alexametrics
الأولى

أين ذهب الرحوي، مرزوق، الشاهد...؟

مدّة القراءة : 2 دقيقة
أين ذهب الرحوي، مرزوق، الشاهد...؟

بعد 25 جويلية، تغيّرت الساحة التونسية تغيرا جذريّا. تحوّل المعارضون الى مساندين، أُزيحت أحزابُ 'الحزام السياسي' للحكومة المُقالة الى المعارضة ولكن أيضا، اختفى البعضُ  تماما من الساحة السياسية ولم نسمع لهم صوتا منذ أشهر، رغم أنهم كانوا من سياسييّ الصف الأوّل – حين كان لتونس مجلس نواب وحياة برلمانية وسلطة تشريعية.

كان منجي الرحوي، اليساريّ الوحيد في برلمان 2019، حيث لم ينجح سواه في الظفر بمقعد رغم ترشّح عشرات القائمات اليسارية. ممثلا عن الوطد (حزب الوطنيين الديمقراطيين)، كان الرحوي من ابرز المعارضين لرئيس البرلمان راشد الغنوشي وحركة النهضة الإسلامية وخلفاؤها من إسلاميين متطرفين. أين هو الرحوي الان؟ لا اثر للمرشح السابق للرئاسية في المشهد اليوم. كان الرحوي قد عبر بكلمات قليلة عن مساندة مبدئية لخروج المواطنين يوم 25 جويلية لاسقاط البرلمان، وكان من أول الداعين الى الحلّ النهائي للمجلس ومن أول المساندين للقرارات الاستثنائية لقيس سعيد، ورغم ذلك لم ينشر الرحوي منذ اشهر سوى تهاني بالأعياد الوطنية والمناسبات الدينية، أما اخر حضور اعلامي له، فقد كان في فيفري الماضي. ما موقف الرحوي من المستجدات السياسية؟ من انتهاكات الحريات ومحاكمات زملائه النواب؟ من الاستفتاء والحوار الوطنيّ... لا أحد يعلم.

محسن مرزوق أيضا، كان من أبرز المعارضين لحكومة هشام المشيشي والداعين لبناء جمهورية جديدة. في اخر حواراته الإعلامية (قبل 25 جويلية ) كان مرزوق يندد بـ'التعفن' السياسي ويدين ما أصاب الحياة السياسية في تونس من انحدار أخلاقيّ وترذيل متعمد. لم يعبّر مرزوق عن مواقف معادية لرئيس الجمهورية قيس سعيد، وكان قبل الإعلان عن القرارات الاستثنائية مرددا لفكرة الهدم وإعادة البناء، ولم يعارض مبدأ التخلي عن دستور 2014 والنظام الانتخابي والمرور لجمهورية ثالثة، فأين هو مؤسس مشروع تونس اليوم؟ لا أحد يعلم.

ومن العائلة السياسية ذاتها، وتحديدا من مغادري نداء تونس، لا أثر لمؤسس حركة تحيا تونس يوسف الشاهد. الأكيد، أنّ هذا الأخير غادر تونس وشوهد خارجها العديد من المرات في الأشهر الأخيرة، لكنه غائب سياسيا، مثلما حزب تحيا تونس قد اختفى تماما من الساحة. حركة تحيا تونس شهدت صعودا سريعا ثم انحدارا أسرع، أمر يؤكده حتى المنتمون لها مثل النائبين وليد جلاد ومصطفى بن أحمد اللذين أكدا في تصرحات إعلامية أنّ لا أحد في تحيا تونس يعلمُ ما مصير الحركة وأين مؤسسها، رئيس الحكومة الأسبق والمرشح السابق للرئاسية. هل تخلى عن "طموحاته" السياسية، أم أنه يخشى اتخاذ موقف في مثل هذا الوضع السياسي الضبابي؟ هل الشاهد ضدّ حل محاكمة عشرة نواب من تحيا تونس، هل له موقف من المظلمة التي يتعرض لها المهدي بن غربية؟ لا أحد يعلم.

 

العديد من الوجوه السياسية غابت عن الأنظار في الأشهر الأخيرة، اما اختارت الفرار من العدالة بطرق غير شرعية مثل الأخوين نبيل وغازي القروي، واما اختفت تماما مثل سفيان طوبال، ألفة التراس، نسرين العماري، فرحات الراجحي، رضا شرف الدين...

نأمل أن يكون، المانع خير.

ع.ق

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter