alexametrics
الأولى

قيس سعيد رئيسا للجمهورية: أهم ردود الأفعال التي تلت تنصيبه

مدّة القراءة : 5 دقيقة
قيس سعيد رئيسا للجمهورية: أهم ردود الأفعال التي تلت تنصيبه

 

"أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال تونس وسلامة ترابها، وأن أحترم دستورها وتشريعها وأن أرعى مصالحها، وأن ألتزم بالولاء لها". الأربعاء 23 أكتوبر2019، الرئيس السابع للجمهورية التونسية قيس سعيد يؤدي اليمين الدستورية بمجلس نواب الشعب.


 وسط جلسة عامة حضرها أعضاء مجلس نواب الشعب المنتهية عهدتهم ورؤساء الجمهورية السابقون ورؤساء الحكومات السابقون ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد وأعضاء الحكومة وممثلو الهيئات والمنظمات الوطنية وعدد من الشخصيات الوطنية وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين بتونس وكبير أحبار يهود تونس ورئيس الأساقفة بتونس، أدى الرئيس قيس سعيد القسم الدستوري وتوجه بعد ذلك بخطاب للشعب التونسي أكّد فيه ان تونس تعيش ثورة حقيقية بمفهوم جديد في لحظة تاريخية يتغير فيها مسار التاريخ بوعي الشعب القادر على تغيير مساره في الاتجاه الذي يريد وان الأمانة تتمثل في الحفاظ على الدولة التونسية لأن "الكل سيمرّ ويمضي والدولة يجب أن تستمر".

 اثر أدائه اليمين الدستورية وبعد توجهه بخطاب للشعب التونسي، تحوّل سعيّد إلى قصر قرطاج ليتسلّم منصب رئاسة الجمهورية وتمّ استقباله في حدود منتصف النّهار، وأمام الجناح الخاصّ لقصر قرطاج، وقبل نزوله من سيارته، تمّ إطلاق 21 طلقة ناريّة في الهواء، وهو تقليد معروف باستقبال رئيس الجمهوريّة المنتخب الجديد، ثمّ قام بمصافحة الرئيس المتخلّي محمّد الناصر الذي كان بانتظاره.

 

بعد أن هنأه، قال الرئيس المتخلي محمد الناصر إن ثقة الشعب التونسي في قيس سعيّد ستكون وسيلة لتمكّنه من الاستجابة لحاجيات وتطلّعات الشعب، متمنيا له كلّ التوفيق والنجاح في مهامه وفي مواصلة المسؤوليّة، ثم توجّه إلى الساحة الشرفية وغادر القصر.انطلق قيس سعيّد في استكمال مراسم تنصيبه، ودخل من باب الديوان أين استقبله الجيوش الثلاثة بالتحيّة وتمّ رفع النشيد الوطني، في هذه الأثناء تقدّم قيس سعيّد وقام بتقبيل علم تونس. ٍ وبعد ذلك دخل الرئيس الجديد لمكتبه بقصر قرطاج أين تمّ استقباله من طرف زوجته وأبنائه. 

 

مرة أخرى ينجح قيس سعيد في لفت الأنظار في الداخل والخارج ويكون محور اهتمام الشأن الوطني وسط تحديات كبرى تنتظره في ظل تجاذبات سياسية وانقسامات حادة تعيش على وقعها البلاد وملفات حارقة بانتظاره على طاولة قرطاج وهو ما سيزيد من حجم مسؤوليته.

 

بعد يوم حافل مر به الرئيس الجديد قيس سعيد اختار أن يتحول اثر موكب التنصيب إلى روضة الشهداء بالسيجومي ووضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري بحضور كل من رئيس مجلس نواب الشعب بالنيابة عبد الفتاح مورو ووزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي وأعضاء المجلس الأعلى للجيوش ومفتي الجمهورية عثمان بطيخ.

