alexametrics
بلاغات

اليمن.. قادةُ الميدان في سدة الرئاسة

مدّة القراءة : 2 دقيقة
اليمن.. قادةُ الميدان في سدة الرئاسة

 

قواعدُ الحرب في اليمن تكادُ تتغير، النُخب السياسية المتصادمة أصبحت في حالة وئام غير مسبوق، بينما الحوثيون يتوجسون قلقًا من التطورات السياسية الحاصلة في المعسكر المناهض لهم، وبين هذا وذاك لا يزال المجتمع الدولي يتمسك بخيط أملٍ لتحفيز الجميع على المضي قُدمًا لصناعة السلام، واستغلال هُدنة الـ60 يومًا التي بدأت في الأول من رمضان للوصول إلى حلٍ سياسي شامل.
 
وحتى الان لا يبدو أن الحوثيين يرغبون بالسلام، على الأقل في الوقت الحالي، لكنهم على ثقة أنهم سيواجهون تحدياتٍ ضاغطةٍ من المجتمع الدولي اذا تخلفوا عن رحلة المفاوضات المخطط لها، عوضًا عن مأزق آخر سيقعون فيه اذا ما عادت خيارات الحرب مرةً أخرى إلى الطاولة، سيما وأنهم سيواجهون خصومهم للمرة الأولى وهم مجتمعين سياسيًا وعسكريًا بعد أن فُوّضت أكثرُ القوى تأثيرًا على الأرض بقيادة البلد عبر ما سُميّ بـ"مجلس القيادة الرئاسي".
 
على أعتاب مرحلةٍ جديدةٍ من تاريخ اليمن، وفي ظل مآلات الحرب الدامية منذ سبعة أعوام، يطرح سؤال نفسه، هل يستطع مجلس القيادة الرئاسي تحقيق ما عجزت عنه منظومة القرار السابقة؟. القضية في زخم الأمل الشعبي ترشدنا إلى عديد من المعطيات التي يمكن البناء عليها في تقييم المرحلة المقبلة واستعراض احتمالاتها الممكنة، خاصةً وأن أغلب ممثلي مجلس القيادة الرئاسي يزخرون بماضٍ حافلٍ من الثقة الشعبية التي اكتسبوها من دورهم في مجابهة جماعة الحوثي عسكريًا.
 
عند الحديث عن المجلس الرئاسي الذي يضم 7 أعضاء إضافة إلى رئيس المجلس رشاد العليمي، الوزير الدبلوماسي السابق، ثمة قيادات بارزة تصدرت اهتمامات اليمنيين، مثل اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والعميد طارق صالح رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، واللواء أبو زرعة المحرمي قائد ألوية العمالقة الجنوبية، كان هؤلاء الثلاثة أكثر القادة العسكريين الذين انتزعوا مكاسب عسكرية مهمة من الحوثيين.
 
إلى جانب الزبيدي والمحرمي وطارق صالح، يشارك في عضوية المجلس الرئاسي محافظي مأرب وحضرموت سلطان العرادة وفرج سالمين البحسني، ومدير مكتب الرئيس السابق عبدالله العليمي، والمستشار السياسي عثمان مجلي وهو أيضا شيخ قبلي، غير أن التأثير الأكبر عسكريًا وشعبيًا يتركز حول طارق وعيدروس بناءًا على معايير القوة العسكرية والسياسية الاكثر تأثيرا وشعبية وقدرة على تحقيق انتصارات .
 
تشجيع المجتمع الدولي لعملية السلام لا يعني بالضرورة أن جماعة الحوثي قابلة بالتفاوض، حتى الآن يرفع المجلس الرئاسي شعار السلام ويكثف مساعيه لهدف التفاوض؛ لكن الحوثيين لم يعلنوا موقفًا متسقًا مع موقف خصومهم المتماسكين، والمدعومين بالثقة الشعبية والتأييد الدولي، حتى من مجلس الأمن الدولي، ومع استمرار هذا التصادم في الأهداف قد تكون الحرب هي الخيار الوارد لتغيير المعادلة.
 
حققت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وألوية العمالقة والمقاومة الوطنية انتصارات ناجزة خاضتها كل قوة منفردة ضد الحوثيين طيلة السنوات الماضية، وما ميزها أنها لم تخسر أي معركة ضد الجماعة المدعومة من إيران، وبناء على هذا المقياس وكذا المعطيات الواقعية فإن كفة الميزان ستميل في الحرب لصالح المجلس الرئاسي، وهذا ما يثير قلق الحوثيين وتوجسهم اليوم ويزيد من مستوى الثقة والتأييد الشعبي المؤازر للمجلس الرئاسي.

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter