وصف سيف الدين مخلوف النائب و رئيس كتلة ائتلاف الكرامة بمجلس نواب الشعب خلال تدوينة نشرها اليوم الأربعاء 25 مارس 2020، على صفحته الرسمية بالفايسبوك مراد الزغيدي بأبشع النعوت التي تحمل في طياتها كما كبيرا من الحقد و الكراهية على خلفية تدخله صباح اليوم في راديو أي أف أم بخصوص الاعتداء على محمد العفاس.

خطاب الكراهية و العنف و التكفير الذي تميز به ائتلاف الكرامة تجاه كل من يخالفهم الرأي واستعمال معجم لغوي عنيف و مقزز أعاد إلى الأذهان النعوت التي وصف بها القيادي بالإتلاف عماد دغيج سامية عبو حين شبهها بالجروة التي تنبح و -الكلبة الصارف- و أعاد الى الأذهان خطاب محمد العفاس نفسه حين كفر رئيس الحكومة الياس الفخفاخ و نعته بالمدافع عن المثلية الجنسية و المحارب للدين و أعاد الى الذاكرة خطاب عبد اللطيف العلوي حين وصف خالد الكريشي و سالم الأبيض بأبشع النعوت خلال مداخلته بمجلس النواب و واصله القائد القدوة سيف الدين مخلوف اليوم خلال تدوينته التي جاءت دقائق معدودة بعد مداخلة الزغيدي.

وصف سيف الدين مخلوف في تدوينته مراد زغيدي بالقول - يا هايشة .. يا مريض .. يا مُغط .. يا بقايا زبلة يسار بن علي البوليس-

ووصف اتحاد الشغل بعصابة -  الفصايل و الكلوشارات-  متحدثا عن العنف الدي تعرض له نائبه و مدافعا عنه بكمية من العنف اللفظي تفوق ما قد يكون تعرض له العفاس، ثم ما الذي قاله مراد الزغيدي ليستحق كل الكم من التهجم من قبل مخلوف.

يبدو أن ما أثار استياء مخلوف هو الرابط الذي أوجده مراد الزغيدي بين ائتلاف الكرامة و لجان حماية الثورة التي هاجمت سنة 2012 العديد من أعضاء الاتحاد العام التونسي للشغل، رابط يوضح أن ائتلاف الكرامة هو امتداد لروابط حماية الثورة و أصل العنف الذي نراه حاليًا في المشهد السياسي الإعلامي و تدوينة سيف الدين مخلوف على فيسبوك هذا الصباح دليل آخر على هذا العنف  و تواص للحملة التي يشنها الائتلاف على كل رأي مخالف، حيث أن مراد زغيدي ليس الصحفي الوحيد الذي وجهت نحوه سياط العنف بل يعتبر محظوظا لأنه لم يتعرض للتهديد مثل زملائه الآخرين.

اتحاد الشغل نفى على لسان أمينه العام المساعد سامي الطاهري في تصريح لبزنس نيوز أن يكون وراء الاعتداء المزعوم على محمد العفاس بل اتهمه بصناعة البطولة و استكمال أطورا مسرحية التكفير التي انطلق فيها خلال مداخلته بمجلس النواب.

من ناحية أخرى ما فعله نائب الشعب و حامي القانون و ما قاله خلال تدوينته يندرج ضمن المواد 12 و 13 و 14 من المرسوم عدد 115 لسنة 2011 المؤرّخ في 2 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الصحافة و الطباعة و النشر و يعرض صاحبه المنتخب من الشعب لأحكام المادة 123 من قانون العقوبات ، لأن مراد الزغيدي يعتبر بموجب القانون صحفياً يمارس مهامه ويعتبر أي انتهاك له إهانة لموظف عمومي أثناء قيامه بمهامه وما يمكن فهمه هو أن سيف الدين مخلوف فوق القانون ويتمتع بالحصانة البرلمانية و سبق له ان أهان وكيل الجمهورية بسيدي بوزيد قبل بضعة أشهر حين هدده في سلامته الجسدية و قال له  "كانك تعتبر روحك قاضي إيجا لتونس"  ، وحكم عليه غيابيًا بالسجن  لمدة عشرين شهرا، لكنه استمر في التمتع بحريته بعد استئنافه للحكم و لم يتم تحديد موعد لمحاكمة جديدة، و أيضا حين قررت الإدارة العامة للجباية تسليط خطية مالية قدرها 262 ألف دينار ضده على اثر مراجعة جبائية معمقة أجرتها الإدارة المذكورة على أعمال مكتبه للمحاماة، خلال فيفري وجويلية 2018 و استأنف الحكم.

ائتلاف الكرامة سيواصل استعمال العنف ضد كل من يخالف رأيه و عقيدته و إيديولوجيته و لن يتوانى عن دلك في ظل التراخي و التهاون في تطبيق القانون و لن يكون مراد الزغيدي الضحية الأخيرة من الصحفيين و الاعلامين مادام المنتخبون من الشعب للدفاع عن مصالح الشعب يستغلون الحصانة للتنصل من تبعات ما يرتكبونه في حق الشعب.

حسام بن أحمد