alexametrics
أفكار

المجتمع لا يمكن أن يتشكل دونما خلق مثل أعلى

مدّة القراءة : 1 دقيقة
المجتمع لا يمكن أن يتشكل دونما خلق مثل أعلى

 

إن المجتمع لا يمكن أن يتشكل دونما خلق مثل أعلى

دوركايم 

من كتاب  الشخصية التونسية للمرحوم المنصف وناس 

هذا ليس تقييما  أو قراءة نقدية علمية لما تمر به البلاد منذ عشر سنوات. 

هذه ملاحظات وأفكار حول مسؤولية بعض الأطراف فيما  آلت إليه أوضاع البلاد بعد وقبل 2011.

العنصر السياسي الجديد  والوازن والذي أثر  في تونس بعد 2011 كان الإسلام السياسي مجسدا أساسا في حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي.  ونستطيع القول إجمالا أن حصيلة معارضة راشد الغنوشي للدولة وللنظام كانت خلق بيئة سياسية عنيفة ومتوجسة ومئات من المساجين والمهجرين أدت إلى التضييق على الحريات وخنق كل أصوات المعارضة والقضاء على التعدد السياسي والفكري إنتهت إلى  14 جانفي  2011.

كما أن حصيلة حكم النهضة وراشد الغنوشي طيلة العشرية الماضية أدى إلى خراب شامل في كل أجهزة الدولة وتدهور كل المرافق العمومية كان عنوانها الأساسي عجز دولة التوافق والااستقرار الحكومي عن توفير اللقاحات لمجابهة جائحة كورونا وكذلك عجز فادح في المالية العمومية يهدد البلاد بعدم قدرتها على توفير الدواء والحبوب والمواد الأولية للحفاظ على ما تبقى من الصناعات فضلا عن عدم قدرة البلاد على سداد ديونها اذا استمر الوضع على ما هو عليه. 

القاسم المشترك في الحالتين هو انتفاء أي مشروع لدى النهضة في الحكم وفي المعارضة لاعتمادها دائما وأبدا قاموسا مقدسا من المفردات العامة وجملة من الشعارات الدينية التي تقدر على التحشيد والتباكي والمظلومية لكنها بالتأكيد تعجز عن البناء وتفتقد لأي تصور للمجتمع التونسي. 

لم يكن التونسيون مجموعة من المغفلين حين إنتخبوا النهضة وحصلت على الأغلبية في المجلس التأسيسي،  لكنهم كانوا يأملون أن تقوم النهضة بتحقيق الأهداف الإجتماعية التي أسقطت نظام بن علي وهي  شغل حرية كرامة وطنية. 

لكن أهداف النهضة لم تكن تحقيق شعارات وأهداف الشعب بل كانت أساسا تحقيق أهدافها الخاصة بقياداتها وأعضائها وأهداف المؤلفة قلوبهم. 

يجب أن نتذكر  ردود فعل النهضة  على معارضيها والمفردات المنتقاة التي كانت تستعملها للتقليل من شأنهم وتقزيمهم والتعبير عن قوتها وقدرتها على الاستحواذ على الدولة ووضع يدها على مراكز القرار.  كنا نسمع ألفاظ الصفر فاصل وموتو بغيضكم  وأيتام فرنسا وبوليس بن علي  إلخ ...

لكن المفارقة الحاصلة هي تحول تونس إلى خيمة دعوية في سماء مفتوحة

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter