التيار الديمقراطي و النهضة: تبادل للتهم و تهديد باللجوء الى القضاء
ازدادت حدة التوتر و الخلاف بين حركة النهضة و التيار الديمقراطي خلال الأسبوع الماضي و إلى حدود اليوم الاثنين حيث تبادل قياديي الحزبين التهم و وصل الأمر إلى حدود التكذيب و التوعد بالالتجاء الى القضاء.
خلاف النهضة مع التيار ليس جديدا، و سبق ان تبادل قياديو الحزبين التهم سواء مع إسقاط حكومة الحبيب الجملي التي عارضها التيار الديمقراطي و حركة الشعب بعد أن قطعوا شوطا متقدما في المفاوضات أو مع حكومة الفخفاخ التي كان فيها التيار الديمقراطي طرفا في الإتلاف الحاكم مع حركة النهضة. و رغم ذلك لم تهدأ موجة الخلاف بين الحزبين رغم العمل ضمن فريق حكومي واحد بل شاهدنا تحالفين الأول حكومي ضعيف غير متوازن و الثاني برلماني يجمع حركة النهضة بائتلاف الكرامة و قلب تونس.
خلاف تواصل مع سقوط حكومة الفخفاخ و التصويت على حكومة المشيشي التي صوت ضدها التيار و دعمتها حركة النهضة قبل أن يعقد محمد عبو ندوة صحفية وجه فيها عدة تحم لحركة النهضة بالفساد و التدخل في شؤون الدولة و المال السياسي الفاسد و غيرها من الاتهامات التي لم ترق لنور الدين البحيري رئيس كتلة حركة النهضة بمجلس نواب الشعب ورد بالقول ان النهضة ستتجه للقضاء.
محمد عبو قال أن العديد من السياسيين متورطون في ملفات رشوة و فساد اتهم مجموعة من الأحزاب على رأسها حركة النهضة بالوقوف وراء فاسدين و حمايتهم مقابل تمويلات مشبوهة مشككا في ادعاءات النهضة أن إسقاط حكومة الفخفاخ جاء بسبب ملفات الفساد في حين أنها حركة تعيش بأموال غير قانونية وغير شرعية وسبق وأن تمّ تقديم شكاية في الغرض للتثبت في مصادر تمويلها.
و اتهم عبو قيادي حركة النهضة بالتدخل في الجهات لدى الولاة لفائدة أشخاص لتحقيق مرابيح سياسية و غيرها مضيفا ان النهضة تغلغلت في مفاصل الدولة و نشرت منخرطيها و المقربين منها في عديد الخطط الإدارية و أنها متورطة في ملفات تبيض أموال و تمتلك أربعة قنوات تلفزية.
رد نور الدين البحيري بالقول إن النهضة قررت مقاضاة الوزير السابق للوظيفة العمومية ومكافحة الفساد والإصلاح الإداري محمد عبو بتهمة الإدعاء بالباطل على خلفية الاتهامات التي وجهها للحركة خلال ندوته الصحفيّة الأخيرة المتعلقة بشبهة تبيضها الأموال عبر امتلاكها لأربع قنوات تلفزية فضلا عن شبهات حول مصادر تمويلها.
وقال البحيري خلال حضوره يوم الجمعة الماضي، ببرنامج “ميدي شو” بإذاعة موزاييك “قررنا رفع شكاية ضد كل من اعتدى على الحركة و رفض ثقافة التعايش بين التونسيين باتهامات باطلة مهما كانت صفته”. وأضاف : ” لماذا انتظر الخروج من الحكم لتوجيه تهم للحركة بمثل هذا الحجم؟ وكيف يتهمنا بالفساد وقبل تزكية المشيشي بيوم حزبه اتصل بنا ودعانا لإيجاد حل مشترك للأزمة؟”
وجدد البحيري، في هذا الإطار، تأكيده أن قيادات من التيار الديمقراطي اتصلوا بقيادات من حركة النهضة ودعوا إلى إسقاط حكومة المشيشي للإبقاء على حكومة الفخفاخ، ثم تجديدها لاحقًا، ونفى أن تكون هذه المبادرة صادرة عن حركة النهضة، مؤكدًا أن التيار افترى على حركة النهضة.
و نفى نبيل حجي، ما قاله البحيري و حديثه عن اتصالات بين حركة النهضة و التيار لتفعيل الفصل 100 من الدستور، مؤكدًا أن النهضة كانت تعمل على إسقاط حكومة هشام المشيشي وذلك قبل التوصل مع حلفائها في البرلمان لاتفاق معه.
و أضاف : "أنا نقول للشعب التونسي كي نور الدين البحيري يقول A يعني B هي الصحيحة" مضيفا بأن النهضة هي من أرادت تفعيل الفصل 100 وكانت تبحث عن إسقاط حكومة المشيشي و حاول رئيسها راشد الغنوشي الاتصال بمحمد عبو في اكثر من مناسبة لكن الاخير لم يرد. وقال إن الخلاف بين النهضة ورئيس الحكومة السابق إلياس الفخفاخ بدأ منذ رفض الأخير تعيين مستشارين اثنين من حركة النهضة في رئاسة الحكومة وهما عماد الحمامي وأسامة بن سالم.
و دعا نبيل حاجي إلى الارتقاء بالساحة السياسية قائلا : " من غير الممكن الحديث عن الأقاويل يجب ان نرتقي بالساحة السياسية و أن نتخاصم من اجل المشاريع المفيدة للبلاد و ليس حول النزاعات الحزبية". و دعا نور الدين البحيري الى الابتعاد عن القيل و القال و العمل على ما يفيد البلاد و العباد.
من جهته قال هشام العجبوني خلال تدخله اليوم الاثنين مع شمس أف أم إن محمد عبو عندما كان وزيرا لدى رئيس الحكومة مكلف بالوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد اتخذ إجراء ثوريا، حيث سمح ولأول مرة للهيئات الرقابية العمومية بالتعهد بالملفات من تلقاء نفسها دون انتظار إذن بمأمورية.
و أضاف أن محمد عبو رمز للتيار الديمقراطي وله مكانته لكن استقالته لن تؤثر على الحزب لان الحزب هياكل، مضيفا أن عبو لم يكن يتخذ القرارات، مبينا أنهم سبق وأعلنوا أنهم لن يشاركوا في حكومة فيها النهضة إلا إذا وجد فيها توازن مثل التوازن الذي خلقه التيار في حكومة الفخفاخ.
خلاف التيار الديمقراطي و حركة النهضة الجديد القديم لم يتغير بتغير مواقع الحزبين بين الحكم و المعارضة و لم يتغير مواقف قيادات التيار المعادية للنهضة و تتهمها في نفس الوقت بالعديد من التهم التي ترد عليها النهضة دائما بالتهديد باللجوء إلى القضاء.
حسام بن أحمد
تعليقك
Commentaires