alexametrics
الأولى

الاشاعات: هل تحول الفايسبوك الى خطر يهدد السلم الاجتماعية في تونس؟

مدّة القراءة : 3 دقيقة
 الاشاعات: هل تحول الفايسبوك الى خطر يهدد السلم الاجتماعية في تونس؟

 

قرابة سبعة مليون تونسي يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي وفق دراسة حول شبكات التواصل الاجتماعي، بعنوان "تحولات في المجتمع والسياسة و الإرهاب " قُدمت بمقر المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية أواخر سنة 2019 ، و يمثل موقع الفايسبوك موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية لدى التونسيين و تحول الى مصدر أساسي للمعلومات و الأخبار لدى شريحة كبيرة من المستعملين و عوض بشكل كبير وسائل الاعلام الرسمية.


وسط هذا العدد الكبير من مستعملي الفايسبوك والأخبار التي ينشرونها، دون تروي او تثبت في أغلب الأحيان، من العادي ان يتحول هذا الموقع الى سلاح ذو حدين، فهو قادر على نشر معطيات تساهم في انقاذ حياة البعض وقادر على المساهمة في حصول البعض الاخر على شهرة كبيرة لمجرد انتشار فيديو تلقائي لموقف تم تسجيله بصفة، وقادر على تدمير حياة البعض والصاق شبهات إجرامية تصل الى الحد الاتهام بالإرهاب.

فوزي، مواطن تونسي، أب لثلاثة أطفال، يعمل بغسل الصحون في أحد المطاعم بجهة سوسة يصارع من أجل كسب لقمة العيش، تواجد أمس الأحد قريبا من موقع العملية الإرهابية بصدد البحث عن وسيلة نقل تقله الى مقر سكناه فاشتبه به أعوان الأمن وتم اقتياده الى مركز الأمن للتحري معه، وهذا امر طبيعي للغاية، وتم إطلاق سراحه بعد ثبوت عدم تورطه بأي شبهة إرهابية.

الى حد الان يبدو الأمر عاديا، لكن الغير عاديا ان يتداول الملايين من رواد موقع الفايسبوك صورة فوزي على أساس انه الإرهابي الرابع وثبتت ادانته ليتعرض الى أبشع عبارات الشتم والسب والتنكيل لمجرد أن اشتبه فيه قبل ان يعتذر عدد كبير من الصحفيين نشروا صورة فوزي على أساس انه المشتبه به الرابع في العملية الإرهابية قبل ان ينشروا تدوينات اعتذار وصورا للمشتبه به البريء وهو يحتضن أطفاله الثلاثة بعد إطلاق سراحه وثبوت براءته.

فوزي ليس الوحيد ضحية انتشار الشائعات عبر موقع الفايسبوك، فقد تداول رواد موقع الفايسبوك يوم 01 ديسمبر 2019 مقاطع فيديو قالوا إنها تثبت قيام بعض الأشخاص بسرقة متعلقات وأمتعة ضحايا حافلة عمدون قبل ان يثبت أن المقاطع التي تم نشرها تم تأويلها وقراءتها بشكل عكسي، فقد نشر مواطن تونسي يدعى غسان الصكلي، رياضي في الكيك بوكسينغ، مقطع فيديو للردّ على الإشاعات التي تحدثت عن سرقته لأمتعة وهواتف ضحايا حادثة الحافلة بعمدون .

وقال الشاب غسان أنه كان من أول الوافدين لمكان الحادث وقام بكل ما في وسعه لإسعاف الضحايا وانقاذهم، حيث بادر بإخراج بعض المصابين من مياه الوادي وكانوا سيموتون غرقا، ثم تحول لتخفيف ضغط الملابس على بعض المصابين الآخرين حيث قام بفتح ” حفّاظات الصدر ” لإحدى الفتيات المصابات بعد أن لاحظ بأنها تتنفس بصعوبة، وهي اللقطة التي استغلها البعض لنشر إشاعة أنه يقوم بالسرقة، إثر ذلك بادر غسان بنزع قميصه وتبّانه لتدفئة فتاة صغيرة مصابة كانت ترتعش من البرد ومصدومة.

وأوضح غسان في الفيديو الذي نشره بأنه سيقاضي كل من قام بالتشهير به واتهامه باطلا بانه كان يسرق الضحايا والحال أنه ساهم في انقاذ العشرات من موت محقق.

كما نفى كل الشائعات التي تحدثت عن قيام بعض الحاضرين بسرقة الضحايا مؤكدا بأنه شاهد عيان على قيام مواطنين بتسليم كل محفظة أو هاتف لأعوان الحماية المدنية والحرس.

الشركة التونسية للكهرباء والغاز أيضا كانت ضحية الفايسبوك حيث حذرت مستعملي الشبكات المعلوماتية وموقعي التواصل الإجتماعي "فيسبوك" و"أنستغرام"، من قيام قراصنة بإنشاء صفحات وهمية توحي بفتح الشركة لمناظرة توظيف في جميع الاختصاصات وتطلب منهم ملء استمارة للتسجيل بالمناظرة الوهمية.

وأوضحت الشركة أن الموقع الإلكتروني المزوّر يهدف إلى اختراق معلومات الدخول الخاصة بالضحايا، داعية مستعملي الشبكات المعلوماتية إلى مزيد اليقظة والحذر من حملة التصيّد "Phishing" عبر هذه الصفحات المزيّفة.

ويستعمل العديد من المتحيلين موقع الفايسبوك أيضا لاستدراج ضحاياهم وابتزازهم وتهديدهم بنشر صور فاضحة لهم وغيرها من الاستعمالات التي حولت موقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا الى خطر حقيقي يهدد المجتمع ويبساهم في بث الفتنة ونشر الشائعات دون أي اثبات حيث يتعامل عدد كبير من المواطنين مع أخبار الفايسبوك على انها حقيقة ثابتة لا مجال حتى لمجرد التشكيك فيها.

رغم أن القضاء كان صارما في بعض القضايا التي تهم نشر اشاعات تمس بالأمن العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم أن جريمة نشر أخبار زائفة يمكن تكييفها قانونيا ضمن جريمة الإساءة للغير عن طريق شبكات الاتصالات العمومية المنصوص عليها بالفصل 86 من مجلة الاتصالات، الا ان الوعي بخطورة هذه الأفعال وخطورة استعمال الفايسبوك في نشر الاشاعات مازال ناقصا لدى فئة كبيرة من المواطنين الذين قد يجدون أنفسهم مورطنين في قضايا إرهابية لمجرد نشر اشاعات مغلوطة على الفايسبوك ففي إطار الجرائم الإرهابية يمكن للجماعات المتشددة أن تلجأ إلى نشر أخبار من شانها أن تنال من الأمن والسلم العامين وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي مما يضفيا لصبغة الإرهابية على تلك الأفعال ويجعلها تدخل تحت طائلة القانون الأساسي عدد 26 لسنة 2015 المؤرخ في 7 أوت 2015 المتعلق بمكافحة الإرهاب.

حسام بن أحمد 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter