النهضة تبدأ السنة الجديدة بتفككّ داخلي وعزلة الشيخ !
العربي القاسمي يستقيل من النهضة ويكشف عن لوبيات فساد داخل الحركة
حركة النهضة : انتخابات المكتب التنفيذي المقترح تخيب امال الغنوشي
تركيبة المكتب التنفيذي الجديد لحركة النهضة وتوزيع المهام
في جلسة امتدت إلى الساعة الرابعة صباحا من يوم الجمعة 31 ديسمبر 2020، زكّى مجلس شورى النهضة 17 عضوا جديدا للمكنب التفيذي الذي يعد أعلى هرم في هياكل الحزب لتُفرز النتائج صعود قيادات من التيار المعارض للغنوشي مقابل خشارة القيادات المحسوبة على الشيّخ والذين فشل أغلبهم في الحصول على العدد الكافي من الأصوات.
بدأ الحزب الاسلامي سنة 2021 بالاعلان عن نتائج انتخابات المكتب التنفيذي الجديد، لتدخل الحركة سنتها العاشرة في الحكم بـصعود قيادات جديدة تزاحم الأوجه القديم المسيطرة على الحزب ولو بصبغة تصريف الأعمال الى غاية تحديد تاريخ المؤتمر. نصر صغير لمعارضي زعيم الحركة بعودة الأبناء المغضوب عليهم الى الواجهة كعودة عبد اللطيف المكي، وزير الصحة السابق وأبرز القيادات التي تقف وراء تشكيل فريق الـ100.
جلسة متوترة كانت أشبه بمحاكمة بين شقين، لم ينجح المقربون من الشيخ في استعادة ثقة المصوتين حيث لم ينصف التصويت كلا من فتحي العيادي رئيس الشورى سابقا ورفيق عبد السلام، صهر الغنوشي و أسماء من قيادات الصف الاول مثل رضا السعيدي وأنور معروف ورضا إدريس ومحمد القوماني.
يتولى نور الدين البحيري خطة نائب رئيس مكلف بالفضاء السياسي الخارجي وهو المنصب الذي ورد أولا في قائمة بيان الشورى مما يجعهلها الخطة الأهم كونها متعلقة يتعامل النهضة مع الشأن العام السياسي والفاعلين السياسيين، أي أقرب مهمة للأمانة العامة. ما يميز هذا المكتب، اضافة الى غياب شبه كلي للتمثيلة النسائية بثلاث سيدات من أصل 17 مقعدا هو التخلي عن خطة الأمين العام للحركة. يتولى عبد اللطيف المكي خطة مكلف بالعلاقة مع المنظمات الوطنية فيما يتولى علي العريض خطة مكلف بالفضاء الداخلي، والعجمي الوريمي مكلفا بالفضاء الاستراتيجي وهي تقريبا اهم المهام القيادية الجديدة.
رغم ان الغنوشي حاول لأشهر تأمين جبهة داخلية من الموالين له داخل الجسم التنفيذي الجديد، الا ان محاولاته لم تنجح. يبدو أن التوازنات داخل النهضة بدأت في التغير مع السنة الجديدة ليتحصل معارضو الغنوشي على مزيد من المتعاطفين والمساندين من أبناء المحليات والفروع والهياكل الثانوية، الذين لا يدعمون فكرة مركزية قيادية تدار من قبل مجموعة ضيقة من مساندي راشد الغنوشي.
ويبدو أن السنة تنطلق بالاستقالات والانهزام. اضافة الى تراجع دورها السياسي مع صعود دور المنظمات الاجتماعية كاتحاد الشغل الذي سيطلق في الايام القادمة الحوار الوطني الثاني في تاريخه بعد الثورة، واشراف رئاسة الجمهورية على هذه المبادرة بينما النهضة تحاول سدى معالجة تفككها الداخلي، مقابل حصيله كارثية لراشد الغنوشي في ادارة البرلمان واتهمات بالفساد الاداري والمحاباة والتطبيع مع العنف.
شهدت بداية السنة انضمام قيادي اخر الى فيلق المستقيلين، على خطوات الأمين العام السابق زياد العذاري وعبدالفتاح مورو وعبد الحميد الجلاصي واخرين، قدم العربي القاسمي عضو مجلس الشورى استقالته من الحركة، معبرا عن استيائه من تتالتي الانشقاقات والأزمات معلقا "أعلن استقالتي ويرحل العربي القاسمي النّهضاوي مع سنة الكورونا، وليحتفل المحتفلون في مونبليزير كما احتفلوا من قبل بمناسبة استقالات سابقة، مزعج آخر يغادركم.."وأكد القاسمي تراجع الخزّان الانتخابي بشكل رهيب ووقوع تجاوزات لمؤسّسات وشبهات بالفساد. رفيق عبد السلام، صهر الشيخ وذراعه اليمنى أكد في أول تعليقه على سقوطه نيته العودة “إلى كتبي وأقلامي التي هجرتها بسبب ضغط الشأن السياسي”، مشددا على أن “إدارة الأحزاب والمجموعات السياسية تحتاج إلى رؤية وأفق سياسي، ولا يمكن أن تدار بروح التموقع والمهارشات التنظيمية ضيقة الأفق.
خلال السنة الانتخابية 2019 تراجع خزان النهضة الانتخابي بنسبة 18 بالمائة، و وهو خلال 10 سنوات تقريباً تراجعت شعبية الحزب الاسلامي من مليون ونصف المليون انتخبوها في 2011، إلى أقل من مليون في 2014، ثم إلى أقل من نصف مليون في 2019.
عبير قاسمي
تعليقك
Commentaires