تسارع نسق انتشار فيروس كورونا خلال الأيام و الأسابيع القليلة الماضية ، الامر الذي أدى الى تدهور الوضع الوبائي و ارتفاع عدد الحالات الإيجابية رغم تحسن نسبي في الوضع الوبائي خلال اول أسبوع من شهر مارس الماضي .

وساهم انتشار المتحورة البريطانية في تسارع نسق انتشار الفيروس و هي سلالة تم الإعلان عن اكتشافها في بريطانيا و بالتحديد في مقاطعة "كنت" في سبتمبر2020  لتنتشر منذ ذلك الحين في اكثر من 50 دولة حول العالم من بينها تونس و التي ظهرت فيها السلالة المتحورة لأول مرة يوم الثلاثاء 2 مارس 2021 ، ليصل عدد الإصابات بالمتحورة البريطانية في تونس الى حدود اليوم الاثنين 5 افريل الى : 144 حالة إصابة موزعة على 16 ولاية .

و امام ارتفاع عدد الإصابات و انتشار المتحورة البريطانية رجح مدير معهد باستور الهاشمي لوزير دخول تونس في موجة ثالثة قد تكون اكثر خطورة من الموجة السابقة، وذلك بسبب سرعة انتشار السلالة البريطانية ، و دعا مدير معهد باستور الى تشديد الإجراءات الوقاية مشيرا الى أهمية الاقبال على التلقيح لكنه قال في ذات السياق :" التلقيح مهم و لكنه لن يحد من انتشار الفيروس " هذا و أشار مستشار منظمة الصحة العالمية  سهيل العلويني الى ان احد أسباب ارتفاع نسق انتشار الفيروس يكمن في عدم تطبيق الإجراءات الصحية على غرار ارتداء الكمامة .

لهذا السبب اصبح التقيد بالإجراءات و البرتوكولات الصحية امرا اجباريا و على رأسها ارتداء الكمامة فهي الحاجز الوحيد لمنع انتشار الرذاذ المتناثر المتسبب في العدوى ، في هذا السياق ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية صور لرؤساء و كبار المسؤولين في الولايات المتحدة الامريكية وهم يرتدون كمامتين على غرار رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو بايدن و نائبته كاملا هاريس ، الامر الذي أثار حالة من الاستغراب و التساؤل ، فهل وضع كمامتين افضل من وضع كمامة واحدة ؟

للاستفسار حول جدوى وضع كمامتين بدل كمامة واحدة اتصلنا بمستشار منظمة الصحة العالمية  سهيل العلويني الذي اكد لنا انه و امام انتشار السلالة البريطانية المتحورة من الأفضل استعمال كمامتين جراحتين  في الأماكن المغلقة التي تفتقر الى التهوئة ، و قال العلويني :" الحل الأفضل يكمن في ارتداء كمامتين جراحيتين في الأماكن المغلقة لكن في صورة الحصول على الكمامة الطبية من نوع FFP2  فلا جدوى من كمامتين فهي كافية " .

و أضاف سهيل العلويني في تصريح ل BNCheck  ان كمامة القماش لا تكفي لوحدها لذلك من الممكن ارتداء الكمامة الجراحية أولا ثم الكمامة القماشية مشيرا الى ان جودة الكمامة و المادة المستعملة في صناعتها هي التي تحدد مدى جودتها و الكمامة القماشية بالتالي هي اقل حماية خلافا للكمامة الطبية التي توفر حماية اوفر  

تجدر الإشارة في هذا السياق الى ان بعض الدول اقرت اجبارية ارتداء الكمامة الطبية FFP2  نظرا لفعاليتها في الحماية ضد الفيروس و هو ما ذهبت اليه كل من النمسا و المانيا مثلا اين تم  فرض ارتداء الكمامات الطبية دون غيرها .

ر.ع