 

مرّ اليوم التاريخي الذي عاشت فيه تونس مرة أخرى على التسليم السلمي للسلطة وبدأت ردود الأفعال تتباين وتختلف بين مهلّل ومهنّئ، كبير أحبار اليهود في تونس الحاخام حاييم بيتان، الذّي حضر موكب تنصيب قيس سعيّد رئيسا للجمهوريّة التونسيّة بمجلس نواب الشعب، قال إنّ الخطاب الذي توجّه به سعيّد كان معقولا ومطمئنا. وعبّر عن فرحه بانتخاب قيس سعيّد بطريقة ديمقراطيّة، وأكّد أنّ تونس معروفة بضمانها لحقوق الإنسان، وبالتسامح والتحابب بين شعبها ومع باقي شعوب العالم، وبديمقراطيتها في انتخاب رئيس يحبّه الشعب. 

 

وأشار الحاخام حاييم بيتان أنّ اليهوديّين التونسيّين دائما يريدون العودة إلى تونس، وتمنى أن يعودوا لتونس ويستثمرون فيها، ودعا إلى ضرورة استمراريّة التعايش والتسامح في تونس للعمل من أجل مصلحتها.

 

الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي علّق بدوره عن الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال الجلسة العامة المخصصة لأدائه اليمين الدستورية في تصريح للإذاعة الوطنية، مبينا أنها شاملة وثمّن تركيز رئيس الجمهورية على تطبيق مبدأ دولة القانون والمؤسسات والحقوق والحريات وخاصة التأكيد على حرية المرأة.

 

هنئ كذلك اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية هنّأ الرئيس قيس سعيد، في بيان أصدره عشيّة يوم التنصيب وجدّد فيه استعداده للعمل مع الرئيس الجديد في الفترة القادمة. اتحاد الأعراف بين أن قيس سعيد قدم في خطابه أمام البرلمان رسالة طمأنة للشعب التونسي مثمنا مواقفه الايجابية من المنظمات الوطنية، كما عبرت المنظمة عن نيتها التشاور وتقديم مقترحات له في الملفات الحيوية، ودعا قيس سعيد إلى اتخاذ قرارات جريئة لما تتطلبه المرحلة الصعبة اقتصاديا من تحمل مسؤولية وتغليب المصلحة العليا للبلاد.

 

 رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي كان لها رأي في خطاب الرئيس الجديد للخمس سنوات القادمة قيس سعيد، وقالت إنه كان عليه أن يؤكد خلال حملته الانتخابية أنه ليس له علاقة بالقوى المتطرفة، وأوضحت أن أول امتحان لقيس سعيد يتمثل في تعيينه للمحيطين به من ديوانه الرئاسي والمسؤولين وزراء الخارجية والدفاع، الأمر الذي سيبين مدى قدرته على تنفيذ النقاط التي طرحها في خطاب تنصيبه.

 

حركة الشعب اختارت أن تهنئ سعيد بطريقتها، حيث تحوّل الامين العام للحركة، زهير المغزاوي، وعضو مكتبها السياسي، سالم لبيض، للقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد بمقر اقامته. وتناول اللقاء الوضع العام بالبلاد والقضايا والملفات المطروحة على الساحة الوطنية ومقاربة حركة الشعب للعمل البرلماني والحكومي والعلاقة مع مؤسسة رئاسة الجمهورية.

 

حركة النهضة أصدرت اليوم الخميس 24 أكتوبر، بيانا عبرت فيه عن اعتزازها بالأجواء التي عاشتها البلاد يوم أمس بمناسبة تنصيب قيس سعيّد رئيسا للجمهوريّة التونسيّة بما سجّل إضافة نوعيّة للمسار الديمقراطي وتداولا سلميا على السلطة بناء على الشرعية الانتخابية وزاد من فخر التونسيين ببلادهم واعلاء شانها إقليميا ودوليّا. وأكدت أنها تسجّل بإيجابية ما ورد بكلمة رئيس الدولة قيس سعيد بمناسبة أدائه لليمين الدستورية حول علوية الدستور وانفاذ القانون وحماية المال العام ودعم مكتسبات المرأة ومقارعة الإرهاب واعلاء للقيم الإنسانية والثقافية العربيّة الاسلاميّة ووقوف تونس الدائم مع القضايا العادلة وعلى راسها القضية الفلسطينية، وهو ما يمثل رافعة جديدة للوحدة الوطنية والتضامن المجتمعي ولمزيد البذل والعمل والاجتهاد.

 

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل توجهت بعبارات التّهنئة لقيس سعيّد بعد تنصيبه يوم أمس الأربعاء 23 أكتوبر رئيسا للجمهوريّة التّونسيّة في رسالة نشرتها الصفحة الرسمية للسفارة الألمانية بتونس. وأكدت فيها أن ألمانيا وتونس تجمعهما علاقات صداقة وثيقة في جميع المجالات، على غرار السياسية والإقتصادية والثقافيّة، وعبّرت عن رغبتها في تحقيق استمراريّة هذه الشراكة الوثيقة وإكسابها المزيد من العُمق. وعبّرت ميركل عن إعجابها بالتحوّل الديمقراطي والانفتاح الاجتماعي الذي شهدته تونس منذ السنوات الماضية، مبينة أنّ ألمانيا ستستمرّ في شراكتها مع تونس وأنّها ستدعم مواصلة هذا التطوّر وكذلك ستدعم تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتحديث المجتمع.

 

بينما حضرت المنظمات الوطنية والوفد الحكومي والرؤساء السابقون وممثلون عن الأحزاب والمجتمع المدني صبيحة الجلسة الممتازة لأداء اليمين الدستورية في البرلمان بدعوة من رئيس مكتب نواب الشعب عبد الفتاح مورو، كان غياب منظمات ساهمت في انجاح المسار الانتخابي عموما والديمقراطي على وجه الخصوص واضحا.

 

كانت السلطة الرابعة مغيبة عن أشغال الجلسة بكافة ممثليها، سواء الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، نقابة الصحفيين التونسيين، أو الجامعة التونسية لمديري الصحف.

 

كل من المنظمات الثلاث، نشر بلاغات في هذا الصدد وكانت النقطة المشتركة بينها هي التشديد على رفض التغييب المتعمد للاعلام والصحافة من حدث تاريخي، اذ بينت الهايكا أنه تم اقصائها من حضور الجلسة وأن الدعوة وصلتها سويعات قبل انطلاقها مما يجعل الحضور أمرا صعبا. نقابة الصحفيين اعتبرت أن مرد تناسيها هو بتعلة أنها ليست منظمة وطنية، مشددة في بيان لها ان اقصائها كان بسبب مواقفها من حكم حركة النهضة، ومؤكدة أن اقصائها كان متعمدا من قبل عبد الفتاح مورو.جامعة مديري الصحف من جهتها أوردت أن اقصاء ممثلي الصحف من الجلسة هو تواصل للحملة الشعواء التي انطلقت ضد الصحافيين.جمعية القضاة التونسيين كذلك شددت في بيان أنها مستاءة من اقصائها المتعمد الذي لا يحترم البرتوكول التونسي الذي ينص على حضور السلطة القضائية لدى تنصيب رئيس الدولة كون القضاء أحد أهم العمائد التي تقوم عليها الجمهورية.

 

أبرز المتغيبين عمدا عن الجلسة من جهة أخرى، هو رئيس الجمهورية الاسبق منصف المرزوقي الذي فضل اتمام "التزاماته الخارجية" التي لم يحدد طبيعتها، على تلبية دعوة رسمية من الدولة وفق البرتوكول ليشهد أداء قسم كان قد أداه يوما ما بدوره، مما أثار موجة استهجان لسلوك لا يليق وفق تعليقات البعض، برجال الدولة.

 

يبقى لقيس سعيّد الآن أن يعمل على تحقيق المطالب والبرامج التي وعد بها  وأن يحقق الالتزام الذي طالما رفع في حملته الانتخابية "الشعب يريد" خاصة وأنه رفع سقف تطلعات التونسيين وأعاد لهم جزء قليل من ثقتهم في الطبقة الحاكمة.

 

مروى يوسف

 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter