أيام سوداء تنتظر الصحفيّين التونسيّين
هل استوعبت وسائل الإعلام الرسالة التي وجهها إليها الشعب ؟
الجامعة التونسية لمديري الصحف تُدين كلّ تجاوز ضدّ الصحفيّين
مايا القصوري : يوسف الشاهد يحرّض ضدّ الإعلام !
القاضي حمادي الرحماني يدعو إلى إغلاق قناة الحوار ومقاضاة المشرفين عليها
كما في أيام الترويكا ووصول الإسلاميين إلى السلطة سنة 2012، تنتظر الصحفيين والإعلام التونسي أيام سوداء.
لدينا في السلطة اليوم الحركة الإسلاميّة النهضة، التي تحصّلت تقريبا على رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس نوّاب الشعب. في رئاسة الجمهوريّة، قيس سعيّد، تمّ الإستفتاء فيه الأحد الفارط 13 أكتوبر، بنسبة 2 مليون فاصل 777 ألف ناخب. رسميا، كان خطابه مطمئن ومرضي حين أشار إلى أنّه سيضمن حريّة الإعلام وسيحمي الصحفيين التونسيّين، ولكن الأمر كان مختلفا.
منذ يومين، تعرّض زملاءنا الإعلاميّين، مريم بلقاضي، مايا القصوري، لطفي العماري ومحمّد بوغلاّب، إلى حملة تشويه وتنكيل على أوسع نطاق في موقع التواصل الإجتماعي ''الفايسبوك''. في هذا السياق، وآخر شيء يمكن أن تتوقّعه، قام المؤيّدين الإسلاميّين وأنصار قيس سعيّد، بإلباس حمار لقماش أبيض (مرادف كفن في التقليد الإسلامي)، وكتبوا عليه باللّون الأحمر إسم الزميل ''بوغلاّب''.
هذا الرباعي النجومي بقناة الحوار التونسي، ليس الوحيد الذي تعرّض إلى هجمات عنيفة، جميع وسائل الإعلام والصحفيّين المتألّقين الّذين عارضوا قيس سعيّد و/أو التيّار الإسلامي من خلال الإشارة إلى شعبويتهم، تعرّضوا للتهديد والتنكيل. سنة 2011، تمّ مناداة وسائل الإعلام التونسية التقدّميّة أو المناهضة للإسلاميين بـ ''إعلام العار''، الإسم الذي أطلقه عليها القادة الإسلاميون. نفس الأشخاص الّذين لا يفوتون أيّ فرصة للتشويه على وجه التحديد هؤلاء الصحفيين، وكذلك مؤسّسات إستطلاع الرأي.
إذا كان الصحفيّين إعتادوا على الإسلاميّين وتهديداتهم، فإنّ الأمر سيكون مختلفا مع قيس سعيّد الذي لا تربطه بهم أيّة علاقة إلى حدّ الآن. في يوم المناظرة الرئاسيّة بينه وبين نبيل القروي، أظهر قيس سعيّد غضبه في تقاسيم وجهه، عند سئل عن تهرّب ضريبي بشأن بيعه لمنزل عائلته، كما أنّه أبدى إعتراضه على تدخّل الإعلام في النقاش حول الأمن القومي، وهذا أمر لا يمكن تصوّره وقبوله في عهد الديمقراطيّة.
وبالتالي فإنّ الضغط والصراع بين السلطة والإعلام بدأ قبل تولي المسؤولين المنتخبين الجدد مهامهم.
تعليقك
Commentaires