هشام المشيشي رئيسا للحكومة .. ردود أفعال الأحزاب السياسية
اختار رئيس الجمهورية قيس سعيد مساء يوم السبت 25 جويلية 2020، وزير الداخلية هشام المشيشي لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة في ظرف شهر بعد أن قدّم رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ إستقالته نظرا لتورّطه في شبهة تضارب مصالح. قيس سعيد بعد أن اطّلع على مقترحات الأحزاب، خيّر أن يحتكِم إلى الفصل 98 من الدستور ويضطلع شخصيا باختيار الشخصية الأنسب لتكوين الحكومة الجديدة.
المشيشي من مواليد جانفي 1974، وهو وزير الداخلية في حكومة الياس الفخفاخ، شغل خطة مستشار أول لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون القانونية، متحصل على الأستاذية في الحقوق والعلوم السياسية بتونس وتحصّل على شهادة ختم الدراسات بالمرحلة العليا للمدرسة الوطنية للإدارة بتونس وعلى الماجستير في الإدارة العمومية من المدرسة الوطنية للإدارة بستراسبورغ. كما تقلّد خطة رئيس ديوان بكلّ من وزارة المرأة والنقل والصحة والشؤون الاجتماعية وشغل خطة مدير عام للوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات وعمل أيضا كخبير مدقق باللجنة الوطنية لمكافحة الفساد.
-
حظوظ المشيشي في تكوين الحكومة
فور تسلّمه التكليف لتكوين الحكومة من قبل رئيس الجمهوريّة قيس سعيد، ألقى المشيشي كلمة مكتوبة عبّر من خلالها عن اعتزازه بالثقة التي منحها له سعيّد، مشيرا إلى أنّه أمام مسؤولية وتحدّي كبير خاصّة في ظلّ الوضع الذي تمرّ به تونس. وزير الداخلية المكلّف بتشكيل الحكومة، هشام المشيشي، أكّد أنّه سيعمل على تكوين حكومة تستجيب لتطلّعات كلّ التونسيّين وتسعى إلى تحقيق كلّ الاستحقاقات المشروعة التي طال انتظارها منذ سنين.
اختيار قيس سعيد لوزير الداخلية فاجئ كلّ الأحزاب، التي أجمعت أغلبها على تقديم فاضل عبد الكافي وخيام التركي وذلك لتحقيق توافقات حزبية وضمان تشكيل حكومة بها حزام سياسي كبير يشمل خاصّة الحركة الإسلامية النهضة وقلب تونس. قيس سعيد قطع الطريق أمام توافقات الأحزاب ووضع أمامهم شخصية مستقلّة غير متحزّبة، شخصية قريبة منه وليس من السهل أن ترضخ لإملاءات الأحزاب. رئيس الجمهورية وجّه اللّوم إلى المنظومة الحاكمة الحالية على الوقت الضائع الذي مرّ في تشكيل الحكومات وإسقاطها، واعتبر أنّ كلّ من يُفكّر في الخروج عن القانون والذهاب بالبلاد إلى التفتّت والإقتتال ''فهو واهم'' مؤكّدا أنّه على كلّ طرف أن يتحمّل مسؤوليته التاريخية في الحفاظ على تونس وعلى شعبها. ''لن نتسامح في أيّ مليم من أموال شعبنا وقادرون بإمكانياتنا من أن نخرج من هذه الأزمة'' موضّحا أنّ هناك أطراف أصبحت تعتمد على خطاب الأزمات كأداة من أدوات الحكم.
وزير الداخلية هشام المشيشي، المكلّف بتشكيل الحكومة، سنده الرئيسي هو رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي اختاره وميّزه عن كلّ المرشّحين ولكنّه في المقابل سيخوض سلسلة مشاورات مكثّفة مع الأحزاب المشتّتة للتوافق على تشكيل حكومة تضمّ كلّ الأطياف ولكنّ المؤكّد أنّ المشيشي سيواجه العديد من التجاذبات والمطالب من الأحزاب وهنا سنتبيّن حنكته السياسية في التعامل مع الأحزاب.
-
ردود أفعال الأحزاب إزاء تعيّين المشيشي
رئيس كتلة الإصلاح حسونة الناصفي، عبّر عن تمنياته بأن يتوفّق هشام المشيشي في تشكيل الحكومة القادمة، وأكّد في تدوينة له على صفحته الرسمية بالفيسبوك أنّ المشيشي هو شخصية مستقلّة ورجل دولة كما أنّه ابن الادارة التونسية وكفاءة تستحق الدعم و المساندة.
رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف، الذي امتنع عن تقديم مرشّح لرئاسة الحكومة تنديدا منه بطريقة قبول قيس سعيد لمقترحات الأحزاب، على إثر تكليف وزير الداخلية هشام المشيشي بتشكيل الحكومة القادمة، نشر تدوينة عبّر فيها عن غضبه من قيس سعيد واعتبره عبء ''حقيقي على الإنتقال الديمقراطي في تونس'' وأشار أنّ قيس سعيد لا يُبالي بالدستور ولا بالبرلمان ولا حتى بالأحزاب معتبرا أنّ مقترحات الأحزاب الورقية كان مصيرها سلّة مهملات القصر. مخلوف اعتبر في تدوينة صباح اليوم الأحد أنّ قيس سعيد ''ديكتاتور'' لأنّه لم يحترم المؤسسات ونتائج الإنتخابات ووصفه بالمُتعالي على الطبقة السياسية لرفضه التحاور معهم وأضاف أنّ ''قيس سعيد يحلم بلعب دور المُستبد مع شعب أنجز ثورة كنست من هو أشدّ منه بطشا وهمجية وفرعنة وجنون''. وفي تدوينة أخرى له اليوم الأحد، وصف القيادي الإسلامي مخلوف رئيس الجمهورية قيس سعيد بـ ''فرعون'' لأنّه لا يعترف بالمؤسسات ويرفض الحوار مع الممثّلين الشرعيّين للشعب التونسي مشيرا أنّ الشرعيّة الوحيدة هي شرعيّة صندوق الإنتخابات ولا يُمكن تغيّيرها إلاّ عبر صندوق الإنتخابات.
النائب في البرلمان ياسين العياري عن حركة أمل وعمل، في تدوينة نشرها على حسابه الخاص بالفيسبوك، تمنى التوفيق لرئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي في إختيار وتكوين فريقه وترتيب أولوياته وبرنامجه، وأشار العياري أنّ رئيس الحكومة المكلف، كان عضو في الحكومة السابقة، يجعل ذلك عليه عبئا ثقيلا لإعادة بناء الثقة التي ''دمرها من سبقوه''، مؤكّدا أنّ الأمر لن يكون سهلا وأضاف أنّ حركة أمل وعمل، ستنتظر تشكيل الفريق، وستتعامل معه بإيجابية.
في تصريح لبيزنس نيوز اليوم الأحد 26 جويلية 2020، أكّد النائب عن حزب تحيا تونس حسين جنيح أنّ اختيار رئيس الدولة قيس سعيد لوزير الداخلية هشام المشيشي وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة هو خيار صائب وفي محلّه. واعتبر جنيّح أنّ هشام المشيشي شخص ذو كفاءة ودراية بالإدارة التونسية وبكلّ دواليب الدولة نظرا لخبرته ومسيرته المتنوّعة، وأضاف النائب عن تحيا تونس أنّ البلاد لم تعد تستحق التجاذبات والصراعات السياسية مؤكّدا أنّ حكومة هشام المشيشي يجب أن يتمّ منحها الثقة وأن تُسانده الأحزاب وتدعمه ''إن في دعمه هو دعم للإدارة التونسية ولكلّ الكفاءات'' كي تستعيد البلاد استقرارها على كلّ المستويات.
القيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، أكّد في تدوينة نشرها على صفحته بالفيسبوك اليوم الأحد 26 جويلية 2020، أنّ رئيس الدّولة قيس سعيد لم يوفّق في اختياره لوزير الداخلية هشام المشيشي لتكوين الحكومة الجديدة بقطع النّظر عن كفاءته من عدمها. وأضاف أنّ قيس سعيد ''ترك مقترحات الأحزاب جانبا ولم يقم بدوره الإستشاري الرئيسي وكان أقرب للإداري منه إلى السياسي''. وأكّد المستقيل من الحركة الإسلامية النهضة أنّ ''امكانية التدارك لازالت ممكنة إذا ما أثبت المشيشي بأنّه رئيس حكومة وليس وزيرا أوّل''، مشيرا أنّ المشيشي يجب عليه أن يتعامل بالأساس مع البرلمان ويحترم صلاحياته الدّستورية حتّى لا يتمّ الإنحراف ''نحو نظام سياسي مشوه''.
رئيس كتلة قلب تونس في البرلمان، أسامة الخليفي، أكّد في تدوينة على حسابه الخاصّ بالفيسبوك اليوم الأحد 26 جويلية 2020، أنّ قلب تونس ليس له أيّ تحفظ على شخص هشام المشيشي، وتمنى أن يتمكّن المشيشي من تحقيق الإستقرار السياسي الضروري لتلبية مطالب الشعب ولضمان توازن الدولة وتماسكها وللحفاظ على استمرارية مؤسساتها الشرعية ''بعيدا عن المصالح الشخصية والمناورات السياسوية''. وشدّد أسامة الخليفي على أنّ الأولويّة العاجلة في تونس اليوم هي ''إنقاذ الاقتصاد الوطني والتفرغ الكامل لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة'' موضحا أنّ ذلك يستوجب من الجميع التحلي بروح المسؤولية والوحدة الوطنية.
أمين عام حركة الشعب، النائب زهير المغزاوي، أكّد أنّ هشام المشيشي شخصيّة قادرة على قيادة البلاد في المرحلة القادمة ''رغم كلّ الصعوبات والعراقيل'' معتبرا أنّ جملة المقايّيس التي قدّمتها حركة الشعب لرئيس الجمهورية لإختيار رئيس الحكومة متوفّرة في المشيشي، قائلا ''قيس سعيد أحسن الإختيار''. وتمنى المغزاوي كلّ التوفيق للمشيشي في القدرة على تشكيل حكومة قوية تقود البلاد في المرحلة القادمة، مؤكّدا أنّ أعضاء حركة الشعب راضين عن اختيار رئيس الجمهورية لوزير الداخلية.
ردود أفعال الأحزاب السياسية تُشير إلى أنّ وزير الداخلية الحالي هشام المشيشي المُكلّف بتكوين الحكومة في ظرف شهر، له حظوظ في تشكيل حكومته وتمريرها على جلسة منح الثقة. كلّ الأحزاب تقريبا أبدت رأيها بالإيجاب وعبّرت عن ثقتها في شخصية المشيشي ذو الكفاءة في حين الأحزاب الإسلامية النهضة وائتلاف الكرامة لم يعجبهم اختيار الرئيس.
يسرى رياحي
تعليقك
Commentaires