alexametrics
آخر الأخبار

جمعية القضاة: جملة من الإخلالات شابت الحركة القضائية

مدّة القراءة : 7 دقيقة
جمعية القضاة: جملة من الإخلالات شابت الحركة القضائية


في بيان له اليوم الخميس 20 أوت 2020، عبّر المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين عن استنكاره لجملة من الإخلالات التي شابت الحركة القضائية الرابعة  للقضاة العدليين لسنة 2020-2021 بتاريخ 12/08/2020 والتي أقرّها مجلس القضاء العدلي بعد أربع سنوات والتي شملت 528 قاضيا من حيث إجراءات إقرارها ومضامينها.


من بين الإخلالات التي ندّد بها المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيّين، تعمد تسريب مداولات وقرارات مجلس القضاء العدلي وتفاصيل جلساته التي يقتضي القانون أن تكون سرية، بهدف حمايتها من جميع الضغوطات الخارجية، معتبرا ذلك  سابقة خطيرة من خلال توجيهها للإعلام وفي عملية استباق وفرض للأمر الواقع وهو ما فتح الباب أمام تأويلات كثيرة حول توظيفات سياسية داخله وأمام التساؤل عن مدى استقلال قراراته عند البت في المسارات المهنية للقضاة خاصة فيما يتعلق بإسناد المسؤوليات القضائية الهامة في إدارة العدالة أو التجريد منها. 


وأشار أنّ التسريبات تعلقت  خاصة بمراجعة خطة وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس،  البشير العكرمي، ''كإحدى أهم المسؤوليات القضائية في التنظيم القضائي ليلة الإعلان عن الحركة في عملية ارتجال غير مسبوقة وتداول أخبار حول إسنادها أولا لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالكاف بدلا عن وكيل الجمهورية الحالي لتؤول في الأخير إلى عميد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس كل ذلك وسط أنباء مؤكدة حول استبعاد المجلس لكل المعايير التي وضعها لمراجعة المسؤوليات من اعتماد تقارير لجان التقييم وتقارير رؤساء القضاة المعنيين وخاصة تقارير التفقدية حول المسلك المهني للقاضي وحول مدى خلوه من الإخلالات المتعلقة بالنزاهة والحياد وانعدام الكفاءة المهنية''، وفق نصّ البيان. 


كما ندّد المكتب التنفيذي لجمعية القضاة بمواصلة مجلس القضاء العدلي العمل على الحركات القضائية دون وضعه لمدوّنة السلوك القضائي بعد أربع سنوات من تركيزه في تجاوز لكل الآجال المعقولة، مشيرا أنّ المدونة هي من أهم واجباته وصلاحياته القانونية وعدم وضعها هو دليل على غياب المرجعية الأساسية في تطبيق معايير النزاهة والحياد والكفاءة في تقييم العمل القضائي وإسناد المسؤوليات القضائية ومراجعتها.


أيضا استنكر المكتب عدم إصدار المجلس لحد هذا التاريخ تقرير شرح أعماله من خلال الحركة والتدليل على مطابقتها واحترامها للمعايير وأعمال لجان التقييم المقررة سابقا، مؤكّدا أنّ ذلك دليل على عجزه في إثبات التزامه بالأهداف التي وضعت للحركة وفشله في التدليل على امتلاكه لخطة ولرؤية للاضطلاع بصلاحياته المتعلقة بضمان حسن سير القضاء من خلال إقرار التسميات والمسؤوليات والنقل والترقيات والتأديب. كما أشار المكتب التنفيذي إلى رفض مجلس القضاء العدلي وازدراؤه لواجب الشفافية والمساءلة ومواصلة عمله خارج سياق التحولات الديمقراطية التي فرضت على كل السلط والمؤسسات التي تشرف على المرافق العامة أو على جزء منها واجب الإعلام والشرح والتفسير وتقديم الحلول والأجوبة على مشاغل المجتمع والرأي العام حول ما حققه من أهداف الإصلاح أو حول معيقات ذلك مبيّنا عدم عقد المجلس لأي نقطة اعلامية أو ندوة صحفية على إثر إعلانه على الحركات القضائية التي تمس مباشرة سير العمل بعدد 28 محكمة ابتدائية وعدد 87 محكمة ناحية وعدد 16 محكمة استئناف وبمحكمة التعقيب وبالمحكمة العقارية وفروعها وبالإدارة المركزية بوزارة العدل وبالمسؤوليات الهامة بها كإدارة الشؤون الجزائية وإدارة الشؤون المدنية والتفقدية العامة فضلا على المسؤوليات بكل من المعهد الأعلى للقضاء ومركز الدراسات القانونية والقضائية.


كما أعاب المكتب التنفيذي مواصلة إعلان المجلس الأعلى للقضاء عن الحركة القضائية خارج الموعد المحدد لها قانونا بموجب أحكام الفصل 47 من قانونه الأساسي، بالإضافة إلى عدم نشر جداول الأقدمية في القضاء وجداول دقيقة بخصوص مطالب إسناد الخطط مع بيان كيفية اعتمادها في تسديد الشغورات المحدثة خلال انجاز الحركة والآليات المعتمدة لتمكين القضاة من التناظر بشأنها على قدم المساواة وجداول النقل لمصلحة العمل وهو ما عزز الإحساس بالظلم لدى أغلب القضاة المعنيين بها كعدم نشر جداول تنقيط القضاة فيما يعرف بمناشير الشفافية للمجالس العليا للقضاء في التجارب المقارنة بما يعيق الطعون وعمليات التقييم للحركة وأداء المجلس ومدى استجابتهما لمقتضيات الإصلاح القضائي من قبل القضاة وكل الهياكل المعنية والمتابعين للشأن القضائي بناء على المعطيات الدقيقة. وندّد أيضا بمواصلة عدم تنفيذ الأحكام الصادرة عن المحكمة الإدارية طعنا في الحركات القضائية السابقة وفي القرارات التأديبية وعدم إنصاف القضاة المشمولين بها بما لا يتماشى مع مؤسسة ضامنة لحسن سير القضاء واحترام أحكامه وقراراته وهو ما آل إلى مواصلة إحساس القضاة المعنيين بها بالظلم والحيف رغم استصدارهم لأحكام قضائية تنصفهم.


وأشار المكتب التنفيذي لجمعية القضاة أنّ الحركة القضائية تضمنت  عديد الخروقات الجوهرية على عدة مستويات من أهمّها الاخلالات الشاملة والكبرى في إسناد الخطط القضائية ومنها عدم الإعلان عن شغورات أصلية في عديد الخطط القضائية التي وقع تسديدها في الحركة رغم أهميتها من حيث العدد والقيمة في سلم الوظائف القضائية من أبرزها إسناد 18 خطة قاضي تحقيق أول بعشر محاكم ابتدائية و11 وكيل رئيس أول بتسع محاكم ابتدائية و08 مساعدين أول لوكلاء الجمهورية بسبع محاكم ابتدائية في غياب أي تناظر حولها أو معايير للمفاضلة الموضوعية بين القضاة بما يمس من مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص خاصة أنه وقع إسناد عدد هام منها لمن تمت ترقيتهم بمناسبة هذه الحركة في تجاهل لمن هم أكثر أقدمية.

بالإضافة إلى عدم الإعلان عن الشغورات المستحدثة أثناء إعداد الحركة القضائية في إبانها لتمكين القضاة من الاطلاع عليها والتناظر حولها طبق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بما جعل تلك الخطط خاصة في مستوى الرتبة الثالثة حكرا على قضاة معينين على حساب باقي قضاة تلك الرتبة بما آل إلى قفز عدد من القضاة في سلم الخطط القضائية على زملائهم ممن يتجاوزونهم بسنين في الأقدمية. كما أشار المكتب إلى ظهور نفس الخرق للأقدمية المطلوبة في إسناد الخطط القضائية على نطاق واسع كذلك على مستوى الرتبتين الثانية والأولى بعدم تمكين أفواج كاملة من الخطط القضائية وتمكين الأفواج اللاحقة لها من ذلك مثل الفوج 23 كعدم تمكين قضاة المحكمة العقارية بالرتبة الأولى من أي خطة رغم إعلان بعضها في قائمة الشغورات.

وأشار المكتب التنفيذي لجمعية القضاة في نصّ بيانهم الإستنكاري إلى بروز محاباة أعضاء مجلس القضاء العدلي بعضهم لبعض بخصوص التقييم وإسناد المسؤوليات أو مراجعتها والبت في النقل كمحاباة أزواج بعض الأعضاء من القضاة في تحلل تام من واجب تجنب تضارب المصالح. وأضاف أنّه سجّل حالات نقل لقضاة بمسؤولياتهم إلى محاكم بعيدة دون طلب منهم رغم قضاء القضاة المعنيين بها لأغلب مساراتهم المهنية في العمل خارج مقرات سكناهم الأصلية مثل رئيس المحكمة الابتدائية بالكاف ورئيس المحكمة الابتدائية بالقصرين محمد الخليفي الذي طالته النقل التعسفية زمن الاستبداد لدفاعه على استقلال القضاء. أيضا تسجيل تجريد عدد من القضاة بالمحكمة الابتدائية بتونس ومدنين وسوسة وبمحكمة الاستئناف بتونس وغيرها من الخطط القضائية في شكل عقوبات مقنعة خارج إطار المساءلة التأديبية وفي غياب تام للوضوح في تطبيق المعايير المعلن عنها ودون تقييم للأداء طبق مبدأ المواجهة والإنصات وحق الدفاع.


وأشار المكتب التنفيذي في بيانه إلى تفكيك الدوائر المتخصصة في العدالة الانتقالية للمرة الرابعة دون تحسّب للنتائج الخطيرة لذلك بإفراغها من أعضائها الذين تلقوا تكوينا في الغرض سواء بصفة كلية أو جزئية كما هو الشأن بالنسبة إلى كل من المحكمة الابتدائية بنابل ومدنين وتونس بما سيؤول إلى تعطل المحاكمات رغم تعهد مجلس القضاء العدلي والمجلس الأعلى للقضاء بدعم هذا القضاء المتخصص وإيجاد السبل الكفيلة بضمان استقرار قضاته مع تمكينهم من حقهم في الترقيات المهنية المستحقة وعدم التفريط فيما بُذل من مجهود وصرف من مال عام لتكوين القضاة المعينين بتلك الدوائر. وندّد بتواصل خروج القطب الاقتصادي والمالي وقطب مكافحة الإرهاب على أعمال الحركة السنوية العلنية وإبقاؤهما حكرا على بعض القضاة بعد حركة التعيينات الأخيرة التي تمت لأعضائهما في مفتتح هذه السنة وعدم دعم القطبين في نطاق الحركة القضائية الحالية بالإطار القضائي الضروري والحال أن دعم الأقضية المتخصصة هو من أهم الاستحقاقات الوطنية.


كما بيّن المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين وجود اخلالات في تسديد الشغورات من خلال عدم الالتزام بتسديد الشغورات المعلنة في الرتب الثلاث عبر المحاكم خاصة بالمحاكم الداخلية والمحكمة العقارية في إعادة لنفس الإخلال الوارد بالحركات القضائية السابقة. بالإضافة إلى التمادي في عدم تسديد الشغورات المتأكدة بعديد الدوائر الجنائية رغم تعهد المجلس بذلك ضمن المذكرة التي صاغها تحت عنوان أهداف الحركة القضائية 2020-2021 بتاريخ 02 جوان 2020 والتي التزم فيها بتسمية مستشارين بالدوائر الجنائية سواء كانت ابتدائية أو استئنافية وقد طال تثبيت الشغورات المحاكم الابتدائية ببنزرت وسليانة وجندوبة والمهدية وسيدي بوزيد ومحكمتي الاستئناف بصفاقس ومدنين بما سيؤدي إلى مفاقمة أوضاع التردي فيها وسيؤثر على ظروف عمل القضاة وعلى آجال البت في القضايا ويعيق تطبيق ظروف المحاكمة العادلة، وفق نصّ البيان. 


كما أشار إلى الإخلالات في ترقية عديد قضاة الرتبة الثانية والثالثة ممن يشغلون خطة مستشار دائرة جنائية دون تعويضهم بما فاقم الفراغ الذي تعاني منه الدوائر الجنائية أصلا بموجب الحركات القضائية السابقة وبما سيؤول حتما إلى المساس بالضمانات القانونية المكفولة فيها مع تمكين بعض المحاكم من فائض في القضاة مقارنة بالشغورات المنصوص عليها صلبها، والتي يفترض أنها مؤسسة على معطيات إحصائية وواقعية ثابتة، مثل محكمة الاستئناف بتونس من خلال فتح 25 شغور في خطة مستشار وتمكينها من 41 مستشار من بين قضاة الرتبة الثانية والثالثة ومحكمتي الاستئناف بكل من نابل والمنستير والمحكمة الابتدائية بباجة في ظل نقص حاد في القضاة بعدد هام من المحاكم الأخرى بما يشكل ضربا لمبدأ التوازن في توزيع القضاة بين المحاكم من حيث العدد والاختصاص.


وبيّن المكتب التنفيذي بعض الإخلالات في قرارات النقل وذلك من خلال تمادي المجلس في إقرار عديد النقل خارج مقتضيات مصلحة العمل في شكل عقوبات مقنعة خارج كل مساءلة تأديبية تراعى فيها الضمانات الأساسية بما يعد توظيفا للحركة القضائية لترهيب القضاة وترغيبهم قصد الحد من استقلالهم، بالإضافة إلى مخالفة مبدأ عدم نقلة القاضي دون رضاه المنصوص عليه بالفصل 107 من الدستور بتوسيع نطاق تطبيق مقتضيات نقلة القضاة لمصلحة العمل ليشمل 48 قاضيا رغم صبغتها الاستثنائية دون إصدار أي قرار معلل في ذلك ودون نشر أي جداول في الغرض لمراقبة مدى شفافية تلك العملية ومدى تطبيقها في كنف مبدأ المساواة التامة بين القضاة. وأشار إلى ثبوت حالات نقلة لمصلحة العمل لمن كان مشمولا بها في السنوات القليلة الماضية دون أي تبرير أو تعليل مقنع مثلما يوجبه الدستور والقانون مع ثبوت عدم تطبيق ذلك على كافة القضاة الذين مروا بنفس الوضعية بما يزيد من حالات الحيف وعدم المساواة.

أيضا عدم الاستجابة لمطالب النقل المبرّرة والمدعمة لعديد القضاة ممن سبق نقلتهم دون طلب خارج مراكز عملهم السابقة وبعيدا عن مقرات سكناهم لمصلحة العمل رغم قضائهم مدة ثلاث سنوات المنصوص عليها قانونا وأكثر، مشيرا إلى  انعدام الشفافية في مراعاة الحالات الإنسانية والاستجابة لبعض الحالات الخاصة لقضاة دون الآخرين خارج إطار المساواة بينهم وباعتماد المحسوبية مما أدى إلى بروز وضعيات من الحيف والميز في تطبيق ذلك المبدأ. وندّد المكتب بعدم تطبيق نفس مدة العمل للقضاة المعينين بالمحاكم الداخلية والمحددة من طرف مجلس القضاء العدلي بأربع سنوات على كافة القضاة على قدم المساواة بينهم بالإبقاء على عديد القضاة الذين قضوا هذه المدة بالمراكز التي عينوا بها دون الاستجابة لمطالب نقلتهم وإرجاع قضاة آخرين لمحاكم تونس العاصمة رغم قضائهم لعامين فقط منذ تعيينهم بما يعمق حالات الحيف التي يشعر بها زملاؤهم وبما يعزز سياسة الترهيب والترغيب في القضاء.


بناء على كل هذه الملاحظات الشكلية والجوهرية، أكّد المكتب التنفيذي أنّ إنجاز الحركة القضائية في غياب مدونة للسلوك القضائي ونظام داخلي يضبط تسيير عمل المجلس باستقلالية وطبق أفضل ممارسات الشفافية والتسيير الذاتي أفضى إلى إخلالات شكلية وجوهرية في عمله مست من مصداقية المؤسسة والثقة العامة في القضاء، كما أنّ التمادي في الإخلالات الجوهرية للسنة الرابعة على التوالي يمثل تراجعا على مكتسبات استقلال القضاء والقضاة وتملصا من الصلاحيات والاستحقاقات الجوهرية للمجلس.


وأضاف أنّ الحركة القضائية لا تستجيب لمتطلبات الإصلاح القضائي ومختلف الاستحقاقات الوطنية، وعلى هذا الأساس طالب مجلس القضاء العدلي بنشر جداول أقدمية القضاة وتنقيطهم بناء على نظام التقييم المعلن عنه وكيفية تطبيق المعايير المقررة من المجلس كنشر جداول مدققة بخصوص حركة النقل لمصلحة العمل لتسديد الشغورات بالمحاكم والمعايير المعتمدة في ذلك مع عقد ندوة صحفية طبق تقرير في شرح وتفسير رؤية المجلس من خلال الحركة وأهدافها ونتائجها في ضمان حسن سير القضاء من خلال مؤشرات علمية رقمية قابلة للقياس الكمي والعددي وللتقييم من حيث الكيف والمضمون.


وجدّد المكتب تمسّكه بالمجلس وباستقلاليته كمنجز ديمقراطي في مسار تركيز دولة المؤسسات وقوامها المؤسسة القضائية المستقلة مشددا على أن تخليص أداء المجلس مما اعتراه من الضعف والوهن وتقوية موقعه كفاعل في الاصلاح وفي الديمقراطية يتم حتما عبر الرقابة والمساءلة والمقاربة النقدية والكشف عن مواطن الخلل لتداركها بعيدا عن إشاعة فزاعات الاستهداف بغرض إلجام كل رؤية نقدية إصلاحية إلجاما يؤدي حتما إلى مفاقمة الإخلالات وأوجه القصور والتناقض ويهدد بالتراجع عن المكتسبات.


ي.ر

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter