الجيل الموش متربي

يبدو إنّو الطبقة السياسية الحاكمة و حتى المعارضة و النخبة التونسية ما تعلموش يقراو التاريخ و لا يحللوا الظواهر كيفما لازم بأدوات تحليل جديدة . يبدو إنو الكلها قررت تنتهج سياسة النعامة ... إلاّ الشباب التونسي .

جيل موش متربي :هكة قريت بعض التعليقات عند الشياب الي قهرونا . أولا الجيل موش متربي راكم إنتوما ربيتوه و نعرف صعيبة كيف إنسان عاش 50 و60 و 70 سنة مطبس راسو لنظام و لمجتمع و لعقلية و عادات بالية فناولو قلبو و حياتو اليوم يشوف في شباب العشرين يثور يحسّها و تغيضو روحو . صعيبة إنّو آلاف الشباب زعزعولكم راحة بالكم الفالصو المبنية على منع كل حق في الإختلاف . و نعرف إلي الالوان الي لطخلوكم بيها عيشتكم الظلمة تنجّم توجعلكم عينيكم . و نعرف زادة الي البوس قدام البوليسية يدورلكم خواطركم خاطر ستانستو تحبوا بالسرقة و تبكيو بالسرقة و تعيشوا في التراكن و تعيشوا متخبّين ... لين عشّش فيكم الظلام و زدتوا ظلمّتوا بلاد كاملة معاكم توة عشرة سنين. في الواقع انتوما ما تقلّوش فضاعة و سقوط  على الأحزاب الي ساهمت في خراب تونس .

جيل موش متربي : في أقلّ من أسبوعين صارت نقلة نوعية في تحركات و مطالب و خطاب الشباب الي خرج للشارع في مسيرات مرة أخرى كان شعارها أوضح مالوضوح " شغل ، حرية ، كرامة وطنية" .  و كيف نراو الحماس و الغلّ و استعدادهم للمواجهة مع كلّ من يحاول قمعهم و سلبهم من حريتهم نفهموا إنو ثمة حاجة تبدلّت. و بالطبيعة مجتمع أبوي و محافظ و متخلف و ميزوجيني و عنصري مايقبل بحتى إختلاف مباشرة هجم على الشباب و آش قالك آش قال عليك " موش متربين" و "يقولوا في كلام زايد ! " و'' يعملوا في حركات غير أخلاقية " و جيل بوبلّوطة و جيل الزطلة و الخ ...

 نحبّ نسأل بوليسية الأخلاق العامة و الحميدة : تنجموا تعطيونا مكاسب تحققت ولاّ حققتوها إنتوما بأخلاقكم ماعدا القلّ و الذلّ ؟ تنجموا تفسرلونا شنوة معنتها كلام زايد و كلام ناقص ؟؟؟ تنجموا تفسرلونا شنوة المشكل إنو عبد يلبس بلوطة و لا حتى شكارة زبلة و يخرج بيها ؟ تنجموا تفسرولنا الساعة شنية مفهومكم للحرية و الحريات ؟ تنجموا تقولولنا علاش إنتوما بيدكم ما تعاونوش بسكاتكم  كيف السياسيين ؟  إذا ثمة جيل توة غارق في الديون و يشهق ما يلحق و مرهون للبنوك على برطمان و كرهبة شعبية  ...  و لخّص وجودو و معنى الحياة في هالمكتسبات الّي بش يقتلوه و كان مات بش يخلّيهم وراه راهو ثمة جيل آخر : جيل "الثورة" ماعادش خالط حتى يحلم .

قارنوا شنوة توفّر بعض الدول الأوروبية من مرافق عيش و من مراكز ثقافية و قارنوا الحياة الفنية  بين هنا و غادي . قارنوا المدارس و المعاهد و الجامعات . قارنوا النقل و الصحة . قارنوا امكانية التنقل و السفر تو تفهموا علاش اليوم الشباب التونسي فلڨط ! و طيقر ! و تسكرت في وجهو و لقى روحو يدور في حلقة مفرغة بين الإحباط و الزطلة و المخدرات و الحرقة و الي مازال ما حرقش جسديا و فعليا : مخو تحرق من ضيق الأفق و غياب رؤية واضحة للمستقبل .

