alexametrics
الأولى

الولايات المتحدة تصعّد لهجتها : ماذا حدث خلال جلسة الكونغرس عن تونس؟

مدّة القراءة : 3 دقيقة
الولايات المتحدة تصعّد لهجتها : ماذا حدث خلال جلسة الكونغرس عن تونس؟

انتظمت مساء اليوم 14 أكتوبر 2021 جلسة عقدتها لجنة الشؤون الخارجية  بالكونغرس الأمريكي وكانت التطورات الأخيرة في تونس محور النقاش حيث تحدث الحاضرون تأثير مايحدث في تونس على الوضع الاقليميّ في شمال افريقيا والشرق الأوسط والأوضاع الأمنية في المنطقة- وأجمع الحاضرون في الجلسة  التي أقيمت عن بعد والخبراء الذين قدّموا شهاداتهم عمّا يحدث في تونس أنّ الوضع السياسي غير مستقّر وأنّ الرئيس قيس سعيد مطالب بتوضيح خطواته القادمة خاصّة في مسألتي الشرعية والبرلمان.

زعم أغلبُ الحاضرين أن عدم الاستقرار السياسي في تونس سيكون له تأثير مباشر على "انتشار محتمل للارهاب" ووصلت الاحتمالاتُ الى حدّ نقاش نظرية "العصا والجزرة" لمعاقبة تونس في مداخلات فظّة تحملُ استبطانا لاحتقار تونس وتهديدا غير مباشر، وتصعيدا في اللهجة بل وحتى معلومات زائفة وأحكام مسبقة من قبل النواب المشاركين الذين يظنون أن تونس بلد ينتشر فيه الارهاب ومعاداة الساميّة ويدعو فيه الرئيس الى "محاربة اليهود".

بعضُ الافتراضات الخاطئة قد يكون بسبب الترجمة غير الموفقة (الخاطئة ) لخطابات الرئيس قيس سعيد المعقدة وبعض المداخلات الأخرى كانت تحمل تهديدا حقيقيا لتونس ودعوة لاستغلال الوضعية المالية والاقتصادية الصعبة للبلاد لوضع شروط " على الرئيس تنفيذها فورا".

توجّه أعضاء اللجنة بمجموعة من الأسئلة لكلّ من مدير برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن معهد الولايات المتحدة للسلام إيلي أبو عون، ونائب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن منظمة العفو الدولية آمنة القلالي، والمتخصصة في الشؤون الإفريقية عن خدمة أبحاث الكونغرس إلكسيس عارف، ورئيس الأركان وكبير المستشارين بمركز ويلسون، ومستشار الأمن القومي السابق ونائب مساعد المدير الأول للشؤون التشريعية والعامة إيدي أسيفيدو.


نبرة خطاب عضو الكونجرس جريج ستوبي كانت تستبطن نية واضحة للتهديد والوعيد في حال استمرار الرئيس قيس سعيد في "تعطيل الشرعية". النائب تساءل عن مصير المساعدات القيمة التي تقدمها بلاده لتونس، مؤكدا أنه لم يرى أي حسن استغلال لتلك المساعدات أو تقدما ملحوظا- وأكد أنه اذا روجت الولايات المتحدة لثقافة السوق المفتوحة في تونس مغيرة سياستها الاقتصادية لكانت الديمقراطية التونسية ناجحة، متساءلا حتّى عن سر "تطور" العلاقات بين تونس والصين وروسيا في احالة غريبة الى أنّ تونس قد تكون بلدا "اشتراكيا"، ووصل به الأمر أنه وصف اتحاد الشغل بأنه منظمة "يساريّة" تسعى لأن تدفع السياسيات الاقتصادية للبلاد نحو الاشتراكية. واعتبر النائب أنّ قيس سعيد يدفع نحو سياسة معادية للولايات المتحدة ومعادية لاسرائيل معلقا "انه ليس صديقنا".

 

مستشار الأمن القومي السابق ونائب مساعد المدير الأول للشؤون التشريعية والعامة إيدي أسيفيدو أكّد أن الاتحاد الاروبي مستاء لدرجة كبيرة مما يحدث من تونس وأنّه يمكن استغلال هذه النقطة للضغط على تونس ورئيسها لأنّ الاتحاد الاروبي هو الشريك الاقتصادي الرئيسي لتونس دعما تحليلهُ بمثال "الجزرة والعصا" في مقاربة مقرفة لا تحترم السيادة التونسية. تحدّث إيدي أسيفيدو عن الوضع الاقتصادي في تونس، ثم انتقل للحديث عن الاف الارهابين الذين "صدّرتهم تونس للعالم وخاصة سوريا" واصفا الوضع الامني في البلاد بأنّه "أقل أمنا" معلقا أن ما يحدث من تعليق العمل للسلطة التشريعية غير معقول ويحمل العديد من الأخطار ومشددا "علينا أن نتحرّك الان لأننا نريد للديمقراطية التونسية أن تنجح" ومحيلا الى انّ حكومة نجلاء بودن ليست شرعية لأنها لم تمر للتصويت أمام البرلمان.


عن حكومة نجلاء بودن- أكدت آمنة القلالي أن الحكومة تبدو جيدة فقط "على الاوراق" لأنه في الواقع السلطة التنفيذية لدى رئيس الجمهورية، شارحة لأعضاء الكونغرس المرسوم 117 وفصوله التي تعطي للرئيس العديد من الصلاحيات ولا تدعُ لنجلاء بودن سلطة على الاطلاق. وتابعت أن الحكومة " تساعد" الرئيس ولا تقوم بأي دور واصفة دور الحكومة بأنه ثانوي ومرتبط اساسا بما يقرره الرئيس الذي يترأس مجلس الوزراء ويعينهم ويقيلهم ويحلّ المؤسسات الدستورية ويحدد سياسيات الدولة- وكانت شهادة القلاتي تأكيدا لدى النواب بالخطر الذي يشكله الرئيس.


أمام الأسئلة الاستفزازية التي ربطت بشكل غير منطقي بين الارهاب في منطقة الشرق الأوسط وتونس، أكدت المتخصصة في الشؤون الإفريقية عن خدمة أبحاث الكونغرس إلكسيس عارف أن الوضع في تونس مستقر أمنيا مؤكدة أن المساعدات الأمنية واللوجستية التي قدمتها الولايات النتحدة لتونس في مجال الارهاب تم استخدامها جيدا. إلكسيس عارف كانت الطرف المحايد الوحيد الذي استمات في الدفاع عن تونس والتذكير بأنّ نسق العمليات الارهابية في البلاد ضعيف للغاية ويكاد يكون منعدما في السنة الأخيرة وأن البلاد في الواقع تشهد نجاحات استخباراتية وأمنية واصفة المردود الأمني لتونس بأنه "مرضي للغاية" وفق المعلومات الحصرية التي تمتلكها.

الممثل عن الحزب الديمقراطي توم مالانواسكي دافع باستماتة مثيرة للحيرة عن الحزب الاسلامي النهضة رافضا تصريح أحد المتدخلين بأنه حزب متطرف، النائب أكد أن النهضة من أكبر "مناهضي" الارهاب والتطرف مشددا أن الالتقاء بالنواب المنتخبين ديمقراطيا في تونس والاستماع لهم مباشرة أمر مهم واعتبر أنّ هذا البلد الصغير كان الناجي الوحيد من الربيع العربي- قبل أن يحدث انقلاب قيس سعيد الخطير على الديمقراطية ويهدد باعادة تونس لنادي الدول الديكتاتورية موجها أصابع الاتهام لبعض الدول الخليجية الذي أكد أنها "تدعم الانقلاب في تونس على الشاكلة المصرية".

 

من الحديث عن داعش الى الحديث عن أفغانستان والمعسكرات الارهابية على حدود تونس الى الحديث عن الافلاس - لم تكن الجلسة فعلا مخصصة لدعم الديمقراطية في تونس (أو في أي مكان) بل اتسمت بعض المداخلات بالمغالطة والمبالغة والاستصغار لقيمة تونس، والتهديدات الصريحة، والدعوات للتدخّل. 

 

عبير قاسمي 



تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter