نقابة الصحفيين تنشُر الميثاق الأخلاقي والتحريري لتغطية مسار الاستفتاء

نشرت النقابة الوطنية للصحفيين اليوم الجمعة 24 جوان 2022، الميثاق الأخلاقي والتحريري لتغطية مسار الاستفتاء، والذي وقّعت عليه ، النقابة رفقة ، مجلس الصحافة،  الاتحاد التونسي للإعلام الجمعياتي، الجامعة التونسية لمديري الصحف، الغرفة الوطنية لأصحاب التلفزات الخاصة  والنقابة العامة للإعلام بالاتحاد العام التونسي للشغل

صُمّم هذا الميثاق أثناء ورشة عمل نظمت يوم الجمعة 17 جوان 2022، شارك فيها أعضاء النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين (المكتب التنفيذي ولجنة أخلاقيات المهنة) وأعضاء عن مجلس الصحافة (ولجانه).

وتندرج صياغة هذا الميثاق في إطار جهود النقابة ومجلس الصحافة لتفعيل دور الصحافة وواجباتها إزاء المجتمع والرأي العام وتأمين الحق في الإخبار عن الحياة السياسية، وحتى يتمكن التونسيون والتونسيات من التعامل مع مسار الاستفتاء عن معرفة وإدراك برهاناته.كما تندرج صياغة هذا الميثاق في إطار حق الصحفيين والصحفيات في وضع الأطر المعيارية والمهنية والتعديلية الذاتية التي تنظم مهنتهم. ومن هذا المنطلق، فهذا الميثاق هو مشروع قابل للنقد والتحسين من الصحفيين والصحفيات في مؤسساتهم المختلفة.

ونصّ الميثاق على أنّه ومهما كان الموقف من للاستفتاء، فالصحافة ملزمة بتغطية إخبارية تحترم التنوع، ولا يمكن لهذه التغطية أن تقوم دون احترام جميع الفاعلين لحق الصحافة في النفاذ إلى المعلومات والحصول على المعلومة من جميع الفاعلين والتي تسمح للصحافة بالقيام بأدوارها الإخبارية والتفسيرية.

ونظرا إلى أنّ الاستفتاء يُشكل  حدثا سياسيا مهما بما أنه يتعلق بمسار وضع الدستور، العقد المؤسس الذي يقوم عليه العيش المشترك والذي ينظم الحياة السياسية، كما أن نتائجه ستكون حاسمة على مسار الانتقال السياسي بشكل عام، وعلى الحياة السياسية بشكل خاص، فإنه من المشروع أن تطمح مهنة الصحافة إلى أن تؤدي في هذا المسار أدوارها الكاملة في إطار المبدأ المؤسس الذي تقوم عليها أي السعي إلى الحقيقة. 

وأكّد هذا الميثاق أنّ المرجعية الأساسية لمهنة الصحافة في تونس التي يستلهم منها هذا الميثاق مبادئه، تشمل ميثاق النقابة الوطنية للصحفيين والمدونة الأخلاقية لمجلس الصحافة إضافة إلى ميثاق الاتحاد الدولي للصحفيين.

في الاحترام الشامل للمعايير الأخلاقية والمهنية، دعا الميثاق الصحافيون والصحافيات إلى احترام  المعايير والمقاييس المهنية (الموضوعية/ النزاهة/...) عندما يغطون الأحداث والمواقف المتصلة بالمؤيدين والرافضين والمقاطعين.

كما يتعيّن عليهم قبول الالتزام بالقرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) والهيئة العليا المستقلة للانتخابات، بما لا يتعارض مع حرية الصحافة ولا يحد من حق الجمهور في المعلومة.

في التعديل الذاتي، نصّ الميثاق على أنيحرص الصحفيون والصحفيات في كل المؤسسات الإعلامية الخاصة والعمومية على إرساء هيئة/آلية للتعديل الذاتي تعنى برصد لإحترام المضامين الإخبارية في نشرات الأخبار وفي البرامج الحوارية للمبادئ الأخلاقية والمهنية.

وتمّ التأكيد على أنّ احترام المضامين الإعلامية مهما كان نوعها يُمثل ضمانة أكيدة للمصداقية حتى لا تتحول الآراء التي يعبر عنها المعلقون (الكرونيكور) أو "المحللون السياسيون" في البرامج الحوارية وسيلة للتضليل والتوجيه والدعاية السياسية تحت غطاء حرية إبداء الرأي والتحليل.

في عدم الاقتصار على دور النقل، دعا نصّ الميثاق لأن لا يكتفي الصحفيون والصحفيات بدور نقل المعلومات (بلاغات، تصريحات) حتى لا تتحول الصحافة إلى وسيلة من وسائل الاتصال السياسي التي يستخدمها الفاعل السياسي. كما تمّت دعوة هيئات التحرير في كل المؤسسات الإعلامية على التنويع في الأشكال الصحفية ومنها التحقيق والريبورتاج والتفسيريات والبورتريه ومن المقاربات التحريرية على غرار الإخبار والتفسير والتحريوالسرد. ..

في التمييز بين الصحافة والدعاية والإشهار السياسي، أكّد الميثاق على ضرورة أن ينأى الصحفيون والصحفيات بأنفسهم عن خدمة الدعاية السياسية وإلى أن يتمّ السعي لتجنب أساليب الإثارة والتلاعب بمشاعر الجمهور كما يعملون على مراعاة التوازن وفقا لمقاربة النوع الاجتماعي.

وتعتبر المضامين (السمعية البصرية والمكتوبة والرقمية) التي تنشر دون معالجة صحفية ودون تأشير هيئة التحرير وإمضائها، دعاية سياسية. ولا تعتبر دعاية سياسة أو إشهارا سياسيا التغطية الصحفية للمواقف المعارضة والمساندة لمشروع الدستور أو المقاطعة للاستفتاء وكذلك الأحداث المتصلة بمسار الاستفتاء: اجتماعات حزبية أو مظاهرات معارضة للاستفتاءات أو مساندة له هي موضوعات للتغطية الصحفية لا تعتبر إشهارا سياسيا.

كما دعا الميثاق الصحفيين والصحفيات  إلى التبليغ عن الضغوطات التي يتعرضون إليها أثناء تغطية مسار الاستفتاء وذلك إلى الهياكل المهنية ( وحدة السلامة المهنية أو لجنة أخلاقيات المهنة بالنقابة ولجنة الشكاوى بمجلس الصحافة).

ووفقا لنصّ الميثاق، فإنّ نقابة الصحفيين التونسيين ومجلس الصحافة يعملان على إرساء آلية لجمع التبليغات عن الضغوطات والمعلومات عن الخروقات المهنية قصد إعداد تقرير شامل عن التغطية الصحفية لمسار الاستفتاء لحماية حقوق الصحفيين والصحفيات في أداء أدوارهم.                  

ي.ر