alexametrics
آراء

الكثرة و قلة البركة

مدّة القراءة : 4 دقيقة
الكثرة و قلة البركة

 

كنت نتصوّر الّي وقت يجدّ الجدّ . وقت نحسّو و نراو في بلادنا  تعيش في سقوط لامتناهي بش نحشموا على أرواحنا و نراجعوا مواقفنا و  ناقفوا و نقيموا . أما هيهات : مع الأناوات المريضة و الزعامات الفالصو على بلاتوات التلافز و شبه الثورية الي خلات الناس الكلّ تعاملت و باركت و نظفت أسقط الأطراف السياسية ماعادش ثمة حتى أمل إنو يجي كالنهار الي الناس تتلمّ فيه بش تواجه موحدة العدو.

إلي صار في الفترة الأخيرة من عنف و من تدهور خطير للوضع السياسي و الإقتصادي و المهزلة المتعلقة بالميزانية و قانونها أكدلنا إنو اليوم مستحيل نصنعوا الجديد بنفس المسامر المصددة و الوجوه القديمة و الاصوات المزعجة الي تخرج كيف غربان الشؤم تبكي و تولول على تونس و كأنهم خاطيهم و ما حكموش و ماساهموش في دعم منظومة الحكم كل من موقعه .

الحقيقة شخصيا ، كنت من الناس الي دعات و مازالت تدعو كل المواطنات و المواطنين الي يحبوا البلاد إنهم يخرجوا على صمتهم المقيت و يحاولوا يعطيو برايهم في شوارع بلادهم الي تفكّت منهم من طرف عصابات سياسية و مالية و اقتصادية و "جمعياتية" تخدم في تنسيق ممنهج و واضح . لكن ما يروعني إلاّ إنو كيف العادة و العوايد و الله تقطلعهم كل العوايد ؛ الدعوة للتظاهر ولاّت عشرات الدعوات . الدعوة للحوار أو بالأحرى للحمار ولاّت دعوات . الدعوة للتفكير ولاّو دعوات : نفس الأسلوب و الممارسات . نفس الدناءة . نفس المقاربة. نفس المنهج . نفس الاستراتيجيا لبلاد ماشية و تتحوّل تدريجيا لزريبة ولو إني أعتبر الحيوانات أكثر إنسانية من بعض الوحوش الآدمية .

دوب ما لحمت في المجلس بعد تصريحات العفاس و العنف الي تمارس تحت قبة البرلمان ، انطلقت مبادارات مواطنية و جمعياتية للتظاهر حول حقوق المرأة التونسية و منزلتها و كرامتها . و ما يروعني إلا اني قريت في بعض الرسائل الي وصلتني على الخاص و الي زادة تم نشرها للعموم : بعض الدعوات " الكلاندو" ، "السكريتو" شقالك آش قال عليك ؟؟؟ بش ما ما يحضروش التجمعيات و ما يجيوش اليساريات و بش يغيبوا النسويات : كل واحد يقلك منّي تخلق !!!! نفس السكتارية . نفس الدغمائية . نفس العقم الفكري و السياسي الي خلّى اليوم أكبر و أعرق المنظمات قابلة للاندثار باندثار من ينشط و يحكم فيها منذ عقود. نقاوة ثورية ؟ ثمة ناس تنجّم تحشم أما شخصيا أنا ما نحشمش : نفضّل نحط يدي في يدّ تجمعي و دستوري قدّم نقدو الذاتي و قال إنو أخطأ و ميسالش خلي تكون عندو مقاربتو للوقائع التاريخية اما وطني ، يؤمن بتونس و بدستورها و بمدنيتها و بدرابوها على  واحد منتمي لحزب همّو الوحيد إلحاق تونس بالأمة الاسلامية و تطبيق شرع الله . ثمّ يا أخي قولولنا و فسرولنا موش إنتوما توة عشرة سنين نفختولنا قلوبنا  بحكاية الديمقراطية و الشرعية و الإحتكام للصندوق ؟ إذا حزب ممتثل للقوانين و لا يدعو للعنف و يؤمن بمدنية الدولة تنجموا تفسرولنا علاش تعتبروا مناضليه و مناضلاتو مواطنين درجة ثانية و تعتبروا أنفسكم وكلاء على بعض القضايا دون غيركم  ؟ ميسالش ما تجابونيش . نعرف إنو التاريخ الأظلم و الحاضر الظالم و المستقبل المظلم فيهم الأجوبة الكلّ و إنو بش يجي النهار للأسف وين بش توصل الزنقة بالهارب و إنو الحقيقة بش تكون بمثابة  تصادم كوكب آخر بالأرض كيفما الّي قضى على الديناصورات . و بش نكون ايجابية و بش ما نفقدش الڨرام أمل الي يخليني نجم نواصل الحرب ضد الجهل و البهامة خليني نقول ميسالش هوكة نهار بنهار : نهار للثوريين و الثوريات و المناضلين و المناضلات الي سيرتهم الذاتية أنظف مالنظافة ، الي يعتبروا أنفسهم فوق الجميع بإسم تاريخهم النضالي و نهار لبقية الشعب : الي يراو فيه رعاع و ما يمتلكش القدرات بش يختار و يتباع و يتشرى المهمّ الهدف واحد : تونس دولة مدنية و ديمقراطية يحلو فيها العيش للجميع إلا لأعداءها .

 

اما لا :ما يكفيش . ماناش مقسومين بما فيه الكفاية . لازم نزيدوا نقسموا حتى التحركات الشعبية . لازم نفتفتوا أي نفس تحرري و مدني و ديمقراطي في الشارع . كيفاش ؟؟؟ صارت مبادرات و دعوات مواطنية للتحرك في الشارع و بالأحرى في ساحة باردو : تجي بعض المنظمات تدعو لتجمع يوم 18 ديسمبر . هوما و نحنا و إنتوما : هذا المنطق الجديد . شنية هالقداسة و بأي حق اليوم بعض المنظمات و التشكيلات السياسية تعطي لنفسها في حق إنها تكون فوق النقد و المحاسبة ؟ و بأنا حق اليوم كيف هوما يقولوا الي هذا الطرف داخل أو خارج المجموعة نطبسوا روسنا و نقولوا صدق الله العظيم ؟ و علاش طرف موش الآخر و خليني نكون واضحة : بأنا حق اليوم الاتحاد العام التونسي للشغل يدعو لحوار وطني يقرّر فيه إنو إئتلاف الكرامة ما يشاركش أما النهضة تشارك ! شكون الي وفّر الحماية و الغطاء السياسي تحت قبة البرلمان للعفاس و لمخلوف بش يعملوا الشاطح باطح الي صار ؟ و إذا غدوة قيس سعيد يقرّر مثلا إنو قلب تونس مايشاركش و لاخر يقرر إنو الدستوري الحر ما يشاركش :إيه شكون الي بش يتحاور و على شنوة ؟؟؟ الحوار عندو شرط أساسي : حب الوطن ... و اسمحولي و مع كامل احتراماتي و بعد ما استغليت شخصيا هالفضاء بش كل مرة نوجه التحذير تلو الآخر كيفما رئيسنا المفدى إنو الناس الفاعلة اليوم في المشهد السياسي و أسثتني 1% منهم كلهم موجودين فقط لمصالحهم الشخصية الضيقة بما فيها تلميع صورتهم و تكبير قاعدة المتابعين على قنواتهم ولا حساباتهم الفايسبوكية .

 

فلذا أدعو كل المواطنين و المواطنات الي يحبوا هالبلاد إنهم يفيقوا للمناورات الي قاعدة تصير تحت غطاء الحوار . كفاكم ضحكا و استهزاء بذكاء البعض منا : تحكموا عشرة سنين مع بعضكم و تكنتروا عشرة سنين في بعضكم و كيف تخربت البلاد اليوم تحبوا تلموا بعضكم و تعملوا حوار ؟؟؟؟ في الواقع لا : تحبوا تزيدوا تربحوا الوقت بش تزيدوا تعبّيو أكثر و مبروك عليكم دعواتكم و مبادراتكم  بالعشرات و بالميات : الكثرة و قلة البركة . على كل حال حسم أمر الحوار :سعيد قال لا، على الأقل على الطريقة الي تقدّم بيها. يزي مالحوار مع من يؤمن بالعنف و التكمبين.

الطوفان البشري جايينو للأسف و بش يهزّنا الكلّ و الشعب الي تحملّ بن علي و بورڨيبة نتصوّر عندو الطاقة انو يتحملّكم أما في عشرة سنين شفنا ـ و بشهادة الي عاشوا في الفترات الكل ـ الي ما شفاهوش أجيال  . في العشرية الماضية، تونس عاشت الي ما عاشتوش في خمسين سنة : نخليكم اذن تتفكروا وقت ما الشعب في الخمسين السنة الي فاتو ماعدا عشرة سنين ثورة انتفض شنوة عمل و نستدعيكم انكم تخدّموا خيالكم الضيق بش تتصوروا شنوة بش يصير فيكم إذا الشعب قرّر إنو يهبّ ... و هنيئا لكم وقتها بما أردتم. 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter

تقرؤون أيضا

03 جانفي 2022 16:04
0
30 ديسمبر 2021 16:29
0
27 ديسمبر 2021 17:00
0