العربي القاسمي يستقيل من النهضة ويكشف عن لوبيات فساد داخل الحركة

في الفاتح من العام الجديد غرّة جانفي 2021، قدّم عضو مجلس شورى حركة النهضة العربي القاسمي استقالته من الحركة في تدوينة نشرها على حسابه الخاصّ بالفيسبوك.

وفي تدوينته المطوّلة كشف القاسمي تاريخ نشاطه في حركة النهضة والمسؤوليات التي تحمّلها: ''كنت مشرف التّنظيم قبل المحنة على منطقة الكاف وسليانة لعدّة سنوات ..كنت مشرف المهجّرين في الجزائر حتّى غادرتها نحو أوروبا ...أشرفت على النّهضة في سويسرا لعدّة سنوات قبل الثّورة وكنت في هيكلها القيادي طيلة إقامتي في سويسرا باستثناء سنتين … كنت عضو مجلس الشورى في المهجر ...ثمّ عضو الهيئة التّأسيسية ...ثمّ عضو الشّورى 2014 - 2016….ثمّ عضو الشّورى حاليا ... وعضو لجنة السّياسات ضمن مجلس الشّورى وأشرفت على، وكنت عضوا في، عدّة لجان وظيفية (لجنة المتابعة، لجنة تقييم مجلس الشورى، لجنة تقييم الوضع القيّادي ولجنة تجديد الهياكل لمرّتين)''.

وأشار القيادي المُستقيل أنّه بذل سنوات في العمل دون كلل أو ملل ولكن قيادات الحركة لم يكترثوا باستقالات القيادات ذو الوزن الثقيل، وبيّن أنّ مخزون النهضة الإنتخابي تراجع كما أنّ الوعود بالإصلاح في  المؤتمر العاشر ''ذهبت أدراج الرّياح بل وحلّت بدلا عنها كوارث زادت الوضع تعفّنا والمناخات توتّرا والعلاقات فساد''

وأضاف العربي القاسمي أنّ تجاوزات مؤسّسات النهضة رهنت قرارها لأطراف حزبية غير مضمونة وانحرفت بها عن سمتها وأهدافها النّبيلة ووضعت الحركة في شبه عزلة خانقة أفقدتها. وأفاد القاسمي أنّ النهضة قامت بإدخال أشخاص لا علاقة لهم بالحركة، وباتوا منافسين لها ومناوئين، ومُكّن لهم في مواقع القرار العليا وأصبحوا أصحاب نفوذ وقرار على حساب مناضلي الحركة.

كما أكّد من خلال تدوينته، أنّ النهضة '' أفسدتْ لوبيات مصلحية انتهازية تغلغلت في مواقع القرار فانحرفت به عن غاياته وفرضت الوصاية على آلياته وسخّرته لخدمة غير الوطن فقدّمت وفاضلت الأدنى على الخير والضّعيفَ على القوي والعاجزَ على القادر والنّكرة على العَلَمْ والانتهازي على المناضل حتّى لم تعد لي طاقة على تحمّل هذا الغبن والغمط وأصبح لزاما عليّ أن أوقف هذا النّزيف القيمي بما أستطيع أو أتفصّى من أيّ مسؤوليّة عنه'' وفق نصّ تدوينته.