أثار قرار تعيّين الصحفي كمال بن يونس، رئيسا مديرا عاما جديدا لوكالة تونس أفريقيا للأنباء خلفا للصحفية منى مطيبع، اليوم الإثنين 5 أفريل 2021، موجة من الغضب والإنتقادات من قبل الصحفيين للتعيينات المسقطة التي تقوم بها الحكومة في المؤسسات الإعلامية.

النقابة الأساسية للاتحاد العام التونسي للشغل بوكالة تونس افريقيا للأنباء، في بيان لها اليوم الإثنين، عبّرت عن رفضها للتعيينات السياسية على رأس المؤسسة، مؤكدة تمسكها بأن تكون التعيينات على أساس البرامج. ودعت النقابة الحكومة إلى التراجع عن هذا التعيين، مطالبة باعتماد مقاييس واضحة في التناظر تنأى بالمرفق الإعلامي العمومي عن المحاصصات الحزبية.

كما ذكّرت النقابة أنّ كافّة الصحفيين بوكالة تونس افريقيا للأنباء وكامل طاقمها العامل من موظفين وأعوان التزموا منذ ثورة 2011 بأداء مهامهم المهنية في كنف المسؤولية والحياد من كل الأطراف السياسية والاجتماعية. وجدّدت النقابة التزام عموم منظوريها بمضاعفة العمل والجهد من أجل ضمان مشهد اعلامي وصحفي متوازن يحفظ حق جميع المواطنين في الوصول الى المعلومة. كما حذّرت من أن تعيين أي شخص له ارتباطات ومحسوب على كيانات سياسية وحزبية في إطار المحاصصة سيلقى الرفض من طرف عموم أبناء وبنات وكالة تونس إفريقيا للأنباء. ودعت النقابة كل القوى الحية والرئاسات الثلاث الى صون مقام الوكالة وعدم الإضرار بصورتها والمس بحيادها، كما جددت تعهدها بضمان الموضوعية في نشر كافة الأعمال الصحفية.

في نفس السياق وفي بلاغ له اليوم الإثنين، دعا فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بوكالة تونس إفريقيا للأنباء، على إثر تعيين رئاسة الحكومة كمال بن يونس  رئيسا مديرا عاما جديدا على رأس المؤسسة، كافة منظوريه الى اجتماع عام غدا الثلاثاء على الساعة العاشرة بمقر الوكالة لتدارس الوضعية واتخاذ موقف من هذا التعيين المسقط  باعتبار ما يكتسيه من خطورة على تسيير المرفق العمومي.

نقيب الصحفيين محمد ياسين الجلاصي، نشر بدوره تدوينة على حسابه الخاصّ أشار من خلالها أنّ  ''الحزام السياسي للحكومة يصدر ازمته إلى مؤسسات الإعلام العمومي والمُصادر'' وذلك من خلال  ''تعيينات سياسية قائمة على الولاء هدفها فقط السيطرة والتدجين والتركيع''.

المُستشارة الإعلامية السابقة بقصر قرطاج، رشيدة النيفر، نشرت تدوينة على حسابها الخاصّ بالفيسبوك، اليوم الإثنين، انتقدت من خلالها طريقة إقالة الصحفية منى مطيبع وتعيين كمال بن يونس مكانها. 

''تم ليس بجرة قلم و لكن  بمجرد مكالمة هاتفية اعلام الرئيسة المديرة العامة لوكالة تونس افريقيا للأنباء أنه تم الاستغناء على خدماتها وهي التي تم تعيينها منذ جوان الماضي على أساس خبرتها ومهنيتها و لم يسجل أي خطأ مهني من طرفها''. 

واعتبرت النيفر أنّ هذه الطريقة في التعيّينات تُعدّ ''ضربا لإستقلالية الإعلام العمومي وعودة بقوة للإعلام الحكومي  حيث يتم تغيير المشرفين على وسائل الإعلام العمومية  على أساس أهواء الحكام و المحاصصات الحزبية''. 

وأشارت أنّ ذلك يمثّل أيضا عودة ''إلى مربع الصفر بالنسبة للانتقال الديمقراطي في بلادنا والديمقراطية اليوم أكثر من أن وقت مضى في خطر'' ودعت الحكومة قائلة ''ارفعوا أيديكم عن الإعلام العمومي والإعلام المصادر''. 

الجدير بالذكر أنّ رئاسة الحكومة قرّرت بتاريخ 11 جوان 2020،  تعيين منى مطيبع رئيسة مديرة عامة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، وهي  متخرجة من معهد الصحافة وعلوم الأخبار سنة 1987 متحصلة على شهادة الدراسات المعمقة في علوم وبيداغوجيا التربية سنة 2001 من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس.

بدأت مطيبع مشوارها المهني بوكالة تونس إفريقيا للأنباء منذ عشرين سنة حيث تدرجت من صحفية إلى مديرة تحرير ثم مديرة العلاقات الخارجية والتكوين قبل أن تلتحق ببرنامج مساندة الإعلام في تونس (PAMT) كمديرة مساعدة مكلفة بالتكوين منذ سنة 2018.

 ي.ر