كافة التدابير الصحيّة والإجراءات القانونيّة لعودة السياح والتونسيّين من الخارج
في تحدي ثاني لجائحة كورونا التي تمكّنت تونس من السيطرة على انتشارها في مرحلتها الأولى، وبإذن من الحكومة التونسيّة تمّ فتح الحدود البرية والبحرية والجوية لتونس لإستقبال التونسيين العائدين من الخارج بالإضافة إلى السياح الذين قرّروا اختيار تونس كوجهة سياحية آمنة.
تزامنا مع فتح الحدود تمّ إتخاذ مجموعة من الإجراءات الصحية والوقائية تُلزم السياح والتونسيّين بالإلتزام بها حفاظا على سلامتهم وضمانا لعدم انتشار موجة ثانية من وباء كورونا. ومن أجل تحقيق التوافق بين الوضع الصحي والوضع الاقتصادي ومواصلة التنسيق المشترك للحفاظ على المكاسب الصحية، تمّ ترتيب الدّول وفقا لخطورة الوباء فيها من الدول التي تشهد أكثر انتشار للفيروس إلى الدول التي بها حالات قليلة وتمّ نشر المجموعة الأولى(اللون الأخضر) ذات الانتشار الضعيف للوباء، أيّ الدول التي لا تشهد انتشار لفيروس كورونا ولا تحتوي على بؤر وبائيّة، تقرر أنّ العائدين منها إلى تونس لا يقع إخضاعهم إلى إجراءات وقائيّة خاصّة. المجموعة الثانية(اللون البرتقالي) ذات الانتشار المتوسط للوباء، أيّ الدّول التي تشهد حالة انتشار متوسّطة للوباء، من الضروري على العائدين من تلك الدول، الاستظهار بتحليل مخبري RT-PCR قبل السفر بـ 120 ساعة أيّ قبل صعوده طائرة العودة إلى تونس.
بالنسبة للتونسيين الراغبين في الإقامة في النزل والسياح، أشارت رئاسة الحكومة أنّه يتعيّن على هولاء أن يتحوّلوا إلى النزل على متن الحافلات السياحية الملتزمة بقواعد البروتوكول الصحي للسياحة التونسية وذلك في مجموعات مؤطرة، وتكون الإقامة مؤطرة في النزل، كما يُسمح للمجموعات المؤطرة للسياح والمقيمين في النزل بزيارة المتاحف والمعالم والمواقع الأثرية السياحية مع احترام البروتوكول الصحي بكل موقع.
وفقا لعضو اللّجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ، الدكتور حبيب غديرة، فإنّ التونسيّين العائدين من الدول المصنّفة في القائمة الخضراء لا يخضعون لأيّ إجراء، ولكنّ التونسيّين العائدين من الدول المصنّفة في القائمة باللّون البرتقالي، يخضعون للحجر الذاتي في منازلهم وتحديدا في غرفهم لمدّة 14 يوم. بعد مرور 6 أيام من الحجر الذاتي وظهرت على التونسي العائد من الخارج علامات الإصابة بالفيروس، يجب عليه أن يتّصل بالإدارة الجهويّة للصحة التابعة للولاية التي ينتمي لها ويتمّ إجراء تحليل مخبري له على حساب الدّولة وإن كان سلبي يواصل الحجر الذاتي لمدّة 14 يوم وإن كان إيجابي يتمّ نقله لمركز حجر إجباري.
أما التونسيين العائدين من الخارج والذين مرّ على فترة حجرهم الذاتي 6 أيام ولم تظهر عليهم علامات الإصابة بفيروس كورونا ويرغبون في إجراء تحليل مخبري RT-PCR، لكي يتأكّدوا من سلامتهم للخروج من الحجر الذاتي، أكّد غديرة أنّه يتوجّب عليهم أن يتّصلوا بإدارة الصحّة الجهويّة التابعة للولاية القاطنين بها كي يتمّ إرسالهم للمخبر الذي سيتمّ فيه إجراء التحليل بالجهة على حسابهم والمقدّر ثمنه بـ 209 دينار.