جيل مش متربي :   يطالب بتقنين استهلاك القنب الهندي . يطالب بالحريات الجسدية . يطالب بحقوقو كاملة و من غير تحفتير ولغة " نحنا رانا مسلمين" و" موش متاعنا" و "عيب "و" ما يطلعش علينا" و الخ ... في الواقع اذا انتوما قررتوا تعيشوا بين كتب ترجعكم للقرون الوسطى و ترجعكم جواري و غلمان و عبيد و إذا انتوما اخترتوا إنّكم تعيشوا على وقع عادات و تقاليد رجعية و متخلفة و اذا انتوما تربيتوا على سياسة " استر روحك" و "اسكت ياعمار و هدّ الدار" و "لاعين ترى و لا قلب يوجع" الشباب هذا عايش في تونس أما راهو عايش في العالم و يعرف شقاعد يصير في كوريا الشمالية و اليابان و الصين أكثر ملي يصير في جندوبة ولا توزر . الشباب هذا وقتلي قدّم طلبات ماساعدتكمش موش لأنو هو خارج السرب و لا موش متربي ولا جيل فاسد و ماعندوش اخلاق ، أما الشباب هذاكة يشوف و يسمع في العالم و طلباتو و شعاراتو كان عطيتوه  الفرصة راكم شفتو الي هي مبنية على أسس علمية واقعية و حجج و براهين مثبتة و موجودة ، أما مرة أخرى نفس البهامة : أحكام مسبقة و قدح في الذكاء و القدرة على التحليل . و حسب ما نرا حتى الي يخرجوا توة زعمة زعمة مدافعين على التحركات الشبابية و الشباب خطابهم المحنّط و لغتهم الركيكة  البعيدة على الشباب تفكرني ب " أنا فهمتكم " متع بن علي .

جيل موش متربي : عشرة سنين و كيفما قال الفنان "ربيع شبابنا" و نحنا نتفرجوا في النهب و السرقة و الكذب و الدم ماشي و يسرح في تراب البلاد . عشرة سنين نشوفوا في شكون يقتل في الميت و يخرج في جنازتو . عشرة سنين و كمشة عباد فكوا البلاد من إماليها و بدات التوانسة بالآلاف تهجّ . كمشة على حسب آخر المعطيات بيت الإيقاف الي مسجونين فيها المحتجين تلمّهم الكل. عشرة سنين حتى مالمعمار و الطبيعة تخربوا أمّا الروح مافيهاش كلّنا جينا عنشيخوا لقينا رواحنا شبه موتى . 

هبات و قروضات و ناقص يهزوا يبيعونا كيف العبيد و مارينا شيء للشباب و لمشاريعهم. و حتى كاللوبانة متع التعليم و المصعد الاجتماعي وفات : الي ماعندوش فلوس مستحيل ولادو يخلطوا يوصلوا للجامعة و هانا نراو في عشرات الآلاف من التلامذة منقطعين على الدراسة: عندنا عشرة سنين نسمعوا بمدرسة الفرصة الثانية تعملتش ؟ لا ! بعدة حكومات و أحزاب كالمنشار طالع ياكل هابط ياكل ما نعرفوش لا وين ولا كيفاش الفلوس تصرفت و شنوة حققنا بها ؟ عشرة سنين و نحنا/ هوما يشطحوا على طار بوفلس و الممولين و الدول يرشقوا علينا و الاحزاب و على رأسهم النهضة ( لأنها اكثر حزب حكم زمنيا)  يلمّوا و ما ثمة حتى موقع ولا ادارة قادرة تقوللنا شنوة خذينا  فلوس بالضبط و كيفاش تصرفت ؟ ولات عندنا حكومات تزوّر  في الأرقام و تجي الحكومة الي بعد تقلّك كانوا يكذبوا سمعتوش بيهم تشدوا ولا تحاسبوا  ؟؟؟ لا ، أما نشدوا المحتجين و المحتجات و نشدوا الشباب و المدونين و نشدوا 3 شباب 30 سنة حبس على جونتة و زيد السلعة كلخة !

اذن شكون الموش متربي ؟  الجيل الموش المتربي سيلاحقكم ! سيحاسبكم ! سيحاكمكم !