لا يزال مسلسل الاتهامات بين النائب عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف و النائبة عن الحزب الدستوري الحر عبير موسي متواصلا ، فبعد مواجهات لفظية و تصوير بالفيديو خارج قاعة الجلسة العامة تحول الصراع  الى محاولات تهجم و "البصق" داخل قاعة الجلسة العامة في مشهد مبتذل و مخزي ، و كانت النائبة عن الدستوري الحر قد قامت بتصوير المشهد و بثته على صفحتها الرسمية على الفايسبوك ليلة امس الجمعة 2 أكتوبر 2020 . 

 

من جهته قام النائب عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف بنشر تدوينة صباح اليوم السبت 3 أكتوبر 2020 واصل فيها تهجمه على النائبة واصفا النائبة عن الحزب الدستوري الحر بألفاظ نابية "القعرة ، المهبولة ، العاهة "  و أشار في تدوينته ان النائبة تعمدت نشر المقطع الذي يخدم مصلحتها و "اخفت عنكم الكثير " مؤكدا ان موسي اجبرته على وصفها بهذه الاوصاف و هي التي "افسدت اول اجتماع لهياكل البرلمان " . 

 

و اتسمت الالفاظ التي اعتمدها النائب عن ائتلاف الكرامة بالانحطاط حيث أشار في كلامه ان النعوت التي استعملها  افضل بكثير :"من أن أذهب في تفسير انفعالاتها الغريبة إلى اتهامها بأنها " تكلفر أو تاكل في السيراج أو تشم في الكلاسط .. أو تعاطي في بعض المواد المهيّجة أو حبوب الهلوسة أو غيرها من المواد المحظورة والمؤثرة جدا على مداركها وعلى تصرفاتها وانفعالاتها الشاذة عن الطبيعة العاديّة للإنسان السوي وللأنثى عامّة وللمرأة التونسيّة المحافظة والمحتشمة بشكل خاص  .

في نفس السياق اتهم النائب سيف الدين مخلوف زميلته تحت قبة المجلس بتعطيل سير اعمال اجتماع رؤساء الكتل و أعضاء مكتب المجلس من خلال اشتباكها مع عدة نواب واعتراضها على حضور رئيس الديوان :"وهو يحضر كل الاجتماعات من عام 1956 كمستشار للرئيس " و اكد مخلوف في تدوينته ان عبير موسي تعمدت التهجم أيضا على رئيسة الجلسة سميرة الشواشي قائلة " حتى إنت مصيرك كيفهم في مزبلة التاريخ ".

 

 

 

 قامت الثورة التونسية و انتفض الشعب على الجوع و الفقر مناديا بالكرامة و الحرية فتغير النظام لكن لم تتغير العقول بل تفاقم الانحطاط و التسيب و تحول الصراع من الشوارع الى مجلس نواب الشعب و بين نواب انتخبهم مواطنيون لعلهم يغيرون ، لكنهم اختاروا صراعاتهم الايديولوجية على صراعات ناخبيهم مع الظلم و الفقر و الجوع والحرمان  ، و اختاروا كتابة تدوينات لتشويه بعضهم البعض بدل كتابة مبادرات و قوانين تخدم مصالح الشعب ففي حين كان من الاجدر ان يكون الصراع بين من يقترح و يسائل و يبادر اكثر اصبح الصراع داخل قبة المجلس بين من يشتم اكثرفي الوقت الذي يقبع فيه مليون و 700 الف تونسي تحت خط الفقر . في نفس السياق ناسف اليوم و نحن في القرن الواحد و العشرين ان نرى امراة تونسية بغض النظر عن توجهاتها السياسية التي نحن بمناى عنها توصف من قبل "نائب شعب " و "محامي " بهذه النعوت المخزية فالمحامي المدافع عن حقوق المواطنين تحول دوره مع سيف الدين مخلوف من مدافع الى تهديدا للحقوق و الحريات التي ناضل من اجلها نساء و رجال تونس .