن غربية التحديات التي تنتر هذه الحكومة وخاصة منها الاقتصادية، متابعا انه سيصوت للحكومة من أجل هدنة سياسية للتفرغ للمشاكل الحقيقية مشددا على دعمه لخيار الكفاءات المستقلة بدل الحكومة الحزبية.
"من غير المعقول أن نسمح لأنفسنا برفاهية تغيير الحكومات كل فترة. نحن بحاجة للاستقرار ولهدنة تسمح بالعمل الحقيقي. ستكونون تايع حكومة في 10 سنوات ورغم نيتكم الطيبة اذا لم تعالجوا المشاكل الحيقيقة فسيكون مصيركم كسابقاتكم من الحكومات المغادرة."
النائبة سامية عبو عن التيار الديمقراطي أكدت أنّ قيس سعيد له مشروع لتونس لا يتضمن الأحزاب ويؤمن أن من تحزب خان. وجهت عبو رسالة لرئيس الجمهورية مفادها انه حتى من ليس في حزب قد خان في احالة الى هشام المشيشي رئيس الحكومة المكلف المستقل الذي تدور بشأنه روايات خلاف مع قصر قرطاج.
"نحن لا نملك أحزاب في تونس، نملك مرتزقة وشركات ولوبيات يشتغلون تحت الطلب. نبيل القروي وحزبه مثلا يدعون أنهم يحاربون الفقر لكنه متهرب ضريبي، أنا أدعوه للمثول أمام المحكمة، وارجاع قرض بنك الاسكان، وارجاع أموال الشعب قبل أن يتحدث عن محاربة الفقر."
وأكدت عبو أن الديمقراطية هي أن يختار رئيس الدولة الشخصية الاقدر ويكون للمجلس حرية الموافقة من عدمهل لكن ما حدث هو انقلاب على الديمقراطية ومحاولة تمرير حكومة ثم تغييرها. وتابعت ان الحكومة فيها اعضاء فاسدين ومتحيلين ومتحرشين. عبو توجهت للمشيشي واتهمته بخيانة رئيس الجمهورية والتحالف مع قلب تونس المعتبر حزبا فاسدا وأن تشكيلة الحكومة وضعتها نادية عكاشة ولوبي الفساد والتجمعيين.
النائب المستقل منجي الرحوي، رحب باعضاء الحكومة مؤكدا أنهم موجودون في المجلس حسب ضوابط الدستور ونتاجا لعملية ديمقراطية ولفشل الحزب الاسلامي في تمرير مرشحه في فرصة أولى.
تساءل الرحوي متوجها لرئيس الحكومة المقترح هشام المشيشي، عن مدى ادراك هذا الأخير للوضع السياسي الحالي وللأطراف المتربصة به، بين من يريد احتوائه وضمنه لهم ومن يريد استغلاله لضرب اطراف أخرى وبين من يريد تمرير اجنداته عبر المشيشي. الرحزي حذّر رئيس الحكومة المكلف ناصحا اياه باليقظة ممن يحيطون بع.
"بالأمس في الاجتماع في قرطاج وقع اعطاء الضوء الأخضر لعدم منحك الثقة والمرور للفصل 100 لاعلان السد شغور ويكون الفخفاخ حينها في السجن. وجدت نفسك محاطا بأحزاب لها ملفات ثقيلة كالفساد والارهاب والاختيالات. هذه أحزاب طبّعت مع الفساد، وتتعايش مع المنظومة القديمة ومع الفاسدين. التصويت ليس لك اليوم/ ولا لحكومتك بل للبرلمان كي يستمر وولأحزاب حتى لا تخسر مناصبها تحت عنواين خاطئة."
انتقد النائب عن التيار نبيل الحجي تركيبة الحكومة المقترحة وتمشي المشاورات وما أحاط بها من خلافات وصّفها بأنه "قمة العبث السياسي والأخلاقي والمنطقي." الحجي توجه لهشام المشيشي قائلا "أنا أخاطبك فدع هاتفك" داعيا رئيس الحكومة للانصات، لكنّ سميرة الشواشي رئيسة الجلسة منعته من مخاطبة المشيشي مباشرة.
فسر النائب عن الكتلة الديمقراطية أنه لا يمكن بناء ثقة ورئيس الحكومة غير مهتم بمداخلات النواب ويتجاهلهم ناظرا الى هاتفه.
"لماذا تريدني كنائب أحترم نفسي أن أمنحك الثقة التي تحدثت عنها في كلمتك الافتتاحية، هل امضيت على قائمة فريقك الحكومي بخط يدك، أقصد القائمة الرسمية التي وصلت للبرلمان، لأنه بلغني أنك أمضيت على قائمة أخرى لا تحمل نفس الاسماء والهيكلة، هل هي مجرد صدفة.. أخبرنا من حرف القائمة كي تتحصل على ثقتنا. لم نفهم مسألة حقيبة وزارة التجهيز بين كمال الدوخ وكمال أم الزين، لم نفهم مسألة وزير الثقافة الذي عُين فتعفف فأُعفي فثُبت.."
وتساءل الحجي، هل يعرف المشيشي انه يوجد في حكومته من اكتشف تعيينه كوزير عند الاعلان عن الأسماء في الندوة الصحفية ولم يكن يعلم بتعيينه من قبل متابعا، أن التونسيين خسروا 8 اشهر ليعودوا لنقطة البداية في احالة أن هذه الحكومة تشبه حكومة الحبيب الجملي التي ادعى أنها مستقلة وهي في الواقع مدعومة من النهضة.
أكد سيف الدين مخلوف رئيس كتلة ائتلاف الكرامة مخاطبا هشام المشيشي، أنه يجب أن لا يُقلق أعضاء الحكومة "صراحة" مداخلات النواب لأنها لا تعني شيئا ويمكن أن تتغير بكبسة وزر مثلما تتغير النواقف والتوازنات مشددا أنه يوجد في المجلس من كان يستعد للمصدقة على الحكومة وشكر رئيس الجمهورية على اختيار هشام المشيشي ثمّ غير رايه لأنه لم يجد مصلحتهُ في هذه الحكومة.وتابع النائب عن الائتلاف الاسلامي أن هذه الجلسة ليست لمنح الثقة وانما فقط للتصويت وانهاء مرحلة تصريف الأعمال وحكومة الياس الفخفاخ التي لا يمكن تتواصل.
"البعض مازال يعتقد أن الفخفاخ نزيه وظُلم ولم يفعل شيئا لتمنية ثروته مستغلا منصبه ونفوذه. نحن في الائتلاف موقفنا كانت مُعلنة منذ اليوم الاول رافضين الحكومة اللاحزبية لأن الشعب انتخب أحزابا لتحكم طالبا من السلط العليا احترام خياره. توجه رئيس الدولة كانت معاديا لاختيار الشعب التونس منذ اليوم الأول أزاح الأحزاب ورفضهم ولم يتحاور معهم. حكومة الفخفاخ كانت بجرائمها، ولم يتعتذر رئيس الدولة عن تعيينه للفخفاخ. وجدنا من وزير الداخلية هشام المشيشي سابقا كل الاحترام والتعمل الايجابي، شهادة لله في شخص المشيشي."
أكد النائب عن الكتلة الوطنية حاتم المليكي أن كتله كانت داعمة للحكومة منذ البداية شريطة أن تتوفر فيها الاستمرارية والاستقلالية وأن يمارس رئيس الحكومة المكلف مهامه الدستورية. استدرك النائب أنه يوجد صعوبة حقيقة في الانتقال الديمقراطي والممارسة الديمقراطية معلقا "لم نجد الطريق". انتقد النائب ما حدث أمس من اجتماع قيس سعيد مع الأحزاب مستنكرا توتر العلاقات بين مؤسسات الدولة وتداخل المصالح الضيقة في المهمة الدستورية وتشكيل حكومة تخدم التونسيين.
تعليقك
Commentaires