بالنسبة للتونسيّين الذين يريدون إجراء التحليل المخبري RT-PCR، في معهد باستور للتأكّد من سلامتهم، أكّدت المسؤولة في قسم العيادة الخارجية بمعهد باستور الدكتورة ، راضية عمي، أنّ التحليل يتمّ إجراؤه للمسافرين وللمواطن العادي الذي يطلب منه الطبيب القيام بذلك التحليل وبيّنت أنّ نتائج التحليل تجهز بعد 24 ساعة من أخذ العيّنة، وأضافت أنّه لأخذ موعد لإجراء التحليل يمكن للمواطن الإتّصال بالأرقام الموجودة على موقع معهد باستور أو الرقم الخاصّ 94208076 وإلاّ عن طريق إرسال رسالة على البريد الإلكتروني.
العديد من التونسيّين في الخارج تساءلوا حول إن كان من الضروري أن يتمّ إجراء التحليل المخبري RT-PCR، لأبنائهم أثناء عودتهم إلى تونس، لرفع هذا اللّبس، أعلنت رئاسة الحكومة اليوم الجمعة أنّه تقرّر إعفاء الأطفال الذين لا يتجاوز سنهم 12 سنة من ضرورة الاستظهار بالتحليل المخبري RT-PCR، بالإضافة إلى إعفاء المسافر التونسي وقرينه الأجنبي أو الأجنبي الذي لديه مقرّ إقامة في تونس من ضرورة الاستظهار بتحليل مخبري RT-PCR بالنسبة للبلدان التي يتعذر فيها القيام بمثل هذا التحليل سواء بالنسبة للبلدان ذات الانتشار المتوسط للوباء أو بقية الدول شرط قضاء فترة حجر صحي إجباري لمدة 10 أيام على نفقته بإحدى مراكز الحجر الصحي المعدة للغرض وعلى هؤلاء أن يلتزموا بإجراءات العزل الصحي لضمان سلامة الركاب.
قائمة مراكز الحجر الصحي الإجباري نُشرت على المواقع الالكترونية الرسمية بالسفارات والقنصليات التونسية بالخارج، ويمكن في صورة التعذر المبرر، إعفاء التونسيين بالخارج من ضرورة الاستظهار بتحليل مخبري RT-PCR شرط الحصول على ترخيص من قبل وزارة الصحة. كما يمكن للأطفال أقل من 12 سنة القادمين من الدول ذات الانتشار المرتفع للوباء، إجراء حجر صحي ذاتي رفقة أحد الوالدين عوض الحجر الصحي الإجباري، كما سيتم تأمين عودة العائلات التونسية والمختلطة وجميع التونسيين العالقين في ليبيا والجزائر عبر الحدود البرية على دفعات.
وتنطبق على الوافدين إجراءات الوضعية الوبائية الأفضل لبلد الإقامة السارية المفعول طيلة سبع أيام السابقة لتاريخ السفر، وأشارت رئاسة الحكومة أنّه يجري العمل بالتصنيف الجديد للوضعية الوبائية المعلن عنه من قبل المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة بخصوص إجراءات الحجر الصحي.
السلطات التونسيّة اتّخذت كلّ الإجراءات الوقائية وتعمّدت تسهيل عودة التونسيين من الخارج مع أخذ الإحتياطات اللاّزمة، ولكنّ الموجة الثانية من انتشار جائحة كورونا لا يمكن تفاديها إلاّ بتطبيق المواطنين لكلّ إجراءات الوقاية على غرار ارتداء الكمامات واحترام التباعد الجسدي، على أمل أن تتمكّن تونس في مرحلة ثانية من الإنتصار على وباء كورونا.
تعليقك
Commentaires