رغم تنبيه الهيئة خلال ندوتها الصحفية الأخيرة منذ يومين استنادا إلى القانون الانتخابي بأن الصفحات الممولة للأحزاب والمترشحين للرئاسية تعد خرقا للقانون ، ورغم التنبيهات بالعقوبات وبإحتساب ذلك في إطار السقف الانتخابي والتمويل الأجنبي يواصل عديد الشخصيات السياسية والمترشحين للانتخابات الرئاسية والتشريعية تمويل الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حدود اليوم 16 أوت 2019.

ومن بين هذه الأحزاب ، نجد حركة تحيا تونس وحزب قلب تونس وحزب أفاق تونس وائتلاف تحرك وعدد من الشخصيات المترشحة للرئاسية على غرار يوسف الشاهد وعمر منصور ومحسن مرزوق وعبد الكريم الزبيدي وحتى المرشح للتشريعية ياسين العياري.

وتواصل الصفحات الممولة والموالية لمن سبق ذكرهم من المترشحين بالظهور على مواقع التواصل الاجتماعي في خرق واضح للقانون الانتخابي، الذي يقتضي انتظار الحملة الانتخابية للقيام بأعمال دعائية والالتزام بحدود السقف الانتخابي.

وظهرت صفحة ممولة تحمل اسم سليم العزابي تتحدث عن انجازات حكومة الشاهد وغلقه لمصنع السياب بصفاقس.

وظهرت صفحة ممولة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد يصافح أحد الأطفال ويرفق بصورة شعار '' بالأمل والثقة نتقدم''

كما ظهر زعيم حركة مشروع تونس محسن مرزوق في فيديو ممول على صفحته ويظهر فيه بين أهله بمدينة الغريبة بصفاقس.

وبدوره ظهر رئيس حزب أفاق تونس ياسين براهيم وهو يتحدث عن تبنيه للأفكار والتعهدات التي التزم بها المرشح للرئاسية عبد الكريم الزبيدي.

أما نبيل القروي فقد حملت صفحته الممولة بإسم حزبه قلب تونس صورته وهو بإحدى اجتماعات حزبه حيث كتب شعار '' معا من أجل تونس أفضل''

كما برزت صفحة أخرى بإسم ائتلاف تحرك في صورة على صفحة ممولة تحمل صورة كتب عليها '' نعاودوا نبنيوا الدولة.. عمر منصور'' وهو والي تونس السابق والمرشح للرئاسية.

وتواجدت على مواقع التواصل الاجتماعي وبصفة مكثفة على الفيسبوك صفحة باسم '' بعج السيف نعلق منجل'' وهي موالية لعبد الكريم الزبيدي المرشح للانتخابات الرئاسية.

كذلك فقد كان للمترشحين للتشريعية نصيب في تمويل السفحات ومنهم النائب ياسين العياري الذي تناول في صفحة ممولة حصيلة عمله البرلماني طيلة عهدته النيابية الفارطة وهو مترشح في الدوائر الانتخابية بقائمته حركة أمل.

وأمام هذا الكم من التمويل للصفحات، كانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد سبق وأرسلت تنبيها للقائمين على الصفحات أي ممن يمثلونها وسألتهم عن علاقتهم بها ودعتهم إلى إيقافها وأكد عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنيس الجربوعي خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة بمقرها بالبحيرة 2  الأربعاء الماضي أن الهيئة تتابع الصفحات الممولة على مواقع التواصل الاجتماعي وستتدخل لمنعها بصرامة لتعارضها مع القانون ودخولها في التمويل الأجنبي مشيرا إلى أنه سيتم احتساب تكلفتها في السقف الانتخابي.

وحذر من تواصل هذه الأعمال وتمويل الصفحات مضيفا أنه تمّ تنبيه جميع المترشحين وسيتم اتخاذ عقوبات مالية وانتخابية صارمة ضد مخالفي القانون قد تصل إلى الحرمان من نتائج الانتخابات.

وأشار إلى أن الهيئة انطلقت من الآن في تنبيه جميع المترشحين الذين أصبحوا على ذمتها ولهم صفحات بأسمائهم وبأسماء أحزابهم مشددا على أن الهيئة لن تتسامح مع ذلك والقانون يتعامل مع هذه الحالات على أنها إشهار سياسي.

ورغم ذلك لا يزال المترشحون للرئاسية يتغاضون على القانون وعلى تنبيهات الهيئة في انتظار قرارتها للحفاظ على تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين والتزامهم بالقانون الانتخابي والحملة الانتخابية.

وأكد نبيل بفون أن الهيئة تطالب المترشحين بإحترام سقف التمويل مشيرا الى أن لجنة مختصة مكونة من وزارة المالية والديوانة والبريد التونسي وهيئة مكافحة الفساد والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري  وهيئة التحاليل المالية ستعمل على رصد كل التحويلات المالية لفائدة المترشحين وتراقب أنشطتهم مشدد على أن الهيئة لن تتسامح مع انتهاك القانون وستتدرج في معاقبة مخالفي القانون الذي يصل إلى عقوبات خطيرة كالحرمان من النتائج.

للإشارة سيتم يوم 31 أوت 2019 الإعلان عن القائمة النهائية للمقبولين للترشح للانتخابات الرئاسية وسيكون يوم  02 سبتمبر أول أيام انطلاق الحملة الانتخابية الذي سيتواصل الى غاية يوم 13 من نفس الشهر ليكون يوم 14 سبتمبر يوم الصمت الانتخابي ويوم 15 سبتمبر يوم الانتخابات.

س.ع