عملية نيس- تونس تواجه سمعة "الارهاب مجددا"
تونسي وراء عملية نيس- فتح تحقيق في وجود تنظيم المهدي بالجنوب التونسي
عملية ارهابية بنيس- عدد الضحايا يرتفع الى 3 قتلى
أمام ذات المبنى الذي فتحتهُ له الكنيسة ليقضي ليلتهُ كونه لا يملك أين ينام، وفي صبيحة اليوم التالي، هاجم المارة والقادمين للكنيسة بسكين بوحشيّة تامة، وصلت الى ذبح مواطنين عزّل وأبرياء في ضوء النهار صارخا "الله أكبر".
هكذا كان المشهد البشع الذي لم يهزّ فقط مدينة نيس الفرنسية بل الراي العام العالمي، اسبوعين فقط بعد عملية ارهابية مشابهة استهدفت مدرّس الفرنسية صامويل باتي. قُتل ثلاثة أشخاص والعدد مرشح للارتفاع، تم ايقاف منفّذ الهجوم قبل ان يفارق الحياة متأثرا بإصابته بالرصاص.
التفاصيل وفق عائلة الارهابي
تونسي الجنسية، ولديه سوابق قضائية في أعمال عنف ومخدرات، سجن سابقا من أجل عملية طعن، غادر "ابراهيم" تونس في شهر سبتمبر 2020 على متن قارب الموت متوجها للسواحل الايطالية. ومن جزيرة لمبيدوزا توجه الى نيس الفرنسية يوم الأربعاء 28 أكتوبر حيث قضّى ليلته في مبنى تابع لكنيسة نوتدرام.
عائلته، تؤكد أن الارهابي صاحب الـ21 سنة، أصبح متطرفا منذ سنتين. وكان يعمل قبل ذلك في محل ّلاصلاح الدراجات النارية". أكد الشاب لعائلته نيته "الحرقة" بحثا عن مستقبل أضل وظروفة تضمن له كرامته بعد انقطاعه عن الدراسة في سن مبكرة، وبداية استقطابع من الذئاب المنفردة لتنظيم أنصار الشريعة المحضور.والدة منفذ الجريمة، أكدت في تصريح لوسائل الاعلام أن ابنها بدأ انقطع عن ابناء حيه وأصبح يقضي وقته في المسجد، رغم أنه كان قبل سنوات مدمنا على المخدرات. العائلة تؤكد، أنها ليست المرة الاولى التي حاول فيها الشاب الهجرة بطريقة غير قانونية ووصل لايطاليا في شهر سبتمبر. بينما أكدت الأم سلوكه المتطرف، شقيق الشاب كان وفق مانقلته وسائل اعلام تونسية في حالة انكار، مؤكدا أنه من غير العادي ان يصل الى فرنسا في وقت قياسي ويقوم بالعملية بعد ساعات من وصوله. والد الشاب من جهة أخرى رفض أن يتسلم جثة ابنه.
القضاء التونسي على الخط
أعلن وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي ان مرتكب الجريمة ليس مصنفا إرهابيا لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية في 14 سبتمبر ولديه سوابق قضائية. وتابع، إن النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب فتحت بحثا عدليا في شبهة ارتكاب تونسي لجريمة إرهابية نتج عنها قتل وجرح أشخاص خارج حدود الوطن. في تطور جديد، اثر انتشار مقطع فيديو يظهر شاب تونسي الجنسية يعلن تبني عملية نيس الارهابية واعلان عن وجود تنظين "المهدي بالجنوب التونسي" أكد الدالي بأن النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، أذنت لوحدة أمنية مختصة بفتح بحث عدلي يتعلق بالتحري في حقيقة ومصداقية وجود تنظيم يدعى "المهدي بالجنوب التونسي" . وأعلن أن النيابة العمومية تولت معاينة تلك التدوينة بالتنسيق مع الوحدات الأمنية المختصة.
ردود أفعال السلطات الفرنسية
أعلن الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون الذي زار محيط الكنيسة ساعات بعد الهجمة، أن فرنسا لن تتنازل عن حرية الضمير منددا بـما دعاه بـ"اعتداء إرهابي إسلاموي" ومعلقا "إننا نُهاجَم من أجل قيمنا".
دعا الرئيس شعبه إلى عدم الخضوع لشعور الرعب.
وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، أعلن إن هناك احتمالا بوقوع مزيد من الهجمات في الأراضي الفرنسية معلقا "نحن في حرب في مواجهة عدو خارجي وداخلي وفي مواجهة الأيديولوجية الإسلاموية".
وفيما استخدم كلاهما كلمات تشير الى ارتباط الارهاب بالاسلام وتصعيد التوتر مما يهدد السلم الاجتماعية الفرنسية ووضعية المسلمين والمهاجرين، علق الرئيس السابق فرانسوا هولوند أنه لا يجب الخط بين الارهابيين والمسلمين.
تونس تواجه سمعة "الارهاب مجددا"
يعيد هذا الهجوم الى الأذهان هجوم 2016 الذي تبين أن منفذه تونسي كذلك، وبسبب هؤلاء الارهابيين الذين وجدزا في سنوات 2012 و2013 حاضنات سياسية وفكرية متطرفة في تونس، اصبح لبلدنا سمعة تصدير الارهابيين مما سيكون له تداعيات أولها التضييق على المهاجرين التونسيين في البلدان الاروبية، ويمكن أن تصل اثار الجريمة الى تراجع في السياحة التونسية ومخاوف من زيارة تونس. لم يكن لمؤسستي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة بيانات في الأمر لكن البرلمان نشر تنديدا داعيا برلمانات العالم إلى التحرّك الناجع من أجل نبذ خطابات الكراهيّة والعنف والتحريض والاستفزاز وكلّ مظاهر التطرّف والتعصّب الديني والعرقي. وأكد مجلس النواب التونسي أن هذه العملية لا تمثل التونسيين.
الخارجية التونسية أدانت بشدة الحادثة الإرهابية مؤكّدة رفض تونس التام لكافة أشكال الإرهاب والتطرف والعنف تحت أي شكل كان. واعلنت أن تونس تعرب عن تضامنها مع الحكومة والشعب الفرنسي وتُحذّر من التوظيف الأيديولوجي والسياسي للمقدسات والأديان وربطها بالإرهاب.
عبير قاسمي
تعليقك
Commentaires